جذور المؤامرة الماسونيَّة للتوطئة لدولة الدجَّال 6 من7
إعداد د. محمد عبد المحسن مصطفى عبد الرحمن
الحرب البيولوجيَّة ومخطَّط فرْض نظام عالمي جديد
يطرح الكاتب والصُّحافي الأمريكي الرَّاحل جيم مارس، الشَّهير بمؤلَّفات واسعة الإقبال الجماهيري عن كشْف الأسرار والمؤامرات، في كتابه The Trillion-Dollar Conspiracy: How the New World Order, Man-Made Diseases, and Zombie Banks Are Destroying America– مؤامرة التّريليون دولار: كيف يدمّر أمريكا النّظام العالمي الجديد، والأمراض بشريَّة الصُنع والبنوك الحيَّة-الميّتة (2010م)، رؤيته عن المؤامرة الكونيَّة الَّتي تُحاك ضدَّ بني البشر لفرْض نظام عالمي جديد، يسود فيه أعضاء الجماعات السّرّيَّة العالم. يستهلُّ الكاتب مؤلَّفه بالإشارة إلى مقولة مأثورة عن السّياسي والمفكّر والأب المؤسّس وثالث رؤساء أمريكا (1801-1809م)، توماس جفرسون، تفترَض أنَّ تعرُّض الشُّعوب إلى سلسلة من الانتهاكات المنظَّمة يحوّل تلك الشُّعوب في النّهاية إلى العبوديَّة؛ ويعيد الكاتب صياغة مقولة جفرسون، بقوله “يمكن التَّغاضي عن ممارسة عرضيَّة للطُّغيان باعتبارها هفوة خاطفة للمسؤولين، لكنَّ الانتهاكات المستمرَّة من قِبل الإدارات الجمهوريَّة والدّيموقراطيَّة تثبت بوضوح وجود خطَّة مدروسة ومنهجيَّة لإخضاع الأمريكيين، الَّذين كانوا يومًا ما أحرار، إلى العبوديَّة” (ص9). أن تكون حيًّا-ميتًا (Zombie) يعني أن تعيش بقيود شاقَّة لا تدع مجالًا للتَّفكير قبل الفعل. يخضع الحي-الميّت، أو الزُّومبي، للتَّحكُّم الخارجي، عقليًّا بدنيًّا، ويتحرَّك تبعًا لرغبة المتحكّم به، دون إرادة شخصيَّة أو قدرة على إدراك ما يجري حوله. وللأسف، أصبح الكثير من الأمريكيين، وفق رأي مارس، يعيشون أحياءً-أمواتًا، إمَّا بسبب تخدريهم بأدوية معيَّنة، أو تعرُّضهم للقصف المتواصل من وسائل الإعلام.
أصبح مصطلح “زومبي” يعبّر عن الكثير من الظَّواهر الجديدة في الواقع الأمريكيَّة الَّتي تتَّسم بالجمود وانعدام الفعَّاليَّة؛ ويُذكر أنَّ هذا المصطلح أصبح يُطلق على البنوك الَّتي تفوق ديونها أصولها، وأصبحت تُسمَّى “البنوك الحيَّة-الميّتة”. يرى جيم مارس أنَّ تردّي الأوضاع الاقتصاديَّة في بلاده أصبح يشابه فترة الكساد الكبير، الممهّد للحرب العالميَّة الثَّانية (1939-1945م)؛ وليس أدلّ على ذلك أكثر من أنَّ الدَّين العام الأمريكي عام 2008م بلغ 10 تريليونات دولار، ثمَّ صعد إلى 12 تريليونًا في العام التَّالي، ثمَّ وصل إلى 27 تريليونًا، وفق أحدث ما أعلنت عنه الحكومة الاتّحاديَّة في أكتوبر 2020م. ويعلّق الكاتب بأنَّ لو كلُّ أمريكي صفَّى أصوله، لن تغطّي تلك الأموال الدَّين الهائل. افترض الكثيرون أنَّ أمريكا تحوَّلت من الاشتراكيَّة القوميَّة (National Socialism) إلى الاشتراكيَّة الماركسيَّة (Marxist Socialism)، حينما انتقلت السُّلطة من إدارة جورج دابليو بوش الاستبداديَّة (يناير 2001-يناير 2009م) إلى إدارة باراك أوباما (يناير 2009-يناير 2017م) الَّتي تتَّبع سياسات اشتراكيَّة في توفير الرّعايَّة الطّبيَّة وتميل إلى إعادة توزيع الثَّروة. ويفقد الأحياء-الأموات من الأمريكيين مزيدًا من الحريَّات الشَّخصيَّة، بسبب الممارسات غير القانونيَّة للشَّركات والسّياسات الفاسدة والتَّشريعات الَّتي تلتهم الحريَّات. ويتساءل مارس عن سبب تردّي الأحوال في بلاده لدرجة أن يصبح مواطنوها مخدَّرين بفعل الصّناعات الدَّوائيَّة الآخذة في التَّطوُّر، والمغيَّبين بسبب البرامج التَّعليميَّة المثيرة للجدل، والمرعوبين إلى حدّ الاستسلام بسبب تهديدات الإرهاب والانهيار الاقتصادي؛ فهل يكمن السَّبب في انتشار الفساد، أم ما يحدث هو نتيجة لمؤامرة تُدبَّر في الخفاء؟
النّظام العالمي الجديد وأصل المؤامرة
أصبح مصطلح النّظام العالمي الجديد شائعًا منذ أن استخدمه الرَّئيس الأمريكي جورج بوش الأب، وإن كان أدولف هتلر قد استخدمه من قبل؛ وهو يشير إلى سعي العولميين (Globalists)، أو أنصار العولمة، إلى توحيد النّظام القائم في العالم لتسهيل السَّيطرة عليه. وبرغم الاستهزاء بما يُثار عن تطبيق النّظام العالمي الجديد بالفعل، يرى جيم مارس أنَّ النّظام قائم بالفعل وله مخطَّطات بعيدة الأمد. أكَّد الرَّئيس الأمريكي الأسبق وودرو ولسون أنَّ الأموال الَّتي تدفَّقت إلى روسيا خلال الثَّورة البلشفيَّة (1917م) كانت من أباطرة سوق المال الأمريكيين، وعلى رأسهم عائلة روكفلر وجاكوب شيف والياهو روت وجيه. بي. مورجن. غير أنَّ أباطرة سوق المال غيَّروا مسارهم بتمويل الاشتراكيَّة القوميَّة في ألمانيا، خشية انتشار الشُّيوعيَّة في شتَّى ربوع العالم. تلقَّى أدولف هتلر، زعيم حزب العمَّال الألماني الاشتراكي القومي، أو الحزب النَّازي، الدَّعم للتَّصدّي بنظامه الجديد للشُّيوعيَّة، لكنَّ سياساته أفضت إلى اشتعال الحرب العالميَّة الثَّانية. ويشير مارس إلى أنَّ ممولي هتلر تقلَّدوا أرفع المناصب، وجميعهم من المصرفيين المرابين، في أمريكا بعد انتصارها في الحرب؛ ويروي أنَّ نيك روكفلر، وهو أحد كبار المرابين اليهود وأحد المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي وعضو في مجلس العلاقات الخارجيَّة، قد صرَّح بأنَّ الهدف من تأسيس نظام عالمي جديد هو “التَّحكُّم في الجميع بواسطة رقاقة إلكترونيَّة، وجعْل المصرفيين وطبقة الصَّفوة يحكمون العالم” (ص19). وينقل جيم مارس عن كاثرين أوستين فيتس، وهي مسؤولة سابقة في إدارة بوش الابن شغلت منصب نائب وزير الإسكان، ما روته عن مشاركتها في مؤتمر اقتصادي خاص في لندن عام 2001م، حيث سجَّلت ملاحظتها عن وجود ارتباط وثيق بين المؤسَّسات الماليَّة العالميَّة، لدرجة توحي بوجود “انقلاب اقتصادي عالمي قيد التَّنفيذ”، ممَّا يثبت صحَّة ما روي عن لسان نيك روكفلر (ص20).
مساعي الحدّ من سكَّان العالم
يرى الكاتب أنَّ الباحثين يعتقدون أنَّ كافَّة سُكَّان العالم اليوم أصبحوا يحملون في أجسامهم مسببَّات للأمراض (pathogens)، سواءً بدسّها في المياه والأغذية والأدوية، أو بفرْضها من خلال حملات التَّطعيم، كما حدث عام 2009م عند إطلاق حملة تطعيم للوقاية من فيروس أنفلونزا الخنازير H1N1. وقد أوضحت الدّراسات أنَّ تلك السُّلالة من الفيروس عبارة عن مزيج من جينات من الأنفلونزا البشريَّة وأنفلونزا الطُّيور وأنفلونزا الخنازير، ومن المرجَّح أنَّ ذلك المزيج صناعة بشريَّة. ويرى باحثون أنَّ نشْر مادَّة الميكوبلازما السَّامة (mycoplasma toxin) يدخل ضمن مخطَّط طبقة الصَّفوة من أثرياء العالم، ممَّن يميلون إلى تحسين السُّلالات البشريَّة بعد القضاء على “قطيع الأكولين غير النَّافعين من البشر” (ص103). يذكر الكاتب كذلك أنَّ مجلس الأمن القومي الأمريكي، برئاسة هنري كسنجر، قد أجرى عام 1974م دراسة تحت عنوان ” National Security Study Memorandum (NSSM) 200: Implications of Worldwide Population Growth for U.S. Security and Overseas Interests”، أو مذكّرة دراسة الأمن القومي 200: تأثيرات النُّمو السُّكَّاني العالمي على أمن الولايات المتَّحدة ومصالحها الخارجيَّة. أوضحت نتائج تلك الدّراسة أنَّ النَّمو المتزايد لعدد السُّكَّان في الدُّول الأقلّ تقدُّمًا يهدد الأمن الأمريكي؛ ممَّا شجَّع إدارة الرَّئيس جيرالد فورد على اعتمادها بوصفها سياسة رسميَّة في نوفمبر 1975م. وقد صرَّح مكسويل تايلور، السَّفير الأمريكي الأسبق إلى فيتنام الجنوبيَّة ورئيس هيئة الأركان المشتركة، في مقابلة أُجريت معه عام 1981م عن الزّيادة السُّكَّانيَّة، بعد الدّفاع عن الحدّ من السُّكَّان من خلال الحروب والأمراض والمجاعات، بعدم إمكانيَّة إنقاذ مئات الملايين من البشر ممَّن يعانون من قسوة الظُّروف في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينيَّة؛ فمن العبث محاولة إنقاذ هؤلاء، في ظلّ أزمتي الزّيادة السُّكَّانيَّة ونقْص الغذاء.
