مقالاتمقالات المنتدى

حرف البوصلة عن المسری من الجرائم الكبری

حرف البوصلة عن المسری من الجرائم الكبری

 

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

 

قال اللّه تعالی: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ وقال الصّادق المصدوق ﷺ: {يَدُ اللّهِ مَع الجَماعَة} وقال ﷺ: {عَليكَ بالجَماعَة فإنّما يأكلُ الذّئب مِن الغنَم القاصِيَة} هل تعلم أيّها الأخ المسلم أنّه لا يجوز شرعا ولا عقلا ولا أدبا للرّعاة أو الرّعيّة أن يحرفوا البوصلة عن قضايانا الرّئيسة والتي تأتي في مقدّمتها قضيّة المسری؟

ولا يجوز للعوامّ إثارة قضايا جانبيّة فرعيّة ومسائل اجتهاديّة خلافيّة -ولو بحسن نيّة- خاصّة بهذه الظّروف الصّعبة غير الطّبيعيّة التي تمرّ بها الأمّة العربيّة لأنّ ذلك سيؤدّي بلا ريب لتشتيت الجهود وتفتيت الوحدة الإسلاميّة وتقديم خدمات مجّانيّة للماسونيّة أو الصّليبيّة العالميّة؟! واعلم أخي المكرّم: أنّ الإمام ابن تيمية شيخ الدّعوة السّلفيّة وضع يده في أيدي إخوانه الصّوفيّة ثمّ وقفوا جميعا -صفّا واحدا- أمام جحافل المغول التّتريّة! وللّه درّ القائل: (كونوا جميعا يا بنيّ إذا اعترى: خطب ولا تتفرقوا آحادا!

تأبى القداح إِذا اجتمعن تكسّرا: وإِذا افترقن تكسّرت أفرادا!) وهذا لا يعني بأيّ حال من الأحوال أن نغضّ الطّرف عن حثالة المأفونين أشباه الرّجال من الذين يطعنون في الصّحابة الأخيار بحجّة محبّة أو نصرة آل البيت الأطهار الذين نفديهم بالأهل والمال وهم -وربّ البيت- بريئون من شرذمة الأشرار والجهّال الذي تكاد أن تزول من مكرهم الجبال؟! مع التّأكيد علی أهمّيّة التّفريق بين شكر من قدّم مساعدات للمرابطين وبين وجوب الرّدود علی كلّ أفّاك أثيم يطعن في الصّحابة الميامين ولو آثرنا علی نفسه أو دعمنا مادّيّا وحرّر المسری أولی القبلتين!

اللّهمّ وحّد كلمة وصفوف المسلمين ولا تجعل بأسهم بينهم وانصرهم علی من يعاديهم.. وأخرس لسان وشلّ بنان وهدّم بنيان وزلزل أركان من شتم وأثار الشّبهات حول الصّحابة البررة الكرام يا ذا الجلال والإكرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى