حرب الوعي.. هل يمكننا أن نعيد تشكيل الرأي العام؟
بقلم محمد نور سحاري
ما أجمَل أن يكون هناك دائمًا من يصنعُ الوعي لِيقدمه للشبابِ المسلم، فكم نحنُ بحاجة لمن يصنعُ لنا الوعي ويقدمه لنا لنعيَ في عُقولنا وأنفسنا ماذا نفعل في المواقف التي نمرُ بها وكيف نتعامل مع كلِّ موقف بما يليق بنا كشبابٍ نمَثل للعالم أجمع صورةً عن الإسلام. ونوضِح لهم ما هو الإسلام الحقيقي ونُفسِد مكرَ أعداءِ الإسلام ما يروجونه عن الإسلام، فيعطوا للعالم صورةً عن الإسلام أنهُ ديناً إرهابياً تارة، وتارةً أخرى ديناً ظالماً، وتارةً أخرى ديناً ضيقاً لا يمكنُ المعيشة به وتحمل متطلّباته وتارةً وتارة..
هكذا إلى أن يوصِلوا للعالم أجمع أنَّ الإسلام هو دينٌ لا يمكنُ الدخولُ به والمعيشةُ به فيعطوا صورةً للناس مشوّهةً ومفبركةً عن دينِ الإسلام ويبعدوا الجميع عنه وعن منهجِ رسولنا الكريم صلواتُ الله وسلامُه عليه. وذلك ليوقِعوهم أخيراً في العذابِ الشديد ولِتكون نهايتهُم جهنمُ والعياذُ بالله، وكلّ هذا تحتَ محاربةِ الإسلامِ وتشويهَ صورته، ومنهم من يحاربُه باسم الإسلام كأمثال (الخوارج). لكن نحنُ يجبُ علينا ألا نقف مشاهدين لما يحدث، بل يجبُ علينا أولاً: أن نُبيّن للناس أجمع أنَّ ما يدعونه هؤلاء المشوهين ما هو إلا كذبٌ وافتراءٌ على الله وعلى دينه العظيم.
ثانياً: يجبُ علينا جميعاً أن نصنعَ الوعيَ بأنفسنا ونقدمه لبعضنا البعض، ونقدمه للذين لا يعلمون كيف يحاربوا هؤلاءِ المفسدين وأمثالهم ويردعُوهم عن فسادهم. فيجب على كلٍّ منّا أن يجمع ما لديه من أفكار وأقوال تفيدُ الإسلام والمسلمين ويطرحها على الجميع لكي يأخذوها ويزرعوها في قلبِ كلِّ مسلم كبذرة.. ما إن تُزرع وتنبتَ وتُزهر إلا وتكونُ قد ربَّت جيلاً واعياً شُجاعاً لا يخافُ ولا يهابُ المصاعبَ ولا يوجد لديه مواقف ومصاعب إلا ولها حل، إلا ولها طريقةً خاصةً بها يتم التعاملُ بها بمهارة وجدارة..
هكذا يجبُ أن نكون وهكذا يجبُ علينا أن نُربيَ أولادَنا وأجيالنا ونزرعَ في قلوبهِم الوعي ليزرعُوه هم أيضاً في قلوبِ أجيالهِم القادمة ليستمر دينُ الإسلام بالحكم، ويستمرَ شرع الله وينتهيَ الظلم والاستبداد والفساد في الأرضِ، ولتبقى كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى. ولنعلمَ جميعنا ونتفكر في كلام (الغازي أرطغرل) حينَ قال: “إن سقطنا نحن يسقط كل العالم الإسلامي وطالما نحن مرتبطون بديننا وأعرافنا بشدّة لن ينحني رأسنا ولن تسقط راية الإسلام بإذن الله”.
هذه العبارة الجميلة الرائعة حين خرجت من فمِ ذلك البطل ودخلت في قلوب الصادقين، دخلت كبذرةً تم زرعها فما أن أنبتت وأزهرت حتى حملت في قلبِ كلِّ رجلٍ منهم أنه يجبُ عليه أن يفعل ما بوسعه ويسعى جاهداً ويبذل الغالي والرخيص في سبيل الله. وفي سبيل أن يبقى الحكم لله ولشرعه، وأن يبقى الإسلام هو الدين الواحد الذي لا دين غيره، ولكي يبقى المعبود الواحد هو الله الواحد الأحد ولا معبود غيره إلا هو. نعم هكذا كانوا يصنعونَ الوعي ويقدموه لأجيالهم ويُقووا بها عزائِمهم وإيمانهم بالله العظيم.
فكما كانوا هم يصنعون ويقدمون، يجبُ علينا نحنُ أيضاً أن نكونَ مثلهم ونعمل بأعمالهم ونتوكل على الله ونسأله الإعانة والمدد في أعمالنا ونسأله الصبر والنصر حتى نصل إلى غايتنا ومرضاته سبحانه وتعالى. وأن لا نتركَ ذكره وشكره في الرخاء والشدة لأننا إن لم نكن معه في الرخاء لن يكون معنا في الشدة فيجب علينا أن نكون معه في الرخاء والشدة، في كل وقت، في كل نفس، في كل لحظة، في كل ثانية، فهوَ ربنا وهو ولينا وهو ناصرنا وهو على كل شيءٍ قدير إن لم يكن معنا فماذا نستفيدُ نحن؟ وإن لم نكن معه فلماذا نعيش إذاً؟ لا فائدة لنا ولمعيشتنا إن لم نكن مع الله وننصره وينصرنا.
(المصدر: مدونات الجزيرة)