من المثير للانتباه أن تجد الأمير البريطاني فيليب، دوق ادنبرة وزوج الملكة إليزابيث الثَّانية (1952م-إلى الآن)، يصرّح لمجلَّة بيبول الأمريكيَّة (People Magazine) بأنَّ نموَّ عدد السُّكَّان في العالم يُعدُّ أخطر تهديد طويل الأمد؛ حيث ينذر بعواقب وخيمة، إن لم يخضع للسَّيطرة الكاملة. فكلَّما زاد عدد السُّكَّان، ازداد استهلاك الموارد الطَّبيعيَّة وتنامت ذراريهم؛ وإن لم تتم السَّيطرة على ذلك طوعيًّا، فستتم السيطرة من خلال الحروب والأمراض والمجاعات. وكما ينقل مارس عن لسانه، صرَّح الأمير فيليب بأنَّه لو تجسَّد ثانيةً، لاختار أن يصبح فيروسًا قاتلًا ليحدَّ من الزّيادة السُّكَّانيَّة! ويؤكّد الكاتب على أنَّ أبناء الصَّفوة الحاكمة للعالم، من أباطرة المال، هم الَّذين يتحكَّمون في عدد سُكَّان العالم ويريدون الحدَّ منه من خلال تحسين النَّسل، والأمراض والأوبئة، والأدوية، وتدابير تحديد النَّسل. وينقل مارس عن كاثرين أوستين فيتس، المسؤولة السَّابقة في إدارة بوش الابن، رأيها أنَّ نشْر فيروس أنفلونزا الخنازير قد يكون من بين حيل الصَّفوة الحاكمة للحدّ من السُّكَّان.
ويكشف الكاتب عن أنَّ فيروس نقْص المناعة المكتسَبة، الإيدز، من بين الأمراض بشريَّة الصُّنع الَّتي نشرها أعضاء الحكومة الخفيَّة لإثارة الرُّعب بين سُكَّان العالم وإرباكهم بمرض مميت لا علاج له، مشيرًا إلى أنَّ ذلك الفيروس هو في الأصل من ابتكار خبراء الهندسة البيولوجيَّة يعملون في أمريكا. أصبح الإيدز من مرضًا مميتًا وسريع الانتشار منذ عام 1983م؛ وبرغم اتّفاق الأطبَّاء على أنَّ ذلك الفيروس نتيجة للممارسات المثليَّة، أُثيرت شكوك حول كون ذلك الفيروس نتاج حرب جرثوميَّة تستهدف التَّخلُّص من البشر غير المرغوب فيهم. ومن بين تفسيرات ظهور المرض وانتشاره أنَّه صُنع في معامل أمريكا في الفترة ما بين عاميّ 1969م و1972م، ثمَّ نُشر في إفريقيا من قِبل موظَّفي منظَّمة الصّحَّة العالميَّة، دون علم منهم، بواسطة لقاح الجدري. ويُعتقد أنَّ ذلك الفيروس ظهر في أمريكا عام 1978م من خلال في الّلقاح ضد التهاب الكبد البائي بعد خلْطه بفيروس نقْص المناعة البشريَّة (HIV). هذا وقد نشرت صحيفة ديلي نيشن (Daily Nation) الكينيَّة في ديسمبر 2009م مقالًا تحت عنوان ” Don’t Discount Conspiracy Theories on Origins of AIDS-لا تستبعدوا نظريَّة المؤامرة بشأن أصل الإيدز”، تشير فيه إلى أنَّ المرض القاتل، الَّذي قتل أكثر من 33 مليون إنسان حتَّى ذلك الوقت، نُشر عمدًا بعد تقديم تقرير للرَّئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر (يناير 1977-يناير 1981م)، أشار إلى أهميَّة الحدّ من سُكَّان العالم بالتَّخلص من ملياري إنسان بحلول عام 2000م، وكان من بين الحلول المقترَحة نشْر الأوبئة وإحداث المجاعات.
وينبّه جيم مارس إلى أنَّ دي. إم. مكارثر، نائب مدير قطاع البحوث والتّقنيات في وزارة الدّفاع الأمريكيَّة، قد أقرَّ عام 1969م بأنَّ خلال 5 إلى 10 سنوات من ذلك الوقت، سيكون من الممكن تطوير نوع جديد من الأجسام الدَّقيقة المعدية ستختلف في بعض خصائصها عن الكائنات المشابهة المسبّبة للأمراض، حيث ستكون أشدَّ صمودًا في مواجهة العمليَّات المناعيَّة والعلاجيَّة الَّتي يعتمد عليها الجسم البشري في مقاومة الأمراض، من خلال إضعاف الجهاز المناعي في جسم الإنسان. أشار مكارثر في استجوابه أمام أعضاء الكونجرس الأمريكي أنَّ خُطط تطوير ذلك الجسم الدَّقيق المعدي اتُّخذت بالتَّنسيق بين وزارة الدّفاع الأمريكية ومجلس البحوث القومي التَّابع لأكاديميَّة العلوم الوطنيَّة، وخُصّصت له ميزانيَّة قدرها 10 ملايين دولار. ومن المثير للدَّهشة أن ذلك المشروع قوبل بالمعارَضة من قِبل البعض، على اعتبار أنَّ ذلك المرض القاتل قد يُحدث أزمة صحيَّة عالميَّة، وإن كان بعض الخبراء يؤكّدون أنَّ أمريكا ما كانت لتتخلَّى عن مشروع كهذا، حرصًا منها على استغلال كلّ فرصة للسَّيطرة على الشُّعوب. وينقل مارس عن بويد جريفز، وهو خبير طبّي تخرَّج في الأكاديميَّة البحريَّة الأمريكيَّة، رأيه أنَّ الادّعاءات المثارة حول تطوير أمريكا لفيروس الإيدز بهدف الحدّ من سُكَّان العالم لها أساس وليست من فراغ، واصفًا الفيروس بأنَّه “محرقة هادئة وصامتة للملوَّنين، تمهيدًا لتأسيس نظام عالمي جديد” (ص107).
وقد نشرت مجلَّة الشُّؤون الخارجيَّة الأمريكيَّة (Foreign Affairs) إعلانًا لمؤسَّسة النُّمو السُّكَّاني السَّلبي يعبّر عن دعوات الحدّ من سُكَّان العالم الَّتي أطلقها هنري كسنجر ومكسويل تايلور، كما سبقت الإشارة؛ ويقول الإعلان، نقلًا عن مارس (ص108):
نحتاج إلى عدد أقلّ من السُّكَّان لإيقاف تدمير بيئتنا، وإقامة نظام اقتصادي يصمد على المدى البعيد. نحاول معالجة مشكلاتنا البيئيَّة الَّتي تزداد سوءً، دون أن نأخذ في الاعتبار أساس تلك المشكلات، وهي الزّيادة السُّكَّانيَّة. ستذهب كافَّة جهودنا لإنقاذ بيئتنا سدى، إن لم نوقف النَّمو السُّكَّاني في الولايات المتَّحدة، ولم نحد منه، بهدف تثبيت النُّموّ عند مستوً ثابت، يقلّ بكثير عمَّا هو الآن.
يروّج الإعلان ذاته إلى أنَّ عدد السُّكَّان الَّذي يتناسب مع إمكانات أمريكا ومواردها يتراوح بين 125 و150 مليون إنسان، أي أقل من نصف عدد السُّكّان الحالي، الَّذي يقارب 330 مليونًا مع نهاية عام 2020م. ويضيف جيم مارس أنَّ في 5 مايو 2009م، عَقَد عددٌ من أنصار العولمة من أباطرة المال في العالم اجتماعًا خاصًّا في منطقة مانهاتن الرَّاقية في مدينة نيويورك، عاصمة التّجارة العالميَّة، قبيل اجتماع مجموعة بلدربيرغ السَّنوي في اليونان، وفق ما نشرته صحيفة صنداي تايمز البريطانيَّة. عُقِد الاجتماع بحضور بيل جيتس-رجل الأعمال والمبرمج ومؤسّس رائدة التّقنيَّة الأمريكيَّة مايكروسوفت-وديفيد روكفلر الابن-سليل إحدى أكبر العائلات اليهوديَّة تأثيرًا وأغناها في العالم-ومايكل بلومبرج-عمدة نيويورك؛ هذا إلى جانب مشاهير آخرين، منهم الإعلاميَّة أوبرا وينفري، ورجال الأعمال جورج سوروس ووارين بافيت وتيد تيرنر. اتَّفق الجميع مع بيل جيتس في رأيه أنَّ الزّيادة السُّكَّانيَّة في العالم من المسائل ذات الأولويَّة القصوى، وأوصوا باتّباع استراتيجيَّة للتَّعامل مع الزّيادة المطَّردة في عدد سُكَّان العالم بوصفها “تهديدًا صناعيًّا واجتماعيًّا وبيئيًّا قد يفضي إلى كارثة” (ص108). ويخمّن مارس أنَّ أعضاء الجماعات السّرّيَّة قد أخذوا على عاتقهم مهمَّة الحدّ من الزّيادة السُّكَّانيَّة، مشيرًا إلى أنَّ هؤلاء أنفسهم هم الَّذين موَّلوا الحركة الشُّيوعيَّة في روسيا والاشتراكيَّة القوميَّة في ألمانيا النَّازيَّة.
يلفت جيم مارس الانتباه إلى أنَّ الهجمات الباكتيريَّة عادةً ما تحدث نتيجة لتطوير كائنات دقيقة ناقلة للعدوى في المعامل الحكوميَّة، وقد ازداد العمل على تطوير تلك الكائنات الدَّقيقة، من جراثيم وسموم بشريَّة الصُّنع، في أعقاب الحرب العالميَّة الثَّانية. ومن بين المفارقات أنَّ السّينما الأمريكيَّة، رائدة صناعة أفلام الرُّعب والخيال العلمي في العالم، بدأت في العقود الأخيرة إنتاج أفلام تتناول انتشار أنواع من باكتيريا المفطورات (Mycoplasma) بإمكانها تحويل البشر إلى كائنات زومبي آكلة للحوم البشر، دون إشارة إلى دور الحكومة العالميَّة الخفيَّة في ذلك، أو إلى الهدف الفعلي من نشْرها، وهو الحدّ من عدد البشر. يوضح مارس أنَّ من بين أهمّ أسباب تطوُّر الحرب البيولوجيَّة في أمريكا وتنوُّع أساليب محاربة البشر بالأمراض المعدية الاستعانة بعدد من العلماء البيولوجيين الألمان، النَّاشطين في ذلك المجال في فترة الحُكم النَّازي لألمانيا، في ثلاثينات ومطلع أربعينات القرن الماضي. وكان وراء تلك المؤامرة فئة من أباطرة المال الأمريكيين، وكان أداتهم في تنفيذ مؤامرتهم مجموعة من المسؤولين الرَّسميين، كان من بينهم جون جاي مكلوي، مساعد وزير الحرب خلال الحرب العالمية الثانيَّة، وألين ويلش دالاس، الدّبلوماسي الَّذي صار لاحقًا رئيسًا لوكالة المخابرات المركزيَّة (CIA). جنَّد مكلوي، الَّذي كان أيضًا رئيس لمؤسَّسة فورد التَّعليميَّة وبنك تشيس مانهاتن ومعهد سولك للدّراسات البيولوجيَّة ومجلس العلاقات الخارجيَّة قويّ التَّأثير، مجموعة من الخبراء البيولوجيين، وموَّل إنتاج الموادّ الحربيَّة الكيميائيَّة للجيش الأمريكي.
وكان فريق من البيولوجيين النَّازيين قد عملوا خلال سنوات الحرب العالميَّة الثَّانية على الحصول على المادَّة السَّامَّة في باكتيريا البروسيلا، وهي نوع من الباكتيريا الخبيثة من الصَّعب تحديد موقعها وتوجد في كافَّة أعضاء الجسم البشري تقريبًا. وعند تنشيط خلايا تلك الباكتيريا، يشعر الإنسان حينها بتعب مُنهِك وارتفاع في درجة الحرارة، وارتعاش، وتصبُّب في العرَق، وألم في الرَّأس، وألم في الظَّهر، وضعْف عامّ في الجسم، واكتئاب. أصبح من الممكن نشْر المرض الفيروسي الَّذي جرى تطويره من خلال فصْل المادَّة السَّامة في تلك الباكتيريا من خلال الرَّشّ الهوائي والحشرات المصابة بالعدوى. وكان من الصَّعب معالجة ذلك المرض المستعصي على المضادَّات الحيويَّة والمدمّر للمخّ والأنسجة العصبيَّة. وكما يشير مارس، سُمح للخبراء البيولوجيين الألمان العاملين في تطوير تلك الموادّ القاتلة بالعمل داخل معامل تابعة للجيش الأمريكي، وقد نجح هؤلاء بالتَّجربة والبحث في تطوير أشدّ أنواع المفطورات قدرة على القتل وأكثرها عدوى. وقد تعلَّم الباحثون الأمريكيون عن العلماء النَّازيين مهارات تصنيع الأسلحة البيولوجيَّة، بتشجيع من الجيش الأمريكي المولع بتطوير أسلحة بيولوجيَّة يمكنها إحداث فوضى داخل الجسم بواسطة كائنات متناهية الصّغر، يمكنها أن تقضي على إنسان، ثمَّ ترحل عن جسده لإصابة آخر. غير أنَّ أفضل ميّزات تلك الأسلحة إصابة البشر دون ترك أثر يثبت تورُّط أيّ جهة بتصفية الشَّخص المقصود، الَّذي يعاني من أعراض لا تختلف عن أعراض الأمراض المزمنة، وتشبه أحيانًا أعراض الأمراض المتلفة للأعصاب. يمكن لتلك الأسلحة الإصابة بأمراض خطيرة، مثل التَّصلب المتعدد والتهاب المفاصل الرُّوماتويدي، دون ترْك أثر يشير إلى أنَّ تلك الإصابة هي نتيجة لعدوى. ويعتبر مارس أنَّ فكرة تسبُّب الأسلحة البيولوجيَّة بشريَّة الصُّنع في إتلاف صحَّة الملايين من البشر في غاية البشاعة، متسائلًا “هل يمكن أن يكون مثل هذا الوضع الكارثي خطَّة واعية يحيكها دعاة العولمة؟” (ص103).
فيروس كورونا بوصفه مؤامرة لتأسيس النّظام الجديد
يتَّضح ممَّا سبق طرحه أنَّ شنّ حرب بيولوجيَّة من بين خطط الحركات السّرّيَّة المسيطرة على حُكم العالم؛ للتَّخلَّص من القطيع غير المرغوب به من البشر، وتسهيل فرْض النّظام الجديد المعادي للدّين والعامل على نشْر الفوضى لإسقاط الأنظمة الحاكمة. ويتناول الدُّكتور بهاء الأمير، المتخصّص في تاريخ الحركات السّريَّة، في مقاله “كورونا” (2020م)، ملابسات انتشار فيروس كورونا في سلالته الجديدة كوفيد-19، منذ نهاية عام 2019م، ومرورًا بعام 2020م، وحتَّى مطلع عام 2021م، واعتباره جائحة عالميَّة بعد إصابة ما يزيد عن 80 مليون إنسان ووفاة ما يقرب من مليونين في 188 دولة في فترة لا تتجاوز العام الواحد. يصيب فيروس كوفيد-19 الجهاز التَّنفُّسي، ويُحدث ضيقًا في التَّنفُّس، وقد تتطوَّر الإصابة إلى الالتهاب الرّئوي الحاد، ومتلازمة الضائقة التَّنفسيَّة الحادَّة، والصدمة الإنتانيَّة، والقصور الكلوي الحاد؛ هذا بالطَّبع إذا نجا المصاب من الموت. ويستهلُّ الأمير كلامه بالإشارة إلى أنَّ التَّحليل الأوَّلي لانتشار الفيروس أصرَّ على أنَّ وراءه مؤامرة خفيَّة، بينما تؤكّد الرُّواية الرَّسميَّة على أنَّ الفيروس نتيجة لحالة التَّردّي الَّتي يعاني منها العالم، تُضاف إلى الحروب والمجاعات والكوارث الطَّبيعيَّة والإنسانيَّة، المنتشرة في كافَّة أنحاء العالم، وبخاصَّة في منطقة الشَّرق الأوسط.
بدأ الحديث عن وجود مؤامرة وراء انتشار كوفيد-19 بعد أن صرَّح نائب رئيس إدارة المعلومات بوزارة الخارجيَّة الصّينيَّة، بأنَّ أمريكا هي الَّتي نشرت الفيروس في الصّين، عن طريق قوَّات الجيش الأمريكي، الَّتي أحضرته إلى مدينة ووهان، بؤرة انتشار الوباء، حيث كانت تقيم قوَّات أمريكيَّة أثناء انعقاد الدَّورة الأوليمبيَّة العسكريَّة في أكتوبر 2019م. وقد ثبت أنَّ الإصابات الأولى من كوفيد-19 ظهرت في سوق للمأكولات كانت القوَّات الأمريكيَّة تقيم بجواره. ومن جانبه، اتَّهم الرَّئيس الأمريكي السَّابق، دونالد ترامب، بنشر الوباء، الَّذي أطلق عليه اسم الفيروس الصّيني؛ وكأنَّما كان سبب تبادُل الاتّهامات بين الصّين وأمريكا يستهدف حجْب الأنظار عن الفاعل الحقيقي، صاحب المصلحة العظمى في تفشّي الفيروس وإحداث حالة من الفوضى. لم يعد استخدام أحدث التّقنيات والاكتشافات في مجال الأبحاث البيولوجيَّة في التَّخلُّص من أكبر قدْر من البشر جديدًا على الذّهنيَّة العالميَّة؛ فمع انتهاء الحرب العالميَّة الثَّانية عام 1945م، انطلقت حرب بيولوجيَّة للإبادة من أمريكا، لتحصد أرواح الملايين بالأوبئة بشريَّة الصُّنع دون شُبهة تؤدّي إلى اتّهامها بذلك. ويلفت الأمير النَّظر إلى أنَّ أوَّل نموذج للحرب البيولوجيَّة ظهر في قارَّة آسيا، حينما استخدمت بعض القبائل سمَّ الأفاعي في تلويث أسلحتها قبل خوض المعارك؛ وقد طوَّرت جيوش المغول تلك الحرب بترْك جثث القتلى تتعفَّن، ثمَّ إلقائها على المدن الَّتي يحاصرونها بعد أن تمتلئ بالدّيدان والجراثيم!
بالطَّبع، أتاح التَّقدُّم العلمي في القرون الأخيرة وسائل أحدث لقتْل الأشخاص من خلال الكائنات الدَّقيقة النَّاقلة للأمراض؛ وأصبح الدُّول العظمى تتزوَّد بمعامل ومراكز بحثيَّة لتطوير أسلحة بيولوجيَّة فتَّاكة وتجربة تأثيراتها. وتستأثر دولة الاحتلال الصُّهيوني بأكبر مركز من نوعه للبحوث البيولوجيَّة، ومقرُّه مدينة نس زيونا، القريبة من مدينة تل أبيب. وتتمتَّع إسرائيل بإمكانيَّة تطوير أسلحة بيولوجيَّة بحريَّة تامَّة، كونها لم توقّع على معاهدة حظْر الأسلحة البيولوجيَّة، وهي كذلك من أوائل الدُّول الَّتي استخدم تلك النَّوعيَّة من وسائل إبادة البشر؛ إذ كانت تلوّث مياه الأنهار والقنوات المائيَّة بميكروبات التَّيفويد والدُّوسنطاريا قبل الهجوم على المدن الَّتي تدخل إليها تلك المياه. في حين كانت أمريكا أوَّل دولة تنتج قنبلة جرثوميَّة يمكن إلقائها في الجو، وذلك خلال حرب العالميَّة الثَّانية، حينما أطلقت قنبلة تزن 2 كيلوجرام تصيب بميكروب الجمرة الخبيثة الرّئويَّة (Pulmonary Anthrax). ويتَّضح بذلك أنَّ نشْر الأوبئة القاتلة هو في الأصل من وسائل القوَّة الخفيَّة العالم لإرباك الدُّول وإلهاء شعوبها بأزمات مرهقة مادّيًّا ونفسيًّا. ويؤكّد الأمير على أنَّ زمرة المتآمرين الخفيين المندسّين بين أفراد الشُّعوب، ممَّن قد يدَّعون اعتناق عقيدة تلك الشُّعوب ويخفون عقيدتهم الباطنيَّة، هم المسؤول الأوَّل عن تلك الأزمات، مستشهدًا بما ورد في بروتوكولات حكماء صُهيون، الَّتي يُعتقد أنَّها صيغت مطلع القرن العشرين للميلاد، والَّتي أشارت إلى أنَّ من بين وسائل الضَّغط على الشُّعوب لتأسيس نظام عالمي موحَّد نشْر الأوبئة، كما ينقل الأمير (ص10):
حكمنا سيبدأ في اللحظة ذاتها حين يصرخ النَّاس الَّذين مزَّقتهم الخلافات وتعذَّبوا تحت إفلاس حُكَّامهم، وهذا ما سيكون مدبَّرًا على أيدينا، هاتفين “اخلعوهم، وأعطونا حاكمًا عالميًّا واحدًا يستطيع أن يوحّدنا، ويمحق كلَّ أسباب الخلاف، وهي الحدود والقوميَّات والأديان والدُّيون الدُّوليَّة ونحوها…ولكنَّكم تعلمون علمًا دقيقًا وافيًا أنَّه، لكي يصرخ الجمهور بمثل هذا الرَّجاء، لا بدَّ أن يستمرَّ في كلّ بلد اضطراب العلاقات القائمة بين الشُّعوب والحكومات، فتستمرَّ الحروب والعداوات والكراهية، والموت استشهادًا أيضًا، هذا مع الجوع والفقر، ومع تفشّي الأمراض، وكلُّ ذلك سيمتدُّ إلى حدّ ألَّا يرى الأمميون أيّ مَخرج لهم من متاعبهم غير أن يلجؤوا إلى الاحتماء بأموالنا وسُلطتنا الكاملة.
وبرغم الدّقَّة الشَّديدة في وصْف غالبيَّة ما يقع اليوم من أحداث عالميَّة، سواءً سياسيَّة أو اقتصاديَّة أو صحيَّة، في بروتوكولات حكماء صُهيون وتطابُق ما جاء فيها مع الواقع، فهناك مَن يصرُّون من المغيَّبين أو أبواق الأيادي الخفيَّة العابثة بمقدَّرات الأمم على أنَّ تلك البروتوكولات ليس صحيحة، بل هي خدعة افتعلتها المخابرات الرُّوسيَّة لاضطهاد اليهود في عصر الحُكم القيصري. ولعلَّ في تصريح وزير الصّحَّة الإسرائيلي والزَّعيم الدّيني المتشدّد، يعقوب ليتسمان، بشأن موقفه من إباحة خروج الإسرائيليين للاحتفال بعيد الفصح اليهودي، في ظلّ الارتفاع المتزايد حينها في أعداد المصابين بفيروس كوفيد-19، ما يشير إلى أنَّ وراء انتشار الفيروس سعيًا إلى التَّعجيل بظهور المخلّص. يرى الزَّعيم الدّيني، المنتمي إلى حزب يهدوت هتوراة المتشدّد، أنَّ المخلّص هو الوحيد الَّذي بإمكانه إيجاد حلّ للجائحة العالميَّة؛ ويرى الأمير أنَّ بذلك التَّصريح، يثبت ليتسمان بأنَّه يعتنق نفْس فِكر “المفسد العليم” في البروتوكولات. يُذكر أنَّ يعقوب ليتسمان استقال من منصبه في سبتمبر 2020م، احتجاجًا على قرار الحكومة بتطبيق إغلاق كامل في دولة الاحتلال، من شأنه تعطيل الصَّلاة في الكُنُس في عيد الغفران الدّيني.
