مقالاتمقالات مختارة

ثقافة التهويد والتغريب!

ثقافة التهويد والتغريب!

بقلم د. حلمي القاعود

في مقال للأستاذ العقاد، نشرته جريدة “الأساس”، أول أبريل 1949م، تناول موضوع تهويد العالم، وإخضاعه لسطوة اليهود بقوة المال والسلاح، وأشار إلى ما جرى في زمن العبيديين (الفاطميين)، لأسباب مالية تؤيدها أسباب نسائية حيث تغلب سلطان اليهود على الدواوين وعلى الأسواق حتى قال الشاعر ابن البواب ساخرًا ساخطًا:

يهود هذا الزمان قد بلغوا                  غاية آمالهم وقد مَلَكُوا

العز فيهم والمال عندهم                  ومنهم المستشار والمَلِكُ

يا أهل مصر لقد نصحت لكم             تهوَّدوا قد تَهوَّد الفَلَكُ!

ويضيف العقاد: رحم الله ابن البواب، ماذا يقول الآن إذا رأى يهود هذا الزمان!

إنه على أي حال لا يستطيع أن يزيد على أن الفلك قد تهود، ولكنه سيترك نصيحة أهل مصر ليوجه هذه النصيحة إلى أمم الأرض قائلًا من غير أن يخرج على الوزن وأحكام العروض:

يا أمم الأرض قد نصحت لكم              تهودوا، قد تهود الفلك

فلو عاد ابن البواب اليوم إلى الحياة لخيِّل إليه أن الفلك لم يشتمل في هذا الزمان على أمة واحدة يقال عنها أنها تفعل ما تشاء بغير وازع ولا رادع غير الأمة اليهودية، أو الأمة الصهيونية.

وحسبها من ذلك أنها تجرم فتصبح جريمتها قانونًا تسقط أمامه الحقوق.

إذا تشرد اليهود في أوروبا كان تشريدهم ظلمًا يستحقون من أجله التعويض والعطف والمعونة، ويقضي بذلك من ظلموهم وشردوهم، وهم الأوروبيون!

أما إذا شرد اليهود مئات الألوف من العرب، وأخرجوهم من بلادهم التي عاشوا فيها وعاش فيها من قبلهم آباؤهم وأجدادهم عشرات القرون، فهذا التشريد حق يترتب عليه حق آخر: وهو استيلاء الصهيونيين على تلك البلاد وإغلاقها في وجوه أصحابها المشردين!

وإذا كان للقانون الدولي سوابق وتقاليد، فالسابقة التي شرعتها معاملة الدول للصهيونيين شيء عجيب لا ندري كيف يمكن أن يصاغ في لغة القوانين.

تهويد الفلك

ويرى العقاد أن ابن البواب معذور حين يعلن «تهود الفلك» إذا كان للصهيونية وحدها حق غير الحقوق، وقانون غير القوانين، ومعاملة غير المعاملات، ويتساءل العقاد:

هل يمكن هذا؟

هل يمكن أن ينتظم في هذه الدنيا عرف يزري بالعقل، وينقض العادة، ويتجرد من الحياء؟

إن القوة المادية -قوة المال والسلاح- قد حاولت بعض هذا في جميع الأزمان فلم تفلح، أو لم تبلغ من الفلاح ما يكتب له البقاء.

ويضيف العقاد: ويوم يجد الجد، وتنقشع الغشاوة عن العيون، سيتوارى لا محالة ذلك «الفلك المتهود» الذي تراءى لابن البواب، ويبقى على الدوام ذلك الفلك الدوار الذي قال فيه حكيم المعرة:

تقفون والفلك المحرك دائر                وتقدرون فتضحك الأقدار

هذا ما استطعت نقله من المقال الطويل للعقاد، الذي يترجم عن واقع يرتد إلى زمن ابن البواب وأزمنة أخرى سيطر فيها الآخر غير المسلم على مقدرات المسلمين، ولم يكتف بالسيطرة، بل مارس الاضطهاد والإذلال والنهب بما يملك من مال وسلاح.

في عصرنا اختلف الأمر قليلاً، فالقوم أضافوا إلى امتلاكهم المال والسلاح، فكرة فرض التصور اليهودي الصليبي والتبعية له، ونشر مقولاته وأفكاره، وفي مقدمتها إقصاء الإسلام أو استئصاله تماماً، وهو ما نرى ملامحه بوضوح في الأقليات التي تحكم معظم بلاد المسلمين، وخاصة في المجال الثقافي والتربوي والإعلامي والتشريعي.. التهويد هو التطبيع كما سماه الشيوعيون العرب، ويقصدون به العلاقة الطبيعية بين اليهود والعرب، وتجاهلوا نقل التصور اليهودي إلى الأذهان والعقول، لإخضاع العدوّ المسلم، واستسلامه، واستعباده!

