مقالاتمقالات المنتدى

حقيقة العولمة الثقافية

‏‎حقيقة العولمة الثقافية

 

بقلم د. محمد يسري إبراهيم (خاص بالمنتدى)

 

الحمد لله وحده، وصلى الله على من لا نبي بعده، وبعد

فإن العولمة الثقافية التي يسعى إليها الغرب إنما يهدف من ورائها إلى اغتصاب ثقافي عدواني على سائر الثقافات!
وقد صرح فوكوياما بأن عولمة الثقافة لا تتأتى إلا بسيطرة ثقافة معينة على الثقافات المتعددة!
فما هي في الحقيقة إلا احتلال ثقافي للهوية تحت شعارات كاذبة ومخادعة!
‏إن هذا الشكل الاستعماري الذي اعترف به توماس فريدمان والذي فرض هيمنة ثقافية وفكرية قبل الهيمنة الاقتصادية والسياسية للدولة الأقوى تقنيا وعسكريا-يجب أن ينتهي، وذلك التأثير السلبي على اختيارات الشعوب يجب أن يتوقف، لا سيما والعالم اليوم يتحول من نظام أحادي القطب إلى أقطاب متعددة!
‏لقد تدثر خطاب العولمة الثقافية بمفردات وقيم براقة رآها العالم بأسره وهي تتهاوى في الغرب نفسه، وقبل أي مكان آخر!
وإلا فإن قيم الديموقراطية، واحترام إرادة الشعوب، ورعاية حقوق الإنسان،قد انتهكت عندهم بشكل متسارع منذ ما يزيد على عقد كامل!
وبالتالي فقد بدت صورة الاحتلال قبيحة من جديد.
‏والشعوب اليوم ليست بحاجة من يعري هذه العولمة بأهدافها الاستعمارية الاقتصادية والسياسية والفكرية بقدر حاجتها إلى البديل الذي يجمع بين المدافعة الحضارية، وبناء النموذج البديل!
ولا تملك أمة من أسباب ومقومات المدافعة مثل أمتنا الإسلامية صاحبة الرصيد الحضاري العظيم والمستند إلى الوحي.
‏وما تزال أمتنا الإسلامية هي الأكثر تماسكًا في الجانب الاجتماعي والأقدر في الجانب البشري، والأميز في الموقع الجغرافي، وهي تمر بمرحلة حاسمة من إفلاس الطروحات القومية والاشتراكية والليبرالية التي تحكمت فيها حتى أوردتها موارد الإفلاس والإبلاس!
وإن قوة الثقافة سوف تغلب ثقافة القوة ولو بعد حين!
“والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون”

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى