حرف البوصلة عن أولی القبلتين حرام يا دعاة المسلمين!
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال تعالی: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ وقال ﷺ: {إنَّ اللَّهَ لا يَجمَع أُمَّتي عَلى ضَلالَة وَيَدُ اللَّهِ مَع الجَماعَة وَمَن شَذَّ شَذَّ إلى النّار} لا جرم أيّها الأحباب أنّ الاتّحاد قوّة وصواب والاختلاف ضعف وعذاب! والاختلاف علی قسمين مشروع وممنوع فمجال المشروع: الجزئيّات والفرعيّات وتندرج المذاهب الفقهيّة تحت هذا النّوع من الاختلاف الجائز! والاختلاف الممنوع: ما كان في البدهيّات والمعتقدات! ومعلوم أيّها المؤمنون أنّ اختلاف الأئمّة في المسائل الاجتهاديّة رحمة ونعمة! وأنّ اختلاف العوامّ وأفراد الأمّة في الأصول مصيبة ونقمة! ولا يجوز لغير فقيه في الشّريعة الإسلاميّة أن يدلي بدلوه في غير تخصّصه فمن اجتهد من العلماء في الأحكام الشّرعيّة وأخطأ فله أجر! ومن قال من العوامّ برأيه في المسائل الفقهيّة فعليه وزر! إذا كان لا بدّ من الاختلاف فليكن على من يخدم الشّريعة الإسلاميّة أكثر ومن سيردّ علی الماسونيّة والعلمانيّة والسّيداويّة اليساريّة والسّرطان الأحمر! وقد ذكر الإمام ابن كثير في البداية والنّهاية أنّ فتنة وقعت في بغداد سنة 317 هــ بين العوامّ من الحنابلة والشّافعيّة في تفسير قوله تعالى: ﴿عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا﴾ فقالت الحنابلة: يجلسه ﷻ معه ﷺ على العرش! وقالت الشّافعيّة: المراد بذلك الشّفاعة العظمى! فاقتتلوا بسبب ذلك ووقع بينهم جرحی وقتلى وإنّا للّه وإنّا إليه راجعون! لقد كان الأولی بمن سفك الدّماء أن يلتمس لمخالفيه العذر وييمّم وجهه لمحاربة حثالة القرامطة الذين قتلوا حجّاج البيت الحرام وأخذوا الحجر الأسود لمنطقة هجر مدّة عشرين سنة بدل أن تسيل الدّماء في تفسير آية من القرآن الكريم؟! كان الواجب عليهم أن يتعاونوا فيما اتّفقوا عليه وأن يعذر بعضهم بعضا فيما اختلفوا فيه وأن تتضافر الجهود للدّفاع عن حجّاج البيت الحرام والوقوف صفّا واحدا أمام أعداء الإسلام! تؤكّد لنا هذه الحادثة خطورة المنهج المفضي لاستباحة الدّماء وإخراج المخالف من ملّة خاتم النّبيّين ﷺ في مسائل ليست من أركان الدّين! ولا يعني ذلك بأيّ حال أن نغضّ الطّرف عن الطّعن في الصّحابة والآل (يا أبناء الكرام والحلال)!