جنين سنديان تنثني عليه رؤوس الحراب
بقلم د. سلمان السعودي “أمين ملتقى دعاة فلسطين” (خاص بالمنتدى)
نعم إنها الجريمة الأبشع مع بداية هذا العام 2023م، لقد توفرت لهذه الجريمة كل معطياتها، صمت عربي تخلله بعض الشجب على استحياء، غياب للسلطة الفلسطينية عن ميدان الحدث في تكرار الاقتحامات والتصفيات بدم بارد في جنين والضفة الغربية، تطبيع على كافة المستويات مع الاحتلال من بعض الأنظمة العربية، دعم دولي لكيان الاحتلال، تجفيف منابع الدعم للمقاومة، حصار مطبق جوا وبرا وبحرا.
لن تكون هذه الجريمة الأخيرة ضد شعبنا ومقاومته ما دامت هذه المعطيات قائمة، ولكن القول الفصل هو قول الأحرار، الذين حملوا راية الجهاد والمقاومة، الذين سكنت فلسطين قلوبهم، وروت المقدسات شرايينهم، فصنعت منهم صخرة، بل سنديان تنثني عليه رؤوس الحراب.
إنها جنين القسام، جنين طوالبة، جنين شقائق النعمان التي تشق الصخور لتزهر وتملأ المرج بلونها الأحمر الوردي.
إنها جنين التي فيها يحمل الشهيد شهيدا، ويودع فيها الشهيد شهيدا، إنها جنين التي فيها مواكب العشق للشهادة، فارس يزاحم الفرسان بابتسامة وتؤدة وسكينة وعنفوان مقاتل.
جنين لا ترى على جبين أبنائها إلا عصبات الكرامة، وتيجان العرس في زفة لحور العين إلى الجنان.
جنين في كل ملحمة ترسل للعدو رسائل تؤكد فيها أنها السنديان الذي يتحدى كل رؤوس حراب الشر، وأن المقاومة لن يكسرها كل قوى الشر، ولن تتوقف حتى دحر المحتل وتحرير كامل تراب فلسطين، وتصدح تكبيرات التحرير فوق مآذن القدس.
إن دماء جنين وقود تروي شرايين الوطن ليشتعل نارا تحرق ثكنات الاحتلال، وتحمل الريح رماد الحريق لتذره في عيون المطبعين.
