![](https://www.msf-online.com/wp-content/uploads/2025/02/WhatsApp-Image-2025-02-14-at-5.47.08-PM-780x470.jpeg)
جَمعُ الصّلاتينِ بِسَببِ المَطر
بقلم: أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
مِن المعلوم لكم أيها الإخوة المُباركون أنّ رَفع الحَرج من محاسن الشّريعة الإسلاميّة وقد ذَهب جمهور العلماء إلى جواز الجَمع بين صلاتي الظّهر والعصر وبين صلاتي المغرب والعشاء بسبب المَطر واستدلّوا على ذلك بحديث ابن عبّاس رضي اللّه عنهما: (جمَعَ رسولُ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بين الظُّهرِ والعَصرِ والمغربِ والعِشاءِ بالمدينةِ من غيرِ خَوفٍ ولا مَطَرٍ) فقيل لابن عَبّاسٍ ما أرادَ إلى ذلك؟ فقال: أرادَ أنْ لا يُحَرّجَ أُمَّتَه) وقوله: (مِن غيرِ خَوفٍ ولا مَطَرٍ) يفيد بأنّ الجَمْعَ للمَطرِ بين الصّلاتين كان معروفًا في زمن الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم ولو لم يَكُن كذلك لَمَا كانت هناك فائدةٌ مِن نَفي المَطرِ كَسببٍ مُسوّغٍ للجمعِ وعنِ ابنِ عَبّاسٍ أيضًا: (أنّ الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم صلّى بالمدينةِ سَبعًا وثمانيًا الظُّهرَ والعَصرَ والمغربَ والعِشاءَ) فقال أيُّوبُ: لعلَّه في ليلةٍ مطيرةٍ؟ قال: عسى!
وعن نافعٍ رحمه اللّه: (أنَّ ابنَ عُمرَ رَضِيَ اللّه عنهما كان إذا جَمَعَ الأُمراءُ بين المغربِ والعِشاءِ جمَعَ معهم في المطرِ) وهذا مَعنىً يَلحَقُ به المشقَّةُ غالبًا فكانَ له تَأثيرٌ في أداءِ الصَّلاةِ في وقتِ الضَّرورةِ كالسَّفرِ والمرضِ! والحقّ يُقالُ: إنّ المَطر المُبيح للجمع بين الصّلاتين هو ما يَبلّ الثّياب وتَلحق المَشقّة بالخروج فيه والبَرَد الشّديد كالمَطر في جواز الجَمع بين الصلاتين بسببه بِخلاف الوَحل والرّياح الشّديدة فهي مسألة خلافيّة بين العلماء.. أمّا الجَمع بين صلاة الجُمعة والعصر: فجمهور العلماء على عدم جواز الجمع بينهما: لأنّ الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم لم يَجمع بينهما طوال حياته وهذا هو الرّاجح في هذه المَسألة [واللّهُ تعالى أعلى وأعلم]!
اقرأ أيضا: (هل صحيح أنّ الأمريكان أمر كان)؟!