الإسلام والتخلف

يمكننا القول: إن لدينا الآن وجوداً ضخماً وكارثياً لثقافة التهويد والتغريب، من خلال المثقف المتهوّد المتغرّب، الذي لا يخجل أن يشير مثلاً إلى القدس بوصفها مكاناً لا أهمية له تاريخياً، ولا قيمة له إسلامياً، ويزعم أن المسجد الأقصى موجود في الطائف، وأن اليهود أصحاب حق في فلسطين، وأن العلمانية بديل ضروري لإصلاح أحوال المسلمين..

الأدهى في الأمر أن مثقفي التهويد والتغريب يركزون على فكرة أن الإسلام هو سبب التخلف الذي تعيشه الأمة الإسلامية، فلو أنها تخلت عن الإسلام، واقتدت بأهل التنوير والحداثة والعلمانية في أوروبا لكان لها شأن آخر، وتجاهلوا أن دولة إسلامية مثل تركيا تبنت ثقافة التهويد والتغريب إلى آخر مدى، وتخلت عن حضور الإسلام في عهد الكماليين، فلم تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام، بل رجعت آلاف الخطوات إلى الوراء، مع أنها ألغت الشريعة، ولم يبق من شعائرها إلا ختان الصبيان ودفن الموتى! وامتلأ الفضاء الاجتماعي بالميني جيب، ونزع الحياء، ومخاللة الشبان والفتيات ولغة أخرى هجين، ورفع الأذان باللاتينية!

تغيرت الأحوال في تركيا حين عاد الشعب إلى منابعه الإسلامية الأصيلة، وانتقلت الدولة من القاع إلى القمة اقتصادياً واجتماعياً وإدارياً، وراحت تنافس في الصناعات العسكرية فضلاً عن المنتجات الأخرى، وأخذت تؤثر في المحيط الإقليمي والعالمي..

الولاء للأقوياء

للأسف، فإن رعاة ثقافة التهويد والتغريب والقائمين عليها في بلادنا الإسلامية، لا يعتبرون بالتاريخ، ولا يدركون أهمية الجغرافيا، ويحرصون على الولاء للسادة الأقوياء المنتصرين، وتوجيه نضالهم الزائف، وكفاحهم الفاشل ضد الإسلام، وسوف نرى فيما يلي بعض النماذج التي تعمل بجد ودأب لفرض ثقافة التهويد واستئصال الإسلام:

أولاً: فصل الإسلام عن الحياة:

يلح بعض المتهوّدين والمتنصّرين على فكرة فصل الإسلام عن الحياة، وأنه مجرد عبادة شخصية لا تتجاوز الفرد إلى الواقع الاجتماعي، ومع أن كتباً ومقالات ودراسات كثيرة أثبتت أن الإسلام منهج إنساني شامل، يوجه المسلم في حياته وآخرته، ويحكم حركته منذ يقظته في الصباح حتى نومه بعد المساء، فضلاً عن أن الآيات الكريمة واضحة في هذا السياق، ومنها قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {162} لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام)، فإن القوم لا يلتفتون إلى ذلك، ويرددون عبارات سخيفة من قبيل: الدولة لا دين لها، والدساتير ينبغي ألا تتضمن هذا النص، فالمساواة بين المسلمين وغيرهم توجب عندهم إلغاء جملة “الإسلام دين الدولة الرسمي”، ولو كانت الأكثرية تمثل ما يقرب من 100%!

إن هذه الجملة -مع أنها تحولت إلى جملة صورية في معظم دساتير البلاد الإسلامية، حيث يحكم الاستبداد بما يخالف الشريعة وقيمها السمحاء- تمثل قلقاً مزعجاً لمن يحملون راية التهويد والتنصير، وإن لم يفصحوا عن ذلك، لم يتذكروا مثلاً أن فرنسا العلمانية أقرت قانوناً (في 23/ 7/ 2021م) يمنح السلطة التمييز ضد المسلمين وملاحقتهم ومطاردتهم وفرض القيم الغربية عليهم، وحرمان المحجبات من العمل والتعليم في بعض المستويات، ولكن دول الإسلام لا تفعل ذلك، بل إن المستبدين الذين يحملون أسماء إسلامية جعلوا غير المسلمين في مكانة تفوق المسلمين وأكثر، ولم يكن ابن البواب مبالغاً حين طالب المسلمين بالتهوّد سخرية وسخطا وغضبا!

ثانياً: خانة الديانة:

ينحرف بعضهم ليتخذ من القضايا الهامشية مثل موضوع خانة الديانة في البطاقات الشخصية حائط مبكى، وينوح من أجل الأقليات غير المسلمة ويسأل: لماذا التمييز وذكر الديانة في بطاقات الهوية؟ ويرى أن ذلك انتقاص من الأقليات وحقوقها، وتعبير عن عدم المساواة، وإلغاء للمواطنة، ومخالفة للدستور(!)، بينما المسألة أبسط من ذلك بكثير، فذكر الديانة أمر طبيعي منذ عرف الناس بطاقات الهوية في القرن العشرين، وذلك لأن حقوقاً شرعية وإنسانية مرتبطة بمعرفة الدين، في الزواج والطلاق والميراث والجنائز، وما يتعلق بالأحوال الشخصية عموماً، ولكن القوم بسبب كراهيتهم للإسلام يريدون إسلاماً يهودياً أو غربياً على طريقتهم الخاصة.

للأسف، فإن هؤلاء الناس لا يفكرون في المساواة الاجتماعية المفقودة بين فئات المجتمع التي تعمل وتكدح وتنتج، والفئات التي تثرى وتغتني دون أن تبذل جهداً، وتحيا بالمحسوبية والوساطة والانتماء إلى مهن فوق القانون كما يقال، لا يسعى هؤلاء إلى تناول قضايا الحريات العامة والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والبناء الاقتصادي والتعليمي والرعاية الصحية، فمثل هذه الأمور لا تعنيهم، ولأنهم من المميزين اجتماعيا عن غيرهم فهم يناضلون من أجل ترسيخ قواعد الاستبداد والظلم الاجتماعي والقمع الفكري والتضليل الإعلامي.

إنهم يلقون بتبعة التخلف والفساد وتفاقم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية على ما يسمونه التطرف أو الجماعات المتطرفة، وهم يقصدون في الحقيقة أن يقولوا: إن الإسلام هو سبب التخلف والهزائم، ولا يسائلون أنفسهم عن الأسباب الحقيقية التي صنعت العنف، وطرق معالجتها، ولكنهم يرددون كالببغاوات كلاماً مكروراً يذهب معظمه إلى تحميل الإسلام أسباب العنف،  وقد يخطو بعضهم خطوة أبعد فيستخدم مصطلح “الإسلام السياسي”، وكأن الإسلام لا علاقة له بالسياسة والاقتصاد والمجتمع، ولنقرأ ما يقوله طائفي متعصب عدو للإسلام موال لليهود والغرب، حين يقرر:

“أن الإسلام السياسي إرهاب كوكبي محكوم بمليشيات أصولية ومسلحة وملتزمة بحقيقة مطلقة واحدة تفرضها على الآخر المغاير، وبناء عليه التزمت هذه المليشيات بتفكيك الدول والمجتمعات القائمة، وأصبح هذا التفكيك معبرًا عن وضع قائم في القرن الحادي والعشرين منذ أحداث 11 سبتمبر مع بداية هذا القرن”.

العبيد يهربون من الحرية

عبيد الاستبداد والتهويد يصدق فيهم قول القائل: “إنما العبيد الذين تعفيهم الأوضاع الاجتماعية والظروف الاقتصادية من الرق، ولكنهم يتهافتون عليه طائعين!”.

“العبيد، هم الذين يهربون من الحرية، فإذا طردهم سيد بحثوا عن سيد آخر، لأن العبيد هم الذين إذا أُعتِقوا وأُطلِقوا حسدوا الأرقاء الباقين في الحظيرة، لا الأحرار المطلقي السراح، لأن الحرية تُخيفهم، والكرامة تُثقل كواهلهم، ولأن حزام الخدمة في أوساطهم هو شارة الفخر التي يعتزون بها، ولأن القصب الذي يُرصّع ثياب الخدمة هو أبهى الأزياء التي يتعشقونها!”.

“والعبيد -مع هذا- جبّارون في الأرض، غِلاظ على الأحرار شداد، يتطوّعون للتنكيل بهم، ويتلذّذون بإيذائهم وتعذيبهم، ويتشفون فيهم تشفي الجلادين العتاة!”.

هذا نموذج لثقافة التهويد والتغريب في بلادنا العربية الإسلامية، يرعاه أعداء الأمة التي تتولى تكاليف عيشهم ومئونتهم، وتغذيتهم وتسمينهم لينالوا من إسلامها وقيمها وكرامتها، طالما يمرحون في ظل القمع والاستبداد ورضا اليهود والغرب!

