مقالاتمقالات مختارة

تنظيم الشيطان.. يحارب كل تنظيم منظم! (13) – العلمانية المنافقة

تنظيم الشيطان.. يحارب كل تنظيم منظم! (13) – العلمانية المنافقة

بقلم سامي راضي العنزي

العلمانية المنافقة هي البنت المدللة لليهودية، وللأم الماسونية التلمودية التوراتية الباطنية، هو اسم قام على الكذب والنفاق، وكل من تبناه؛ تبناه من أجل إسقاط الدين والأخلاق، وما تبناه في العالم الإسلامي في بداية البعثة النبوية إلا الذين أسلموا نفاقاً منذ ظهور ابن سلول إلى ابن سبأ اليهودي حتى الديصاني اليهودي، إلى سباتاي زيفي اليهودي، إلى أن نصل إلى أتاتورك الماسوني العلماني اليهودي، وأدعياء القومية من مؤسسي الأحزاب القومية العربية من نصارى العرب الماسون إلى اليوم من بعض حكام وقادة يدَّعون الإسلام ولكن كل حركاتهم وسكناتهم لا تعمل إلا من أجل نصرة صهيون الماسون، وحرب على الإسلام والمسلمين وقتل وتشريد دعاته المجاهدين والمصلحين، وما المؤامرات على بيت المقدس ولا شك الأقصى وعلى “حماس” منا وعنا ببعيد!

العلمانية ترجمتها الصحيحة “اللادينية” أو الدنيوية، وهي دعوة تدعو إلى إقامة الحياة على العلم الوضعي والعقل! ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين، وتعني في جانبها السياسي بالذات اللادينية في الحكم، وقد ظهرت في أوروبا منذ القرن التاسع عشر، وانتقلت إلى الشرق بداية القرن التاسع عشر، وبالتحديد انتقلت إلى مصر وتركيا وإيران ولبنان وسورية ثم تونس ولحقها العراق، أما بقية الدول العربية فقد وصلت إليها في القرن العشرين.

أما العلمانية، فهي كما هي طبيعة فن الدعوة تمويهاً عند الماسونية، أطلقت العلمانية وهي تعني فكرة الإلحاد ونفي الدين والإله والأخلاق، ولكنها مخففة وغير مدببة بدل كلمة “لا دين” أو “لا دينية”.

العلمانية أيضاً تحتمل الصوفية والدروشة الدينية الساذجة الغبية، والسلفية المزيفة من أمثال الجامية والمداخلة، فهي إذا قبلت الدين تقبله فقط فيما يخص الأمور الشخصية للفرد، وتلقي ما يخص الكتل وأطياف المجتمع والتعايش بين طوائف المسلمين وغيرهم من أديان، فهذه لا يخصها إلا القانون الوضعي ولا غير ذلك.

العلمانية تتفق مع النصرانية في فصل الدين عن الدولة، حيث لقيصر سلطة الدولة، ولله سلطة الكنيسة أو المسجد! وقد كرس العلمانيون في أدبياتهم وإعلامهم وكتاباتهم القول الكذب الذي ينسب إلى السيد المسيح عليه السلام “اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله”، ويتعامل مع هذا أدعياء ودعاة للإسلام مع الأسف مترنحين ما بين الجبن والخوف والإغراء في المناصب، والحفاظ على النفوذ، ويتناسون قول الله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام: 162).

كما تحول رجال الدين في الكنيسة مستبدين تحت الرهبنة والعشاء الرباني وبيع صكوك الغفران، أيضاً العلمانية نجحت نجاحاً لا بأس به مع كثير من المشايخ؛ أن ألهوا القياصرة والأكاسرة الجدد ومن ثم عصمتهم بشكل أو بآخر! وأصبح هؤلاء أدعياء الدعوة يوفرون وينثرون صكوك النيران! لا صكوك غفران؛ بل هي صكوك هدر الدماء باسم “الخوارج” لكل من يخالف الإله الجديد؛ ولي الأمر!

العلمانية بصفتها تحمل كل أطياف الكفر إلحاداً وزندقة، وباطنية، لذلك العلمانية تجيد وبفنية عالية صناعة العداوة ما بين الشارع والدين، وأنها تملك قدرة عالية لتسخير وسائل الإعلام المؤثرة لصالحها ولفكرتها الصهيونية، وما الثورة الفرنسية إلا نتيجة لأعمال الماسونية العلمانية وما صنعته فنياً بإعلامها بين الكنيسة والشارع فكانت ولادة الحكومة الفرنسية عام 1789، وهي أول حكومة جمهورية لا دينية علمانية، تحكم باسم الشعب، والماسون هنا لعبوا لعبة خطيرة؛ حيث صنعوا الكهنة والكهنوت وكذبهم كما الجامية اليوم عندنا، ثم ركبوا الموجة مع الثوار لتعميم العلمانية ضد الطغيان الكهنوتي والتخلف والرجعية الكنسية الدينية التي هم من صنعها أيضاً!

سارت جموع الغوغاء في فرنسا بداية وشعارهم الخبز، ثم تحول شعارهم إلى شعار الماسونية الغبِش المعهود “حرية، مساواة، إخاء”، ويلحقونه بصيحة تعزز شعارهم اللاديني بقول: “لتسقط الرجعية”، وهم من صنع الكهنة والكهنوت وأكاذيبهم وقدسيتهم! أما الرجعية فهذه كلمة تمويهية والمعني بها الدين عموماً والأخلاق.

وبدأت الماسونية تطرح ذلك مقروناً مع ظلم الكهنة والكهنوت والقياصرة والفراعنة، ثم ثورة على الدين عموماً من أجل إقصاء الدين والأخلاق، ولا شك نحن نعايش ونلاحظ تقريباً نفس السيناريو يخترق المنطقة العربية والإسلامية من أجل إقصاء الدين والأخلاق، وهذا ظاهر بوضوح حتى لمن تضاءل عقله وذكاؤه.

وفي المقال القادم، نكمل حديثنا مع العلمانية والماسونية في العالم العربي والإسلامي، ومن ثم الباطنية ووحدة الوجود والماسونية الصهيونية العالمية.

(المصدر: مجلة المجتمع)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى