مقالاتمقالات مختارة

«جيل التحرير» هل ينهي دور عصابات التزوير؟

«جيل التحرير» هل ينهي دور عصابات التزوير؟

بقلم د. عبد العزيز كامل

كل الزعماء المزعومين الذين ادعوا زورا عبر عشرات السنين؛ نصرة الأقصى والقدس وفلسطين؛ كانوا يعلمون علم اليقين؛

ما صار يعرفه اليوم أكثر  المسلمين وغير المسلمين؛ من أن ما كان يسمى بـ«الصراع العربي الإسرائيلي» كان صراعا دينيا اعتقاديا من جانب واحد،

هو جانب اليهود ومن يدعمونهم من النصارى، ومع ذلك ظل المتصدرون العلمانيون الكاذبون يخادعون الأمة  ويزورون الحقائق،

ويخوضون حروب الهزيمة والتضييع، لينتهوا مختارين إلى مسارات الخنوع والتطبيع، تحت شعارات العلمانية  اللادينية الفاشلة..

تعمد العلمانيون تجاهل الحقائق الدامغة الدالة على أن دولة اليهود ما قامت أصلا إلا لبناء ما أسموه «هيكل سليمان الثالث» على أنقاض المسجد الأقصى، بعد البدء باحتلال فلسطين،ثم اتخاذ القدس الإسلامية عاصمة أبدية للدولة اليهودية،

ثم التمدد بعدها للسيطرة على حدود «دولة داود»  أو «إسرائيل الكبرى» من النيل إلى الفرات، التي أبرمت لأجلها «صفقة القرن» التي أطلقوا عليها مؤخرا مشروع «الولايات المتحدة الإبراهيمية»!!

كنت وغيري كثير؛ ممن كتبوا عن الخلفيات الدينية لذلك الصراع المصيري ضد الإسلام وأهله ومقدساته، وكان أول كتاب لي؛ قد صدر عام ١٩٧٨، بعنوان «قبل أن يهدم الأقصى»..

وقد أوضحت فيه كثافة الدلائل على أن الصراع مع الذين كفروا من أهل الكتاب؛

 يبرهن على أن معركتنا معهم دينية عقدية أبدية، لأن أعداءنا يوجهونها بخلفيات توراتية متطرفة ونظرات إنجيلية محرفة.

راقبت بعدها باحثا؛ كيف جرت جولات الحرب ومسارات السلام، فوجدت أن قدرا كبيرا مما جرى ويجري،

إنما كان يسير -ولا يزال- وفق مخطط غربي مفتوح، وبتواطؤ عربي مفضوح، وهو ما جعلني أجمع مؤشرات ذلك في كتاب «العلمانيون وفلسطين.. ستون عاما من الفشل»..

وهي اليوم تزيد عن السبعين عام، وقد صرحت فيه بألا أمل في هؤلاء..

وأن الرجاء بعد الله في تهيئة جيل للتحرير..

يبدأ بالتحرر من ربقة العلمانية الجاهلية بكافة تصوراتها الفكرية، ومشروعاتها التآمرية..

«رسالة إلى طلائع الطائفة المنصورة في بيت المقدس»

ثم كتبت كتابا موجها لجيل التحرير الواعد في فلسطين بعنوان: «رسالة إلى طلائع الطائفة المنصورة في بيت المقدس».. وطبعت منه عشرات الآلاف، بغرض وضع الأسس المنهجية، لجيل التحرير؛

مستمدة مما تواتر من أحاديث الطائفة المنصورة، التي ستتجمع آخر الزمان من أطراف في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس..

بذل الجهد لتكوين وتهيئة جيل الفتح والتحرير للقدس وغيرها من عواصم المسلمين، هو بلا أدنى التباس؛ واجب كل الموحدين،

وليس واجبا فقط على حماس.. بدعوى أنهم وكلاء عن الأمة، فهم يؤدون ما عليهم، والأمة كلها عليها واجباتها تجاه قضاياها المصيرية، وعلى رأسها واجبان..

أحدهما، استبعاد الهيمنة العلمانية الخائنة التي تستجلب غضب الله وعقابه،

وثانيهما استعادة الوجهة الإسلامية الخالصة، التي تستنزل نصر وعظيم ثوابه، فللنصر أثمان ومقدمات.. وليس مجرد كرامات أو هبات..

{وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٤٠) الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [ الحج/٤١]

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى