بقلم د. سامي عامري
لا شكّ أنّ العلم لا يُقدّم لطالبيه ومن يحتاجونه على صورة واحدة في جانب السعة والعمق؛ فما يقال للمختصين غير ما يقال للعامة، وما يقال للمتقدّم غير ما يقال للمبتدئ.. غير أنّه يُراد للدعوة اليوم أن تتجّه بصورة مفرطة إلى اختصار العلم في التبسيط المخلّ؛ حتّى صار بسط الكلام في تأصيل مسألة أو استحضار شواهدها ثقيلًا على الحس يستنكره الذوق، واقترن لذلك العلم بالإملال..
قلتُ: التبسيط عندما يتحوّل إلى ظاهرة تتقلّص لصالح البهرجة المرئيّة لا بدّ أن ينتهي الأمر إلى نشر (وهم الثقافة) وإضعاف المناعة العلميّة إلى حدّ الإنهاك .. وفي بيئة يترصّد فيها خصوم الإسلام بهذا الدين عند كلّ باب؛ يغدو الإمعان في ثقافة التبسيط جناية على الوعي..
تبسيط المعارف مطلوب، وفضيلة، والغلو في ذلك فتنة ومهلكة..
(المصدر: صفحة د. سامي عامري على الفيسبوك)