إعداد د. زياد الشامي
رغم اختلاف أجندة وأطماع الدول التي ما زالت تمارس منذ سنوات عدوانا غير مسبوق في وحشيته وبشاعته على الشعب السوري وثورته المباركة إلا أن مشروع ملالي قم يبقى الأكثر خطرا والأجدر بفضح معالمه ونشر مراميه والتحذير من آثاره الكارثية .
وإذا كانت أجندة وأطماع الروس والأمريكان في بلاد الشام لا تخلو من البعد العقدي إلى جانب الأطماع الاقتصادية و حب الهيمنة وهستريا توسيع دائرة النفوذ …إلا أن خطر المشروع الصفوي الرافضي يبقى الأشد نظرا لتستره باسم الانتماء للإسلام و تمسحه بــ حب آل البيت و رفعه لشعار معاداة العم سام وربيبته “إسرائيل” اللذان يمنحانه في الحقيقة الضوء الأخضر لتمدده في المنطقة منذ سنوات .
قد يكون من نافلة القول بأن العم سام يستخدم ملالي قم و المشروع الصفوي كرأس حربة لتنفيذ أجندته في المنطقة , ويتخذ من أحلام أتباع خامنئي باسترجاع الامبراطورية الفارسية وسيلة وسلما لتمرير مخطط “الشرق الأوسط الجديد” الذي بشرت به وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس منذ سنوات .
لا شك أن الدعم الصفوي لطاغية الشام عسكريا وماديا لمواجهة الثورة السورية المباركة خلال سنواتها السبع لم يكن دون مقابل , فقد تم السماح لملالي قم بشراء الكثير من العقارات في قلب عاصمة الأمويين , وطالبت بشكل صريح بحصتها من موارد سورية الطبيعية من الغاز والنفط والفوسفات كما جاء على لسان المستشار العسكري للمرشد الإيراني علي خامنئي اللواء يحيى رحيم صفوي الذي قال منذ أسابيع : “على إيران تعويض ما أنفقته في الحرب من النفط والغاز والفوسفات السوري” , كما حصلت طهران على الكثير من الامتيازات الاقتصادية في مجالات الاتصالات والنفط والزراعة والصناعة …..
لا يبدو أن المقابل المادي هو وحده الذي تسعى إلى تحصيله الخمينية الصفوية من الكعكة السورية , فهناك ما هو أدهى من ذلك وأمر ألا وهو استكمال محاولاتها الرامية إلى نشر المذهب الرافضي الباطل والتمدد في قلب عاصمة الأمويين عبر افتتاح المزيد من الجامعات والحوازات .
وسائل إعلام موالية للنظام النصيري كشفت عن إعلان وزارة أوقاف طاغية الشام عن تأسيس “كلية المذاهب الإسلامية” في العاصمة دمشق بتمويل من السفارة الإيرانية في سورية وذلك بعد شهر من إعلان طهران فتح فرع لـ “الجامعة الإسلامية الحرة الإيرانية-آزاد” في الشام .
الإعلام الموالي للنظام النصيري نقل عن وزير أوقاف الأسد “محمد عبدالستار السيد” أن موعد تأسيس الكلية سيكون في 13 نيسان القادم بالتعاون مع ما يسمى : “المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية الإيرانية” , وهو عبارة عن هيئة صفوية أسسها “علي خامنئي” عام 1990 بهدف نشر التشيع وتصدير المعتقد الصفوي في سورية تحت شعار “التقريب بين المذاهب الإسلامية” .
ونشرت صفحات النظام صورا لوفد الأسد في طهران ظهر فيه وزير أوقاف الأسد “السيد” , ومحمد توفيق البوطي و وزير إعلام النظام الأسبق “عدنان محمود” والمنشد “عدنان حلاق” إلى جانب عدد من الداعيات التابعات للمدارس الدينية التي يشرف عليها النظام ….حيث التقى الوفد بمرشد إيران “علي خامنئي”
من جهة أخرى أعلنت وكالة “تسنيم” الإيرانية أنه تم الإعلان عن “كلية المذاهب” خلال لقاء بين رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية “كمال خرازي” و “محمد عبد الستار السيد” .
الإعلان عن هذه الكلية الجديدة يأتي بعد ما أعلن علي أكبر ولايتي مستشار خامنئي للشؤون الدولية في كانون الثاني الماضي عن فتح فروع للجامعة الإسلامية الحرة الإيرانية “آزاد” في كل من سوريا والعراق ولبنان، وهو ما يعتبر محاولة من طهران توسيع دائرة نفوذها في سورية ليشمل مجال التعليم الجامعي .
بل يبدو أن أطماع خامنئي في سورية يتجاوز حدود افتتاح الجامعات إلى إقحام اللغة الفارسية في مناهج التعليم المختلفة , فقد طالب السفير الإيراني لدى نظام الأسد “محمد رضا شيباني” في نيسان 2016م بضرورة تعزيز تعلم اللغة الفارسية في الجامعات والمدارس السورية .
لا شك أن النظام النصيري – ومن ورائه ملالي قم وخامنئي – يستغلون الموالين لهم من أهل السنة من الشخصيات الرسمية وزعماء الجماعات الدينية و أساتذة كلية الشريعة بجامعة دمشق لتمرير افتتاح جامعات صفوية رافضية في قلب عاصمة الأمويين وإظهارها بمظهر التعاون الجامعي بين دولتين ذات سيادة , بينما الحقيقة التي بات يعلمها الصغير قبل الكبير أن الأمر لا يعدو أن يكون استكمال لمشروع نشر التشيع في سورية من خلال التعليم بعد شبه احتلال عسكري لدمشق وتغول وتغلغل اقتصادي واضح .
لم يعد هناك شك بأن سورية – بعد استدعاء طاغية الشام لزبانية الأرض وشذاذ الآفاق لمنع سقوط نظام حكمه – قد أضحت محتلة من قبل الروس والرافضة وكذلك الأمريكان , وأن كل ما تتداوله وسائل الإعلام من أخبار الإعلان عن افتتاح بعض الجامعات أو التوقيع على كثير من الاتفاقيات ما هو إلا محض إذعان للمحتل الصفوي أو الروسي أو الأمريكي .
(المصدر: موقع المسلم)