مقالاتمقالات مختارة

“حرق العلم الإسرائيلي”.. استنساخ مقاومة شعبية في مواجهة الاحتلال

بقلم مصطفى صبري

لا يحتاج الأمر إلى تنظيم فصائلي لتنظيم فعالية هنا وهناك، فاستنساخ التجارب والفعاليات أصبح في الآونة الأخيرة بمبادرات فردية وتظهر للعيان على أنها تنظيم جماعي محكم الحلقات والتسلل الهرمي في التنظيم.

فعالية حرق العلم “الإسرائيلي” ورفع العلم الفلسطيني في غزة كانت تلك المشاهد تتكرر في عدة مناطق بالضفة الغربية في المسيرات الأسبوعية مثل مسيرة كفر قدوم في محافظة قلقيلية ومسيرة نعلين في رام الله وغيرها من المواقع التي يجري فيها اشتباك مع جنود الاحتلال.

مسيرة كفر قدوم التي مضى على انطلاقها 7 سنوات ودخلت في العام الثامن، كانت فعالية حرق العلم “الإسرائيلي” على حدود غزة موجودة على أرض كفر قدوم بعد انطلاقها عقب صلاة الجمعة.

منسق المسيرة الأسبوعية مراد أشيوي قال لـ”المجتمع”: مسيرة كفر قدوم فعالياتها تتوافق أسبوعياً مع محطات تاريخية أو دينية أو وطنية، والجمعة الماضية كانت فعاليات حرق العلم “الإسرائيلي” ورفع العلم الفلسطيني نصرة لفعالية أهلنا في غزة في مسيرات العودة على الحدود، وهذا التوافق يشكل حاضنة شعبية مهمة.

وأضاف: في فعالية كفر قدوم، تم الدوس على العلم “الإسرائيلي” أمام جنود الاحتلال ثم حرقه ورفع العلم الفلسطيني، فالمقاومة توحد شعبنا وإن اختلفت الجغرافيا ووجهات النظر السياسية، ومنذ زمن ونحن في مسيرة قدوم نقاوم بصورة سلمية ونجسد الفعاليات التي تتوافق مع مناسبة، وفي شهر أبريل الحالي هناك عدة مناسبات وطنية يتم فيها اعتماد الفعاليات بالمسيرة الأسبوعية بعنوان المناسبة فيكون الإحياء للمناسبة ليس بالكلام بل بالفعل على الأرض.

وفي مدينة قلقيلية، حرق شبان في منطقة الحاجز الجنوبي العلم “الإسرائيلي” بشكل جماعي، وتم توثيق ذلك بهواتفهم الذكية.

الشاب عزات قال: نحن نناصر الأشقاء في فعالياتهم على الحدود، وقمنا في يوم الجمعة بحرق العلم “الإسرائيلي” لإغاظة الجنود الذين أصيبوا بهستيرية، وشاهدناهم وهم يتحركون بشكل غاضب بعد حرق العلم “الإسرائيلي”، فإبداعات المشاركين في مسيرات العودة على حدود غزة انتقلت إلينا بسهولة، فحرق العلم فعالية سهلة وهي ذات مغزى، فالاحتلال في هذه الفترة يقوم بنشر آلاف الأعلام “الإسرائيلية” على الطرقات بمناسبة ما يسمى ذكرى استقلالهم، ونحن بالمقابل نرفع علمنا الفلسطيني ونحرق علمهم المشؤوم الذي كان سبباً في نكبتنا، وهذا جزء من رفضنا لاستقلالهم وإقرار استقلالنا على أرضنا، فالشعب يجب ألا يسكت على احتلال الأرض وتهويدها.

ويرى الشاب عامر الذي شارك في حرق العلم “الإسرائيلي” أمام جنود الحاجز الجنوبي: سعادتي لا توصف وأنا أحرق علمهم أمامهم وهم لا يستطيعون فعل أي شيء، وألتقط الصور حتى أحتفظ بها طوال حياتي، فلن يكون لعلمهم أي قيمة بعد اليوم على أرضنا، فمكان العلم تحت الأقدام بالدوس عليه أو حرقه في خطوة تتضمن إعلان التمرد على الاحتلال وذكرى استقلاله التي كانت على حساب شعبنا وأرضه.

أما الفتى ربيع قال: أقلد ما يجري في غزة على أرض قلقيلية، فشكراً لغزة على إبداعاتها.

(المصدر: مجلة المجتمع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى