زادت جرائم الكراهية ضد المسلمين بشكل كبير في السنوات الأربع الأخيرة، فقد ازدادت جرائم الكراهية ضد المسلمين في كندا بنسبة 253% بين عامي 2012 و2015م، وفقاً لتقرير جديد من هيئة الإحصاء الكندية.
ففي عام 2012م، أبلغت الشرطة عن 45 جريمة كراهية ضد المسلمين، وبحلول عام 2015م ارتفع العدد إلى 159، وبشكل عام، ارتفعت جرائم الكراهية في كندا بنسبة 5% في عام 2015م، ويرجع ذلك إلى حوادث تستهدف بعض الجماعات الدينية والإثنية والثقافية، وخاصة السكان من المسلمين والعرب أو من غرب آسيا، كما يقول تقرير هيئة الإحصاء الكندية.
وبين عامي 2014 و2015م، زادت جرائم الكراهية التي تستهدف المسلمين بنحو 67%.
وبينما ركز الكثيرون على تزايد الخوف من الإسلام في الجوار الجنوبي لكندا، فإن الولايات المتحدة، وخاصة في ظل إدارة دونالد ترمب، تشير إلى أن بلادهم تواجه مشكلتها الخاصة.
وقالت تشيلبي ماري دايجل، رئيسة تحرير “مسلم لينك”، إحدى الصحف المحلية في أوتاوا، لـ”جلوبل نيوز”: إن السرد الإعلامي ركز أكثر على الجانب الديني.
وأضافت: إذا أخذنا نظرة فاحصة للواقع، نجد أن هذا يحدث منذ عام 2012م، وهذا أمر طبيعي جداً، ولا يمكن أن نحمله للولايات المتحدة لأنه يتعلق بخطابنا السياسي.
وأصبح “الإسلاموفوبيا” في كندا حقيقية مرة منذ يناير من هذا العام، عندما هاجم إرهابي أبيض مسجد في كيبيك خلال وقت الصلاة، الحادث الذي لقى فيه 6 من المصلين مصرعهم في أعقاب الهجوم، وأصيب 19 آخرون.
وقد ألقي القبض على الإرهابي ألكسندر بيسونيت، البالغ من العمر 27 عاماً، واتهم بـ6 تهم بالقتل من الدرجة الأولى، و5 تهم بالشروع في القتل، ورداً على العنف غير المبرر، وصف رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو الحادث بأنه عمل إرهابي ارتكب ضد كندا وضد كل الكنديين.
وحضر الآلاف من الكنديين، بمن فيهم ترودو، جنازة رسمية لثلاثة من الضحايا؛ مما يظهر للعالم ما يشبه التضامن مع المسلمين.
وقال ترودو في الجنازة: إن بلادنا متحدة، وأضاف أن بلده بأكمله يشارك عائلات الضحايا أحزانهم.
وقال: سنقف جميعاً ضد هذا الظلام، وسنخرج أقوى وأكثر توحداً من أي وقت مضى.
وقد وصل ترودو إلى السلطة في نوفمبر 2015م، وشكل الحكومة الأكثر تنوعاً في تاريخ كندا، ومنذ توليه منصبه، كان ينظر إليه في كثير من الأحيان على أنه بطل يحتضن التنوع على النقيض من ترمب أمريكا.
ولكن على الرغم من الصورة الوردية التي يروج لها ترودو وغيره، فإن إحصاءات جرائم الكراهية تدل على أن هناك بالتأكيد المزيد من العمل الذي يتعين القيام به.
(المصدر: مجلة المجتمع)