ثالثاً: الجامعة دينها العلم:

لإبعاد الإسلام وإقصائه عن قيم المجتمع وفي مقدمتها العلم، يجأر بعضهم أن الجامعة دينها العلم، ويجب أن تبحث في كل شيء، دون قيود من دين أو اعتقاد، وألا يتدخل في شأنها أحد! وهذا حق يراد به الباطل، والباطل هو الطعن من خلال بعض الأبحاث الجامعية التي تطعن في القرآن الكريم وتشكك فيه، وتنكر الوحي، وتزعم أن القرآن والإسلام صناعة بشرية أو منتج تاريخي كما يسمونه.. وينبغي -على الجامعة ودينها العلم- ألا تنقض هذه المزاعم التهويدية الغربية، فالرد العلمي معناه التدخل في شؤون الجامعة، وعدوان على استقلالها، فهي جامعة مستقلة حين تطعن في الإسلام ويصفق لها المتهودون والمتغربون، وغير مستقلة حين يتصدى الباحثون لدحض مفتريات المتهودين والمتنصرين.

تقدم بعض طلاب الدراسات العليا في بعض الجامعات بخطط بحثية حول قضايا إسلامية، لا تروق للفكر القمعي، فيهرع بعضهم رعباً وهلعاً لرفضها، ولم نر لدعاة الجامعة المنفصلة عن الدين موقفاً أو دفاعاً عن استقلال الجامعة وبحوثها العلمية، بل إن أحدهم أهان في مناقشة رسمية طالب دكتوراه لأنه تناول قضية يرفضها الفكر الاستبدادي، وتتعلق بمنهج الإسلام في معالجتها! ولأن الطالب كان باحثاً جاداً يمتلك أدواته، فقد انكشفت ضحالة المناقش خادم الاستبداد والتهويد!

رابعاً: مواقف متناقضة:

عندما تسمع مدعي ثقافة يتحدث عن استعداده لتقديم أولاده قرباناً لسلطان بلاده، ويقسم بالله أن السلطان (المحبوب) لو أخذ أولاده وحبسهم وعذبهم، فإنه لن يغضب، وسيطلب العوض من الله، على ألا أن يُمس تراب بلده «ولا تنهد منه طوبة»، ثم يطالب بمزيد من الطوارئ، وغلق الحدود مع أن بلاده حتى كتابة هذه السطور بعيدة عن الخطر الموهوم، فالسؤال هو: من أجل من هذه التضحية؟ ولماذا تغلق الحدود؟

وأسوأ من هذا من يدعو إلى أن يتكلم المثقفون والمبدعون ويمارسوا دوراً إيجابياً، وينتجوا أعمالاً إبداعية تواجه ما يسمى بـ”الإسلاموية الفاشية”، ويستشهد بقول المسرحي الألماني الكبير برتولد بريخت أيام النازية: “لن يقول الناس كانت الأزمنة رديئة لكنهم سيقولون: لماذا صَمَتَ المبدعون؟”، ويستنكر ما يسميه صمت المبدعين في مواجهة تضليل المجتمع.

نسي دعيّ الثقافة أن القمع هو اللغة السائدة في معظم بلاد المسلمين، وأن تكميم الأفواه هو سبيل سلاطينهم وحكامهم، وأن التعبير لا يتاح إلا لأمثاله من أبواق النفاق ومثقفي التهويد وخدام الظلم والاستبداد.. كما نسي المذكور أن “الإسلاموية الفاشية” على فرض وجودها لا تحكم ولا تملك وسائل تعبير ضاربة، وأن السجون المشددة تضم منهم أعداداً غفيرة لا حصر لها، وأن كثيراً منهم هاربون في بلاد غريبة، لدرجة أن نصف شعب مسلم يعيش مشرداً في الخارج بسبب إسلامه، بعد أن قتل سلطانه قرابة مليون مسلم بريء من أبنائه!

الانتحار

كانت هناك كاتبة شيوعية اسمها أروى صالح، شاركت في الحركة الطلابية أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات في القرن الماضي، اكتشفت أخيراً أن الرفاق كذابون ومجرد أبواق تعمل بالأجرة، وأنهم أول من سيرحب باحتلال اليهود للعواصم العربية، فلم تتحمل حقيقة أدعياء الثقافة والمعرفة والنضال، وسجلت جانباً من تجربتها في كتاب اسمه “المبتسرون” فحاصروها، ومنعوها من نشره، وضيقوا عليها الخناق، فوجدت في الانتحار وسيلة وحيدة للنجاة!

الشيوعيون أبناء ثقافة التهويد التي أسسها الخائن هنري كورييل، والتهويد سلاح من أخطر أسلحة أعداء الإسلام، يتبناه أدعياء الثقافة، وللأسف يزدهر ويتمدد في ظل الطغيان والظلم العظيم!

المصدر: مجلة المجتمع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى