بعد قرار ترمب في السادس من ديسمبر الجاري المتضمن الاعتراف بالقدس المحتلة كعاصمة أبدية لدولة الاحتلال، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، زادت مشاعر الكراهية لأمريكا ورعاياها في المناطق الفلسطينية، وما أن تلفظ كلمة أمريكا أمام الفلسطيني يصاب بالاشمئزاز والاستفزاز.
في حديقة الحيوانات الوطنية في مدينة قلقيلية، تعامل الموظفون مع صحفي أمريكي بالطرد من داخل الحديقة، وطالبوه بالمغادرة لأنه أمريكي ويتبع لدولة عنصرية تتعامل مع الدولة العبرية بانحياز كامل.
المراقب العام للحديقة عيسى عبدالله قال: هذا التصرف لم يكن في السابق، أما اليوم فكل شيء تغير، فالقدس أغلى من كل العلاقات الدولية، ومن يؤذي القدس سيلقى معاملة قاسية من قبل الفلسطينيين، فالدبلوماسية في هذه الأوقات لا تنفع لأن أمريكا تعاملت معنا، ومع القدس باستهتار لحقوقنا وكرامتنا، وعلينا أن نعاملهم باستهتار يؤذيهم، فلا مكان لهم في أراضينا.
وفي القدس المحتلة انعكس قرار ترمب على المجموعات السياحية من الأمريكيين في معاملة المقدسيين لهم.
الناشط المقدسي وعضو الدفاع عن المقدسات فخري أبو ذياب قال: لم يعد هناك مجال للتعامل مع أمريكا ورعاياها وخصوصاً في القدس المحتلة، عاصمتنا الأبدية، والكل المقدسي عندما يعرف أن السائح أمريكي يتم تجاهله وطرده من المكان، وقد أخبرني العديد من أصدقائي التجار أنهم تعاملوا مع مجموعات سياحية بعدة أشكال؛ منها إبلاغهم بأن قرار رئيسهم ترمب لا يعني لهم شيئاً وعليهم إيصال رسالة الفلسطينيين إلى دائرة القرار الأمريكي أنهم أصبحوا في مربع الكراهية مع دولة الاحتلال، وكما يتم التعامل مع دولة الاحتلال والمستوطنين سيتم التعامل معهم بذات الطريقة والأسلوب.
وأضاف: والبعض الآخر من التجار رفض بيعهم وطردهم من داخل محله التجاري، فمشاعر الكراهية والغضب في ازدياد، فأهل القدس يدفعون فاتورة باهظة من الاحتلال ومستوطنيه، وتأتي أمريكا بهذا القرار لكي تشرعن تعذيب المقدسيين وطردهم من مدينتهم والمساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية.
وفي منطقة أريحا والأغوار، قال رئيس الجمعية التعاونية لمزارعي النخيل مأمون الجاسر في لقاء مع “المجتمع”: قمنا باتخاذ قرار فوري وعاجل بعد قرار ترمب الأخير، تضمن مقاطعة المشاريع الأمريكية التي تقدم المساعدات لمزارعي النخيل، ومنها مشروع تركيب وحدات إلكترونية للتسميد في مزارع النخيل بكلفة خمسة ملايين دولار، وهو تابع للمؤسسة الأمريكية “usaid”.
وأضاف: القدس أغلى من مساعداتهم ودولاراتهم، وقد اتصل بي الرجل الأول في المؤسسة الأمريكية مستهجناً هذا القرار، وتساءل قائلاً: كيف ترفضون مساعدات لكم من أمريكا؟! فكان الجواب له: عليك توجيه السؤال للرئيس الأمريكي ترمب الذي تجاوز الخطوط الحمراء كلها بقراره أن القدس عاصمة أبدية لدولة الاحتلال.
وتابع قائلاً: أبلغت المسؤول الأمريكي أن القرار كان جماعياً في الجمعية وليس فردياً، وبالرغم من الخسارة التي ستلحق بنا فإننا قادرون على تجاوزها من أجل القدس وعروبتها وإسلاميتها.
وأكد الجاسر أن القرار بمقاطعة كل ما له علاقة بأمريكا يجب أن يصبح رأياً عاماً وشاملاً لكل القطاعات وكل من يتعامل مع المشاريع الأمريكية سواء الاقتصادية والثقافية وغيرها يجب أن يتم محاسبته وعقابه، فأمريكا وضعت نفسها في خانة العداء المباشر مع الفلسطينيين.
(المصدر: مجلة المجتمع)