يشير الأمير إلى تقرير هنري كسنجر آنف الذّكر الَّذي يحمل عنوان “مذكّرة دراسة الأمن القومي 200: تأثيرات النُّمو السُّكَّاني العالمي على أمن الولايات المتَّحدة ومصالحها الخارجيَّة”، ويتناول محتواه بمزيد من التَّفاصيل، مشيرًا إلى أنَّ أمريكا استشعرت الخطر تجاه النُّموّ السُّكَّاني في البلدان النَّامية، في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبيَّة، وهي المناطق الَّتي تعتمد عليها في الحصول على الموارد الطَّبيعيَّة اللازمة. لمواجهة التَّداعيات النَّاجمة عن تلك الأزمة الأمنيَّة، وُضعت سياسة حكوميَّة ظلَّت سرّيَّة منذ إعداد التَّقرير في عام 1974م وحتَّى عام 1989م؛ وتضع تلك السّياسة في الاعتبار أنَّ النُّمو السُّكَّاني في الدُّول النَّامية قد يفضي إلى حالة من الاضطراب في حالة استنزاف الموارد الطَّبيعيَّة، وعلى رأسها موارد الطَّاقة والمعادن، حيث يُتوقَّع أن تنشأ حركات ثوريَّة شابَّة ساخطة على الاستغلال الغربي للثَّروات الطَّبيعيَّة في بلادها. ولا يستبعد التَّقرير أن “ينخرط هؤلاء الشَّباب في تكوين حركات متطرّفة، ويقومون بمهاجمة المؤسَّسات الحكوميَّة، أو الإمبرياليين، أو الشَّركات متعدّدة الجنسيَّات، أو غيرها من المؤثّرات الأجنبيَّة الَّتي يحمّلونها مسؤوليَّة ما يحدث” (ص13). أمَّا سبيل مواجهة ذلك التَّهديد، فهو إعداد استراتيجيَّة عالميَّة للحدّ من عدد سكَّان العالم، تقوم على خفْض الخصوبة عند الأزواج، والتَّشجيع على الإجهاض، ونشْر برامج لتحديد النَّسل، على أن يتمَّ ذلك بعد تقنين رسمي ودعْم من المنظَّمات الدُّوليَّة المعنيَّة بحقوق الإنسان، وعلى رأسها منظَّمة الصّحَّة العالميَّة.
أمَّا عن سبب الكشف عن ذلك التَّقرير بعد 15 عامًا من إعداده وإحاطته بالسّرّيَّة التَّامَّة، فهو تحميل الإدارة الأمريكيَّة وزر التَّخطيط للحدّ من سُكَّان العالم، وحجْب الأنظار عن المدبّر الحقيقي لذلك المخطَّط الخبيث، وهو الحركات السّرّيَّة وأذنابها من المرابين اليهود. يؤكّد الأمير أنَّ هنري كسنجر عندما قدَّم التَّقرير لإدارة الرَّئيس الأمريكي الأسبق، جيرالد فورد، كان باعتباره مستشارًا للأمن القومي، وليس بهويَّة الحقيقيَّة، وهو أنَّه سليل عائلة يهوديَّة ألمانيَّة الأصل، مثل المنحدرين من عائلات روتشيلد وروكفلر وشيف وواربورج وترامب، وقد بدأ حياته العمليَّة في مؤسَّسة روكفلر، وكان مشرفًا على الأبحاث البيولوجيَّة لتلك المؤسَّسة. يُذكر كذلك أنَّ كسنجر عضوٌّ في مجلس العلاقات الخارجيَّة، وهو عبارة عن هيئة سياسيَّة تتولَّى رسْم السّياسات الخارجيَّة الأمريكيَّة، وقد أسَّسه مجموعة من اليهود بقيادة الماسوني ماندل هاوس، وكان مستشارًا للرَّئيس الأمريكي، الماسوني من الدَّرجة 33، وودرو ويلسون. وعن تسلُّط اليهود على مقاليد الحُكم في أمريكا، يقول الأمير (ص15):
أمَّا الحاكم للولايات المتَّحدة فليس، الرَّئيس ولا الكونغرس، فهؤلاء ليسوا سوى أدوات تنفيذيَّة في يد الحاكم الفعلي، وهو مجموعة من المؤسَّسات الخاصَّة الَّتي يملكها ويسيطر عليها رؤساء المؤسَّسات الصّناعيَّة والتُّجاريَّة الكبرى وأصحاب البنوك ومالكو المؤسَّسات الصَّحفيَّة والإعلاميَّة. ومن هذه المؤسَّسات مجلس العلاقات الخارجيَّة، ويقف على رأسها-أي المؤسَّسات-نظام الاحتياط الفيدرالي، الَّذي تأسَّس سنة 1913م، وكان الَّذي صاغ قانونه وقدَّمه للكونغرس اليهودي الألماني الأصل باول واربورج، صاحب بنك واربورج، وهو أيضًا أوَّل رئيس لبنك نيويورك المركزي الَّذي يملك حقَّ طبْع الدُّولار وتحديد قيمته وسعر الفائدة عليه؛ وواربورج أحد مؤسّسي مجلس العلاقات الخارجيَّة.
المصدر: رسالة بوست