تنظيم الشيطان.. يحارب كل تنظيم منظم! (14)
كما وعدناكم، سنبدأ بشكل سريع حول العالم العربي والإسلامي والعلمانية.
في مصر، دخلت العلمانية على يد الماسوني نابليون، وقد أشار الجبرتي في تاريخه لتلك الحقب أو الزمن، ودخلت العلمانية الهند عام 1796 لتناهض الأحكام الشرعية والشريعة الإسلامية، ثم التدرج بإلغاء الشريعة بتدبير إنجليزي!
أما تركيا؛ فارتدت ثوب العلمانية الماسونية البلشفية بعد إلغاء الخلافة الإسلامية العثمانية، واستقرت الأمور للماسوني اليهودي المنافق أتاتورك، وهو من يهود الدونمة.
أما من أشهر دعاة العلمانية في حاضرنا القريب هو ما دعا له الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات بإعلانه الحازم والحاسم بقوله: “لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين”، وقبله عبدالناصر، وعداؤه للدين والدعوة، ومجموعات تنادوا فيها، مثل: فؤاد زكريا، فرج فودة، علي عبدالرازق، وأبو رية، وائل غنيم، ميشيل عفلق، سوكارنو.. إلخ، وغيرهم من خدم يهود الماسون.
أما “وحدة الوجود” لدى الماسون، هي وحدة الوجود اليونانية والهندوسية والباطنية الصوفية المتزندقة، الماسونية العلمانية تقتنص كل وسيلة، وكل عمل شيطاني وتسخره لمآربها الإجرامية وأهدافها الكفرية الصهيونية من أجل السيطرة على البشرية.
نعم، فها هي تركز على “وحدة الوجود” الصوفية المبتدعة، ورغم وجودها في عقيدة اليهود الصهاينة، فإن الماسونية العلمانية العالمية تواكب التطور في الطرح بين كل عصر وعصر، وكل مجتمع حسب ثقافاته، وتجيد العزف وأداء الوصلة الطربية للمجتمع الذي فيه وتعمل لنخره واستعباده.
“وحدة الوجود” مذهب فلسفي لا ديني، بل هو قرين العلمانية بفنية الطرح وحرفية الغزو، وهو مذهب يقول: “إن الله والطبيعة حقيقة واحدة”! هذا المذهب آثاره وبعض من أفكاره ما زالت مبثوثة في فكر كثير من أهل الطرق الصوفية الموغلة بدعة، والمنتشرة في العالم العربي والإسلامي، وهذا المعتقد له تجارب مع الماسونية العلمانية الصهيونية، ومع الاستعمار كتوافق! فهذا الفكر خير ما يجعل المسلم “درويشاً” لا همَّ له إلا البطن، والمال، والفرج، وقرأنا عنهم في التاريخ، وموقفهم الإيجابي مع المجرم الماسوني كليبر ضد المجاهدين في مصر، وأيضاً وقوفهم مع الاستعمار الإيطالي في ليبيا ضد المجاهد عمر المختار رحمه الله تعالى.
هذا المذهب الهزيل موجود في الفكر النصراني واليهودي أصلاً، بالإضافة إلى إلقاء القدسية وشبه الألوهية من خلاله -المنهج- على الملوك والقياصرة والنماردة كما تفعل بعض فرق الصوفية المبتدعة، وأدعياء السلفية الكذوب مثل النور والجامية والرسالنة مع أولياء الأمور وتقديسهم وعصمتهم بشكل أو بآخر، وحسب المزاج والهوى والأوامر!
“وحدة الوجود” فكرة قديمة جداً، ولقد كانت قائمة بشكل أو بآخر عند اليونان القدماء، وكذلك في الهندوسية، ثم انتقلت إلى المتصوفة على أيدي اليهود والديصانية والباطنية، وتلون فكرها ودعوتها الغبشة، ومنهم من المبتدعة المتصوفة الملحدة كابن عربي صاحب “الفصوص”، وابن الفارض، وأمثالهما، كان أحدهم لا ينظر إلى نفسه إلا أنه هو الله، وحينما ينظر إلى الله يعني نفسه! نسأل الله السلامة، انظر إلى ابن الفارض وهو يدعي أنه يصلي لنفسه، فإن نظرت فيما يقول لا تقول إلا: الحمد لله؛ العقل زينة.
يقول هذا الصوفي الدعي:
لها صلاتي بالمقام أقيمها
وأشهد أنها لي صلت
كلانا مصل عابد ساجد لي
حقيقة الجمع في كل سجدة
وما كان لي صلى سواي فلم تكن
صلاتي لغيري في أداء كل ركعة
وما زالت إياهو وإياي لم تزل
ولا فرق بل ذاتي لذاتي أحبت
حقيقة لوحة مضحكة أتذكر بسببها الفنان سعيد صالح في مسرحية “العيال كبرت” حينما قال لأبيه ساخراً: “رحت المدرسة يوم الجمعة ومفيش حد، ودرّست نفسي وهزّأت حالي ورفدت نفسي من المدرسة”.
تبنى هذا المذهب كثير ممن يطلق عليهم أهل الثقافة والفكر من أمثال سبيتوزا الهولندي اليهودي المتوفى 1677.
ولا ينبغي أن ننسى أن هذه الفكرة أصلاً لها أعماق في العقيدة الهندوسية، بل هي محور عقيدتهم التي تقول: “إن الكون ليس إلا ظهوراً للوجود الحقيقي، والروح الإنسانية جزء من الروح العليا، وهي كالآلة سرمدية غير مخلوقة”، ولا يخفى أن هذه الدعوة في النهاية لا تصل من خلالها إلا إلى أحد الآتي:
– الطبيعة هي كل شيء؛ وهو إلحاد وكفر الشيوعية والدهرية.
– ثنائية القدم؛ وهو كفر وإلحاد يؤدي أيضاً إلى قدم العالم ولوجود قديمين لا خالق ولا مخلوق.
وهكذا طبيعي، الأنبياء في هذه الحال كذبة! وهي غاية الماسونية العلمانية وأمنيتهم أن تسود فكرة كذب الأنبياء، وهذه الفكرة في كل الأحوال هي خارج عقيدة التوحيد لله تعالى المنزه عن الاتحاد بالمخلوقات أو الحلول والتشبيه، لكنها الماسونية العلمانية التي تطرح الكفر بطيوف عديدة حسب المجتمع الذي هي تنخر فيه وتعمل لتدميره.
يتبع..
(المصدر: مجلة المجتمع)