تمدد الحالة الإبليسية
بقلم عبد المنعم إسماعيل
الصراع مع شياطين الأرض؛ بشقيهم الجن ومتمردي الإنس، يعد صراعاً أزلياً ممتداً بطول الزمن ويسع كل مظاهر الجغرافيا سواء جغرافيا النفس البشرية وجغرافيا العقول وجغرافيا القلوب وجغرافيا الأرض.
نتج من هذا الصراع المفتوح ظهور تمدد ملحوظ لضحايا التمدد الإبليسي،
نتيجة إنكماش المفاهيم الصحيحة للدين، وفهم الصحابة، رضي الله عنهم أجمعين،
وفهم علماء القرون الثلاثة الأولى بعمومية تسع عقول الأمة العربية والإسلامية على كافة جغرافيا الأرض والنفس والعقل .
تاريخ الحالة الإبليسية:
يقول تعالى: {قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَـالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (15) قال فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16)
ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}.
(سورة الأعراف).
تعتبر الحالة الإبليسية المعاصرة وريث شيطاني لتلك النزعة المتمردة التي تكفل بغرسها في العقول الشيطان اللعين..
ونتج عنها التمرد الفرعوني، والبغي المفسد لقوم عاد الأولى، والوثنية الكسروية الفارسية، والجاهلية الصهيونية التلمودية لليهود..
والتمدد الصليبي عند ضحايا الكفر الكنسي، عقب أكذوبة صلب المسيح، عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام،
وما تبع ذلك كله من متواليات الفساد وإمبراطوريات الشر عبر التاريخ التي قوام وجودها في الحرب على الإسلام والتوحيد والشريعة والأخلاق والعدل.
مظاهر الحالة الإبليسية:
سيطرة الوثنية الكنسية على عقول المجتمع الغربي بشقية الكاثوليكي والأرثوذكسي أو البروتستانتي،
فنتج عنها تبني فكرة الصليبية الوثنية، ودمجها في عقول ساسة الغرب، حتى نتج عنها ما يعرف بالحرب على الإرهاب «الإسلام»؛
هكذا زعم مجرمو الكنيسة الغربية أوروبية أو روسية أو أمريكية، بعد أحداث ١١ سبتمبر،
المصنوعة لخدمة الامبريالية الغربية، الساعية لتقزيم المجتمعات العربية في تيه الصراعات والمجتمعات الإسلامية، وتيه الطائفية بكل صورها..
التي تستدعي عهود ملوك الطوائف الذين قاموا بتسليم غرناطة للصليبيين، خيبة منهم وحسرة وغباء واستكباراً منهم على حقوق الأخوة الإيمانية،
التي حين فقدوها فقدوا مملكة عزهم وشرف مجدهم ومكانتهم.
إعلان الحرب على الأمة الإسلامية من فلسطين المحتلة صهيونياً والعراق؛
الذي سلمته المؤسسة الشيطانية للخمينية الفارسية الجاهلية مروراً بالحرب على ديموغرافيا وجغرافيا البلوش والبشتون والأكراد وعموم بلاد السُّنة؛
لتمكين شراذم الحوثية وحزب اللات وعصابات داعش من مفاصل الأمور لتسقط الأمة في تيه الفوضى الهدامة الخادمة لمملكة الشيطان؛
الذي يضع قاعدة إدارتها على البحر كما في السنة الصحيحة عند الإمام مسلم في صحيحه من حديث جابر قال:
[قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة].
النجاح في صناعة العلمانية العربية بشقيها الديكتاتوري أو الفوضوي الخادم لأطروحات المؤسسة الإبليسية المتمردة على الدين والشريعة والواقع والأخلاق .
السعي لشرعنة الربا والفساد الاقتصادي المادي ليجعل من الناس بصفة عامة مجرد عن تروس في عجلة البغي الرأسمالي الفاشي.
نشر المخدرات والجريمة والحرص على صناعة الطبقية داخل المجتمع ليكون من توابعها الجريمة المنظمة أو الجرائم والحوادث والعنف والكوارث العشوائية؛
ليعيش الناس حالة من التيه داخل متوالية الدماء التي تسقط ظلماً وحقداً وبغياً نتيجة حب الدنيا الخادم للتمدد الإبليسي.
الاستهانة بالأخلاق الربانية ثم استحلال الدماء المحرمة أو المعصومة ما هو إلا نتيجة للجهل بحقيقة العبودية لله رب العالمين،
ثم جحود الموافقة الكاملة لأصحاب النعيم وتتبع سبيل أصحاب الجحيم من أهل الغضب او الضلال.
كيف نقاوم التمدد الإبليسي؟
تتم مقاومة التمدد الإبليسي من خلال معايشة التوحيد الخالص لله، عز وجل،
ونصرة السنة والولاء على قواعد منهج الصحابة، رضي الله عنهم أجمعين،
ثم الحرص على تكوين النواة الصلبة للأمة العربية والإسلامية صيانة لها من تمدد تيه العصبية الجاهلية..
ونشر الوعي الشامل بالمواكبة للواقع والمستقبل واستشراف الغد بعدم السقوط في تيه أهواء الأمس.
الحرص على سلامة جغرافيا العقول من الهوى وجغرافيا القلوب من الشرك وجغرافيا الأرض من الذاتية المهلكة.
المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية