النزوح الجماعي للروهنجيا من ميانمار أصبح أخبارًا دولية منذ أغسطس 2017.
حملة الجيش ضد الروهينجا، وهي أقلية مسلمة في ميانمار البوذية، بدأت بالفعل منذ سنوات مضت، ومنذ عام 2012، كانت شبكة صغيرة من الناشطين المواطنين تخاطر بحياتهم لتصوير تأثيرها سراً.
يتم عرض لقطاتهم المروعة، وأول مقابلة على الكاميرا مع أحد أعضاء الشبكة، يظهر في الفيلم الوثائقي الجديد لـ”FRONTLINE” المسمى “حقول القتل” (Killing Fields) في ميانمار.
يقول سابو الذي وافق على التحدث بشرط أن تحمي “FRONTLINE” هويته: على الرغم من أن الفيلم كان محفوفًا بالمخاطر، فقد فعلت ذلك لمساعدة شعبي.
تجدر الإشارة إلى أن فيلم “حقول القتل” (Killing Fields) الذي سيبث، اليوم الثلاثاء، على قناة “PBS”، هو أكبر التحقيقات شمولاً في تلفزيون الولايات المتحدة حول الحملة العسكرية العنيفة التي يشنها الجيش الميانماري على الروهنجيا، وهي محاولة وصفتها الأمم المتحدة بأنها تحمل “بصمات الإبادة الجماعية”.
وينفي الجيش الميانماري الانتهاكات ويقول: إنه يخوض معركة مع جماعة إسلامية متشددة من الروهنجيا هاجمت وقتلت، حسب زعمه، قوات الأمن في قواعد الشرطة والجيش، لكن لقطات سرية صورتها الشبكة، وروايات مباشرة من الضحايا وعائلاتهم، يصورها الفيلم الوثائقي أظهرت أن هناك حملة منسقة لاستهداف المدنيين، والعنف والقتل الجماعي من قبل دولة ميانمار.
وقد تضمن ذلك قرية تسمى “تشوت بيين” (Chut Pyin)، وهي واحدة من العشرات من قرى الروهنجيا التي تعرضت للهجوم والحرق الكامل في أغسطس الماضي.
كان سابو يصور في قرية مجاورة حيث كان الناجون من “تشوت بيين” يتدفقون -رجالاً ونساء وأطفالاً- وكثيرون منهم أصيبوا في الخلف أثناء فرارهم.
ويقول سابو: لقد كانوا جميعًا في حالة رهيبة، لقد أصيبوا بصدمة بعد أن رأوا إخوانهم وأخواتهم يقتلون أمامهم، يعلم الله فقط كم عانوا.
وتابعت فرونت لاين أن الناجين الذين شوهدوا في لقطات سابو، هم الذين رووا بشكل مستقل كيف هاجم الجيش المدنيين واغتصب النساء والأطفال.
“أطلقوا النار عليّ وسقطت في حقل من حقول الأرز، لم أستطع النهوض، كنت أشعر بألم شديد، بعد ذلك اغتصبني أربعة جنود” تقول جميلة خاتون البالغة من العمر 16 عاماً، التي تعيش الآن في مخيم للاجئين عبر الحدود في بنجلاديش، لجبهة فرونت لاين.
أما الناجية الأخرى، نور بيجوم، فتصف أنها اختبأت في بعض الشجيرات، وإن أحد الجنود قتل بالرصاص امرأة حاولت الهروب.
وتقول بيجوم وهي تبكي: قام جندي بقطع ثديها، وأمسك به وأظهره لنا وهو يهتز، وقال: إذا بقينا، فإنهم سيفعلون الشيء نفسه بالنسبة لنا.
ثم تقول: إن عدة جنود اغتصبوها.
يقول قائد القرية ومساعده رشان: إنه فعل ما بوسعه للتعامل مع الضحايا: “لقد عالجت 92 شخصًا هناك، كانوا ممزقين وأجزاء من أجسامهم مقطعة، وبعضهم مصاباً بطلقات نارية وقد تعاملت معهم بكل ما لدي.
ويضيف أن العديد من ضحايا الاغتصاب هم من الأطفال، الكثير منهم لم يستطيع التحمل ومات.
رابط الفيلم: https://www.pbs.org/wgbh/frontline/film/myanmars-killing-fields/
(المصدر: مجلة المجتمع)