مقالاتمقالات المنتدى

حتميّة هلاك الظّالمين

حتميّة هلاك الظّالمين

 

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

 

قال اللّه تعالی: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾ وقال تعالى: ﴿وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ وقال ﷺ: فيما يرويه عن ربّه عزّ وجلّ: {يا عبادي إنّي حرّمت الظّلم على نفسي وجعلته بينكم محرّما فلا تظالموا} واعلم أخي المحترم أنّ الظّلم هو أهمّ جرم يقع علی أيّ إنسان وإن كان غير مسلم فتقشعر له الأبدان خاصّة بهذه الأيّام وهو أفتك مرض انتشر في الأرض فأهلك الجماعات والأفراد وأباد الحضارات وسلب الخيرات ونزع البركات وسبّب النّكبات ويكفينا أن نعلم أيّها الإخوة والأخوات أنّ فاطر الأرض والسّموات جعل الظّلم ظلمات في الحياة وبعد الممات وحرّمه في محكم الآيات البيّنات حرّمه على نفسه وجعله محرّما بين المخلوقات حتّی انّ الشّاة الجلحاء ستقتصّ من الشّاة القرناء يوم الحساب والجزاء ولأجل مكافحة الظّلم وعلاجه وإزالة دائه واستئصاله بعث اللّه رسله وأنزل كتبه وأوضح سبله قال تعالی إرشادا لعباده وتذكيرا: ﴿وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا﴾

لا جرم أخي المكلوم أنّ عاقبة الظّلم وخيمة ونهاية المعتدي أليمة وما دام ذلك كذلك فعليك بالصّبر أخي محتسب الأجر القابض علی الدّين كالقابض علی الجمر وتوكّل علی العزيز المقتدر من بيده الخلق والأمر وما دام كلّ شيء بقضاء وقدر فإيّاك أن تيأس أو تضجر فلا بدّ للّيل أن ينجلي ولا بدّ للقيد أن ينكسر وقد أخبرنا سيّد البشر ﷺ أنّ امرأة دخلت نار سقر في هرّة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض فما بالك بمن أهلك الحرث والنّسل وظلم عباد اللّه عزّ وجلّ؟!

إنّ المستبدّين وأعوانهم كلّما اشتدّت وطأتهم وتعاظم خطرهم وتفاقم أمرهم واستفحل شرّهم وزاد طغيانهم كان ذلك إيذانا بانحسار سطوتهم وزوالهم ومن المعلوم أيّها الصّابرون المحتسبون أنّ معرفة المظلومين بعاقبة المجرمين ومصارع الغابرين تزيدهم إيمانا راسخا بسنن اللّه في الكون وبحقائق هذا الدّين وكلّما زاد جبروت المتكبّرين علمت جموع المستضعفين علم اليقين أنّ مصير الظّالمين بعد حين سيكون أثرا بعد عين بإذن ربّ العالمين! نقول للإخوة المسلمين بالمختصر: إنّ بغي المجرمين لن يستمرّ فشمس الإسلام ستشرق وثياب الباطل ستمزّق وعروش الفراعنة ستدكّ وسفن الفجّار ستغرق وجحافل الكفر ستحرق والظّالمون مهما طغوا وبغوا فإنّ الحيّ القيّوم سيستدرجهم من حيث لا يعلمون كما قال الذي لا تأخذه سنة ولا نوم: ﴿وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى