كشفت وثائق جديدة نشرتها قناة الجزيرة عن حملات تهجير جديدة تقوم بها المليشيات الشيعية ضد أهل السنة في العراق..
وأوضحت الوثائق أنه تم ضم المقاطعتين الـ11 و12 إلى قضاء بلد بعد أن كانتا تابعتين لناحية يثرب، في حين صنفت منطقة تل الذهب التي تسكنها عشائر سنية منطقةً عسكرية، وتتبع يثرب قضاء بلد بمحافظة صلاح الدين التي سيطر عليها تنظيم الدولة ، مما تسبب في موجة نزوح واسعة، واستعادتها القوات الحكومية العراقية مدعومة بمجموعات مسلحة ومليشيات قبل نحو عام لكن عددا كبيرا من السكان النازحين منعوا من العودة بعد سيطرة مليشيات شيعية على المدينة، مما دفع إلى التوقيع على وثيقة لحل المسائل العالقة في المنطقة تنتهي بعودة العائلات النازحة…
العجيب في الأمر أن المليشيات الشيعية لم تنف صحة الوثائق وإن كانت بررتها بأمور واهية مثل أن هناك “واقعا واحتكاكا وتماسا بين المكونات وعشائر، قتل بعضها بعضا، ومشاكل وثارات عشائرية قبل وبعد دخول داعش (تنظيم الدولة)”…ما يجري في العراق غاية في الخطورة لأنه يجري تحت سمع وبصر الحكومة التي تتعامل مع المليشيات الشيعية كجزء من الجيش الرسمي وهو ما يعني أن التهجير والذبح والاعتقال الذي يستهدف أهل السنة في العراق أصبح رسميا وأن الشكوى للحكومة لا فائدة منها كما ان المبررات التي تساق في هذا الملف غاية في الضعف وتؤجج نيران الطائفية في البلاد…
العراق كانت خلال حكم صدام واقعة تحت حكم علماني بعثي وكان الظلم يشمل الجميع والانتقام من أهل السنة بحجة أنهم كانوا يتهضون الشيعة خلال فترة حكم صدام هو كذب محض فصدام لم يكن يعرف ولا يهتم سوى بالولاء للبعث ولشخصه…
أمريكا تدعم الحكومة العراقية الطائفية في حربها ضد داعش وتنسق مع المليشيات الشيعية عسكريا مما يعني موافقتها الضمنية على ما يجري ضد أهل السنة وذلك بعد أن كانت سلمت البلاد للشيعة بعد الغزو إثر صفقة مع إيران التي سهلت لها دخول العراق..حالة الارتباك والازدواجية في تعريف الإرهاب أصبحت تصب في صالحه بقوة فأمريكا التي تحارب داعش لأنه يقوم بأعمال إرهابية هي نفسها تتعاون مع المليشيات الشيعية التي تهجر وتقتل أهل السنة كما انها تترك بشار الأسد يذبح شعبه من الوريد للوريد ولم تفكر في التدخل إلا من أجل القضاء على داعش ـ وفقا لما أعلنته ـ هذه المعطيات تجعل شباب أهل السنة في العراق تحديدا يرتمون في أحضان داعش وتقوي من شوكته وتجعل له حاضنة هامة في العراق…
الأهم هو أن القوى السياسية السنية في العراق لم تعد مقنعة بالنسبة للشعب لأنها تتصارع فيما بينها على المناصب ولا تخدم قضاياهم بشكل واضح وأصبح أهل السنة في العراق يعانون الأمرين مرة من جهة داعش ومرة من جهة المليشيات الشيعية والحكومة التي تدعمها…إيران ليست بعيدة عما يجري فهي تدعم حكوة العبادي كما كانت تدعم حكومة المالكي من قبله والخلافات التي اندلعت بين المكون الشيعي في العراق مؤخرا واقتحم خلالها أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر المنطقة الخضراء هي خلافات على توزيع الكعكة ولكن مع تدخل طهران وقف كل زعيم عند حده خوفا من خروج الأمر عن الحدود المرسومة له…
هناك مصلحة عليا يسعى إليها الشيعة في العراق وتحددها بدقة إيران وبالتالي لا يمكن لأي طرف ان يخرج خارج هذه الدائرة إلا ضمن إطار معين أما أهل السنة فليس هناك خطة أو كيان جامع داخل العراق يجمعهم ويحدد لهم معالم الطريق كما أن الدول السنية المجاورة تم شغلها بالعديد من الملفات الشائكة حتى لا تستطيع أن تلقي بثقلها في العراق على الأقل الآن.
*المصدر : موقع المسلم