توصيف الوضع في اليمن
بقلم الشيخ عارف بن أحمد الصبري (خاص بالمنتدى)
أولاً:
الحوثية حسمت أمرها وحددت هويتها بوضوح.
_الحوثية في اليمن التي تسمي نفسها -زوراً- أنصار الله هي فرقة شيعية رافضية تتبع نظام الملالي الإيراني، فهي نتاج لما يعرف بتصدير الثورة الخمينية.
_لقد حددت الدولة الإيرانية هويتها بكل وضوح في دستورها، بأنها دولة إسلامية على المذهب الشيعي الجعفري الاثني عشري كما هو نص المادة -١٢- في الدستور الإيراني.
_ثم جاء الخميني ببدعة جديدة، وهي اختراع منصب (الولي الفقيه) أي النائب عن الإمام المعصوم الغائب في جميع صلاحياته، وأن للولي الفقيه النيابة عن الإمام الغائب في الولاية العامة المطلقة على جميع المسلمين في كل الأرض.
_اعتقاد بطلان كل ولاية في كل الأقطار الإسلامية، واعتقاد كفر جميع الحكام في البلاد الإسلامية وبطلان ولاياتهم.
_اعتقاد وجوب فرض سلطان الولي الفقيه على جميع الدول والأقطار كما يجب أن يمتثل لطاعتها جميع المسلمين في كل مكان.
_كما أن النظام الإيراني لا يقر أي ولاية في أي بلد من البلاد الإسلامية إلا لمن يكون على دين الولي الفقيه ويولى عن طريقه، كحال حسن نصر الله في لبنان، و عبد الملك الحوثي في اليمن.
_يزعم النظام الإيراني أن ولاية الفقيه تستمد شرعيتها من الولاية التشريعية الإلهية، ولا شرعية عندهم لأية ولاية إلا بإذن من الولي الفقيه النائب عن المعصوم، ويزعمون بأن الرد على المرشد الأعلى(الولي الفقيه) بمثابة الرد على المعصوم، وإنكار للولاية التشريعية الإلهية.
_يطلق النظام الإيراني على شيعتهم خارج إيران اسم المستضعفين ويطلقون على حكومات تلك البلاد التي يعيش شيعتهم فيها اسم المستكبرين؛ ولذلك فالواجب على النظام الإيراني تحرير المستضعفين وسحق المستكبرين، والذي يعني ضم جميع بلاد المسلمين أينما كانوا إلى سلطان الولي الفقيه: إما عن طريق الغزو المسلح إن أمكن، أو عن طريق الهجوم من داخل البلاد المستهدفة بتحريك خلاياها وأتباعها، كحزب الله في لبنان والحوثي في اليمن ضمن ما يعرف بتصدير الثورة ولأجل ذلك تم إنشاء الحرس الثوري الإيراني.
_يرى النظام الإيراني أنه يجب على ولاية الفقيه أن تبسط نفوذها على جميع الدول والأقطار ولا تلزم نفسها بأي قانون دولي ولا يعنيها حرمة جوار أو معاهدة حدود، فلا سيادة تحول دون فرض الأمر الواقع، ولا استقلال يمنع عبور الولاية إلى الدول الأخرى.
_إن نظام الولي الفقيه وأذرعه يعتقدون أن إيران هي مركز الإسلام وعاصمة المؤمنين الأولى، وعليها أن تسعى لإقامة ولاية الفقيه الكونية.
_مليشيات الحوثي لها هوية واضحة وأهداف واضحة حددت من تكون وماذا تريد.
_إن الحوثي نبتة إيرانية على دين ملالي إيران، يعتقد أن أهل اليمن ليسوا مسلمين، فهو يقاتلنا في اليمن بأمر من المرشد الإيراني (الخامنئي) لإقامة ولاية الفقيه الكونية التي يجب كما يزعمون أن تحكم العالم.
_الهوية الواضحة لمليشيات الحوثي مكنتهم من إقامة دولة في مناطق سيطرتهم، وجعلت كل من تحت سيطرتهم منفذين لسياستهم وبرامجهم ومخططاتهم وأهدافهم رغباً ورهباً.
ثانياً:
السلطة الشرعية المعترف بها دولياً.
_أما السلطة الشرعية التي لا وجود لها في المناطق المحررة، فلا هوية لها ولا تعرف من هي ولا ماذا تريد، بل وربما لا تعرف ما يراد لها.
_كان يكفي للقضاء على انقلاب مليشيات الحوثي الخمينية، تمكين السلطة الشرعية إبتداءً في المناطق المحررة، وإقامة الدولة اليمنية بهوية موحدة مستمدة من الدين الإسلامي الحنيف الذي يمثل دين وعقيدة جميع أبناء الشعب اليمني.
_ثم تقوم الدولة ببسط نفوذها وسلطتها على كل شبرٍ في البلد، وإقامة العدل، وسيادة القانون، لينعم الناس بالأمن والاستقرار.
فتتحول المناطق المحررة إلى ملاذٍ آمن لكل أبناء اليمن، يفيؤن إليها هروباً من ظلم وقهر الحوثي، وينطلقون منها لتحرير ما تبقى تحت سيطرة الحوثي من مناطق، ولن يستغرق ذلك وقتاً طويلاً.
_ما لم يرجع الرئيس والنائب والنواب والحكومة إلى ما يسمى (بالمناطق المحررة)، فستطول المعاناة، ويصعب تحرر اليمن من المليشيات الحوثية الخمينية، وسيتعايش الناس مع المليشيات ويألفون الوضع بكل علاته، وسيفقدون الثقة بالشرعية وحلفائها، وستتحول اليمن لا قدَّر الله إلى عراق جديدة، وأحواز جديدة، ولن تسلم دول الجوار، بل لربما لا قدَّر الله سيلحقها من الضرر أضعافاً مضاعفة.
_إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وهذا يغني عن ذكر الواجب على التحالف والشرعية.
_وفق الله الجميع لما يرضيه ولما فيه الخير والعز والنصر والتمكين للإسلام والمسلمين.