مقالاتمقالات المنتدى

مقال حصري

حصري لمنتدى العلماء | قرار البرلمان الموريتاني استبعاد اللغة الفرنسية من أروقته

حصري لمنتدى العلماء | قرار البرلمان الموريتاني استبعاد اللغة الفرنسية من أروقته

تعاني موريتانيا الى جانب دول شمال إفريقيا من النفوذ البارز للغة الفرنسية في مختلف المجالات، وترزح تحت  هيمنتها الواضحة في اهم المؤسسات.

ولطالما تصاعدت النداءات في موريتانيا وغيرها، بضرورة التخلص من لغة المستعمر الذي يجعل لغته وسيلة للتحكم في الشعوب وفرض سيطرته عليها.

فبالإضافة إلى تاريخ فرنسا البشع، وتماديها الواضح في استفزاز مشاعر المسلمين، فإنها تتعمد بقوة نشر ثقافتها الفرنكفونية،ولا ترضى من نخب الدول التي كانت تحت احتلالها إلا أن يكونوا نسخا فرنكفونية لغة وتفكيرا، ثم تمادت في التعدي على خصوصيات المسلمين الدينية والحضارية، خاصة ما حدث مؤخرا من دعمها للإساة إلى نبي الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وما تبع ذلك من حملة شعبية إسلامية لمقاطعة منتجاتها.

كل ذلك جعل فرنسا ترزح تحت المزيد من الخسائر جراء غطرستها، فلقد خسرت ماديا ومعنويا، وتراجعت سمعتها في الوسط الدولي.

كما ازدادت الكراهية لها من قبل جماهير المسلمين في كل العالم،، وتجلى ذلك في وحدتهم ضد الإساءة لنبيهم وأمتهم.واستمرار حملات المقاطعة للمنتجات الفرنسية.

وفي الآونة الأخيرة بدأت الدول التي كانت تعيش في الفلك الفرنسي تتململ تبعا لتملل شعوبها المتزايد، ففي الجزائر قامت عدة وزارات بتعريب الوثائق والمراسلات الحكومية  واستبعاد اللغة الفرنسية.

واليوم  يحدث ما يشبه ذلك في موريتانيا، بقرار يسقط جزءا آخر من جدار الهيمنة الفرنسية في موريتانيا هذا القرار الذي طال انتظاره من قبل الموريتانيين.

فلقد قام رئيس الجمعية الوطنية الشيخ ولد باي، بحضر استخدام اللغة الفرنسية في البرلمان وأمر النواب بالتحدث باللغة الوطنية التي يختارونها، علما الدستور الموريتاني ينص على أن اللغة الرسمية هي العربية.

ويعد هذا القرار من رئيس البرلمان الموريتاني الشيخ ولد باي، بمنع الحديث باللغة الفرنسية في البرلمان وقصر المداخلات على العربية واللغات الوطنية، يعد قرارا جريئا ينطوي على ضربة جديدة للنفوذ الفرنسي عبر لغتها وثقافتها في بلدان الشمال الأفريقي، وما يؤسف له أن هذا القرار رغم أهميته لم يجد ما يليق به من انتشار وعناية !

على أن فرنسا لم تقف صامتة أمام هذا القرار الذي لاشك أنه أزعجها وزاد من رصيد خساراتها المتوالية وخاصة في بلدان المسلمين؛ فقد أرسل السفير الفرنسي سكرتيرته لتطلب له موعدا مع رئيس البرلمان الذي سأل عن فحوى اللقاء فلما علم أنه حول قرار منع الحديث باللغة الفرنسية في البرلمان، قام برفض مقابلة السفير الفرنسي.

كما أخبر الشيخ ولد باي أن أشد معارضي القرار داخل البرلمان هم  بعض فرنكفوني ” طبقة البيظان ” وهي طبقة اجتماعية ترى لنفسها ميزات على الطبقات الأخرى التي ينبزونها بالحرانيط والأكوار وهذه الطبقة الأخيرة هم أصحاب البشرة السوداء !!

وأفاد رئيس البرلمان أنه وردتهم اتصالات كثيرة من مختلف مناطق البلاد  وخاصة من المواطنين ذوي الأصول الأفريقية غير العربية يثمنون فيها القرار ويقولون أنهم لم يكونوا يتابعون مداخلات نوابهم ولايفهمونها لأنها كانت باللغة الفرنسية.

وأوضح هؤلاء وهم نسبة معتبرة في البلاد بأنه لما تحول نقاش البرلمان إلى الحديث بلغاتهم المحلية صاروا يفهمونها ويتفاعلون معها ويحرصون على متابعتها.

وتوجد أنباء  مؤكدة أن عددا من علماء المسلمين في العالم ومجاميعهم العلمائية بصدد إصدار بيان يؤيد خطوة البرلمان الموريتاني ويشيد بها، باعتبار أن تقليص وجود لغة المستعمر سيسهم في التخلص من نفوذه وتحكمه، ولاسيما الاستعمار الفرنسي الذي يعتبر من أشد أنواع الاستعمار تعصبا وعداوة للإسلام.

ولطاما كانت فرنسا ولا زالت رمزا للحقد والبغض ونهب الشعوب الفقيرة والسيطرة عليها، مع تحيز وكراهية للإسلام والمسلمين.

والمأمول مع هذه الخطوات الجيدة أن تكون هذه القرارات قرارات ثابتة راسخة وأن تستمر في التصاعد في كل البلدان، لتقليص النفوذ الفرنكفوني، ولإزالة كل ما يعيق وحدة المسلمين ولغة دينهم ولسان هويتهم الإسلامية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى