حتى لا تقع في الفوضى الفقهية.. إليك أصل مصطلح التجديد في الإسلام | د. عصام البشير
قال عصام أحمد البشير نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن التجديد مصطلح إسلامي أصيل لم يرد ذكره نصا في القرآن الكريم ولكن ورد في طائفة في الأحاديث النبوية الصحيحة، ومن أوفاها حديث أبي هريرة “إن الله يبعث على رأس كل مئة عام لهذه الأمة من يجدد لها دينها”.
ومن ضمن الأحاديث النبوية أيضا “إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم”.
وأضاف البشير في تصريحاته لبرنامج “الشريعة والحياة في رمضان” (2020/5/5) أن تجديد الشيء هو جعل القديم جديدا وكذلك إعادة ما انطمس إلى حداثة نشأته وإعادة الأمر إلى ما كان عليه في سابق عهده، مؤكدا أن المصطلح أصيل في النصوص ولكن المصطلحات الشرعية إذا أساء البعض فهمها أو تطبيقها فإن الناس يتخذون موقفا من المصطلح نفسه وليس من الخلل الذي نشأ في تطبيقه.
واعتبر أن مصطلح الاجتهاد يتصوره البعض طريقا للفوضى الفقهية، ولكنهم يغفلون أن الاجتهاد ينبغي أن يصدر من أهله في محله.
كما أن مصطلح التجديد تم تصويره كأنه تحريف ونقد للثوابت وهدم لمسلمات وتشكيك في الأصول، مشددا على أن المنهج الصحيح هو إثبات المصطلح كما جاء في الأحاديث النبوية والعمل على بيان معناه الصحيح بعيدا عن تأويل الجاهلين، لأن التجديد لا يقصد به سوى الإحياء وإزالة الشوائب التي ارتبطت بالفهم الخاطئ للدين والعمل على تصحيحها.
وأشار إلى أن نصوص وألفاظ الدين غير متجددة، لأن النصوص الشرعية تكفل الله بحفظها، ولكن ما يتجدد هو فهم نصوص الوحي والعمل بمقتضى الفهم لنصوص الوحي.
وأوضح أن الدين ليس كله قطعيات ولكن فيه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات، فثوابت العقيدة والشعائر التعبدية والمحرمات لا تتبدل بتغير الزمان والمكان، ولكن ما بني على المصالح وظنيات الأحكام قابلة للمرونة والتكيف والاجتهاد.
(المصدر: الجزيرة)