جمعية العلماء المسلمين الجزائريين: تندد بالتطبيع.. وتؤكد “فلسطين” القضية الأولى للشعوب الإسلامية
أصدرت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بياناً، السبت، تناولت فيه الظروف التي تعيشها أمتنا، من تفشي فيروس كورونا وما خلفه من آثار على المجتمع وعلى الاقتصاد، وأنباء متلاحقة عن التطبيع مع الكيان الصهيوني.
ودعا البيان الذي وصل “المكتب الإعلامي للاتحاد” نسخة عنه، الشعب الجزائري إلى أن تحمل المسؤولية إزاء الأمة والوطن، وتغليب مصلحة الأمة والوطن فوق كل اعتبار.
كما أكدت الجمعية في بيانها، أن التلاحم والتضافر بين جميع مكونات الأمة هو أفضل ضمان وتحصين للوطن والأمة من كل المخاطر المحدقة.
ونددت الجمعية، بهذه السقطات المتوالية في الأمة، وآخرها ما كان من تطبيع المملكة المغربية الشقيقة لعلاقاتها مع الكيان الصهيوني الغاصب، معتبرة ذلك طعنة أخرى في ظهر فلسطين وشعبها والأمة الإسلامية جمعاء.
وقالت الجميعة في بيانها، إنها تحيي وقوف الشعب المغربي الشقيق ضد هذا التطبيع الظالم، مشددة على أن الشعوب الإسلامية كانت وستبقى “فلسطين” قضيتها الأولى مهما تجاوزتها أنظمتها وطبّعت مع هذا الكيان الغاصب لأرضنا المقدسة.
وإليكم نص البيان كاملا:-
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ (سورة المائدة، الآية 57).
في يوم 27 ربيع الثاني 1442هـ الموافق لـ 12 ديسمبر 2020م، اجتمع المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بنادي الترقي بالجزائر العاصمة، في دورة عادية لمدارسة شؤون الجمعية وكذا الوضع الوطني العام.
وبعد مناقشة مستفيضة بين أعضاء المكتب الوطني، في جو سادته روح عالية من المسؤولية، يحدوهم واجب البيان والنصح للأمة، خاصة في هذه الظروف المدلهمة من كل جانب، منها تفشي فيروس كورونا وما خلفه من آثار على المجتمع وعلى الاقتصاد، وأنباء متلاحقة عن التطبيع مع الكيان الصهيوني، حتى وصلت إلى حدودنا الغربية، وحدود ملتهبة شرقا وغربا، وتحامل على الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم، هذا كله دعا الجمعية إلى أن تتوجه بهذا البيان إلى الأمة:
- تدعو الجمعية الشعب الجزائري إلى أن يكون في مستوى المرحلة وحساسيتها وخطورتها، حتى يتحمل الجميع مسؤوليتهم إزاء الأمة والوطن، وأن يتساموا على خلافاتهم، وأن تكون مصلحة الأمة والوطن فوق كل اعتبار.
- ترى الجمعية أن أفضل ضمان وتحصين للوطن والأمة من كل المخاطر المحدقة هو التلاحم والتضافر بين جميع مكونات الأمة من مواطنين ومسؤولين، وهذا في إطار الشفافية الحقيقية في التعامل مع القضايا المصيرية، سواء في شقها السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي.
- تندد الجمعية بهذه السقطات المتوالية في الأمة، وآخرها ما كان من تطبيع المملكة المغربية الشقيقة لعلاقاتها مع الكيان الصهيوني الغاصب، وهي طعنة أخرى في ظهر فلسطين وشعبها والأمة الإسلامية جمعاء.
- تحيي الجمعية وقوف الشعب المغربي الشقيق ضد هذا التطبيع الظالم، فالشعوب الإسلامية كانت وستبقى “فلسطين” قضيتها الأولى مهما تجاوزتها أنظمتها وطبّعت مع هذا الكيان الغاصب لأرضنا المقدسة.
- تدعو الجمعية طرفي النزاع في قضية الصحراء الغربية إلى المسارعة في إيجاد حل عادل بالطُّرق السلمية، حقنا لدماء المسلمين، ومن أجل البدء في بناء صرح وحدتنا المغاربية المنشودة، وألا تكون هذه القضية أداة للمساومة والتطبيع مع العدو الصهيوني، وتمكينه من أكناف الأمة، ومنفذا لتشتيت وحدتها.
- تثمن الجمعية جميع الجهود لمقاطعة بضائع كل الدول التي قامت بالاعتداء على حرمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وتدعو إلى متابعة ذلك وتوسيعها.
- تهيب الجمعية بكل القوى الحية في الوطن ألا تنسى الفئات الهشة والضعيفة خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة في ظل تفشي وباء كورونا، وحدوث بعض الكوارث الطبيعية، فلنكن جميعا أعينا ساهرة من أجل التكفل بضعفائنا وفقرائنا ومرضانا.
- تحيي الجمعية جهود الجميع، من مؤسسات رسمية ومؤسسات المجتمع المدني، وأبنائنا المغتربين في المهجر الذين استجابوا لمساعدة الوطن والتضامن معه، وكل شُعب الجمعية، ولجنة الإغاثة التابعة لها، بما يُبذَلُ من أجل تخفيف أعباء هذا الوباء على شعبنا، وتهيب بهم جميعا أن يواصلوا هذا الجهاد وهذا الجهد، فالفرج سيكون قريبا بإذن الله.
- تدعو الجمعية الجهات الرسمية، استئناسا بفتح المدارس والثانويات، إلى السماح بفتح المدارس القرآنية حتى تساهم بدورها في التكفل التربوي بأبنائنا وذلك مع الاحترام الكامل للبروتوكولات المنظمة للعملية التربوية في ظل هذه الجائحة.
والله تعالى نسأل أن يرفع عنا هذا الوباء، وأن تكون هذه الصفحات المظلمة إذنا ببزوغ فجر جديد واعد للأمة، فجر نهضتها وظهورها ووحدتها واستكمال رسالتها الخالدة.
﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ (سورة هود، الآية 88).
(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)