الجالية المسلمة في البرازيل تحمل الكثير من الشوق والحنين لبلاد الإسلام، فكل من هاجر إلى هذا البلد، حمل بين جنباته ذكريات وصور رمضان في بلاده الأصلية، لذلك نجد أن رمضان في البرازيل يتلون بكافة الثقافات التي توضح التمازج بين شعوب مختلفة استقرت في البرازيل وحافظت على ثقافتها خلال سنين مرت عليها في هذه البلاد البعيدة عن بلاد المسلمين.
ويعتبر شهر رمضان موسم خاص لكثير من المسلمين وفرصة للتزود من الإيمانيات، ويقوم أبناء الجالية بارتياد المساجد لأداء الصلوات وصلاة التراويح وقيام الليل، وتقوم بعض المساجد بإحياء سنة الاعتكاف، وليلة القدر التي يكون لها برنامجا خاصا في جميع المساجد البرازيلية، ويعتبر شهر رمضان فرصة طيبة، لتكريم العلماء والمشايخ خلال هذا الشهر الكريم.
ومن هذا الباب فقد أقام المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل، حفله السنوي لتكريم العلماء والمشايخ والدعاة والقراء، خلال شهر رمضان المبارك، وقد شهد الحفل حضوراً ومشاركة للهيئات الدوبلوماسية ممثلة بسعادة القنصل التجاري المصري الأستاذ محمد الخطيب ممثلاً لسفارة جمهورية مصر العربية، وسعادة القنصل اللبناني الأستاذ رودي القزي، وسعادة قنصل دولة الإمارات العربية المتحدة الأستاذ إبراهيم سالم العلوي، ورؤساء الجمعيات والمؤسسات والمراكز الإسلامية وحضور 40 شيخاً وعالماً.
وقد أقيم الحفل في مسجد صلاح الدين الأيوبي، والذي عبر رئيسه السيد شريف الشريف عن فرحته بتكريم العلماء خلال هذا الشهر الكريم، وشعوره بالسعادة وهو يستقبل هذا العدد الكبير من علماء المسلمين من كافة الجنسيات، من جانبه قدم الدبلماسيون تهانيهم لكافة العلماء والمشايخ، وشكرهم للدول الإسلامية المختلفة التي تقوم بابتعاث العلماء لجمع شمل الجالية المسلمة وتعليمهم أصول الدين الإسلامي الحنيف بوسطيته واعتداله.
وقدم الشيخ خالد رزق تقي الدين الرئيس السابق للمجلس وأمينه العام حالياً، تعريفاً بالمجلس وبداية تكوينه عام 2005م، ودوره في إصدار الفتاوى، وتقرير بدايات الشهور القمرية، وتوعية المسلمين بالمنهج الصحيح لدين الإسلام، وبين أنه لايوجد ما يدعيه البعض من أنه “مفتيا للبرازيل” أو “مفتيا لأمريكا اللاتينية” أو “رئيسا دار الإفتاء البرازيلية”، وأن كل من يدعي ذلك إنما يهدف للحصول على مكاسب تجارية أو دعائية، وأنه توجد لجنة للفتوى داخل المجلس تضم في عضويتها كبار العلماء، وأن المجلس ليست له أي أهداف تجارية أو حزبية أو سياسية، كما نص على ذلك القانون الأساسي للمجلس، وكل من يخالف ذلك يتم فصله نهائيا من عضوية المجلس.
من جانبه توجه رئيس المجلس فضيلة الشيخ الدكتور عبد الحميد متولي بكامل الشكر والتقدير لجمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية على دورهم في ابتعاث الدعاة والمشايخ والقراء خلال شهر رمضان المبارك، وبين أن مرجعية المجلس هو الأزهر الشريف، وأن المجلس على مسافة واحدة من جميع المؤسسات والمراكز العاملة على الساحة البرازيلية، ولايفرق بين بلد وآخر، وأن الدعاة في البرازيل يخدمون المسلمين بغض النظر عن جنسهم أو لونهم أو لغتهم، وحذر من الفتنة التي يسوقها بعض من يدعون الانتساب للدعوة، ومحاولاتهم لتمزيق الجالية بين أعراق وعائلات ولهجات، وأن هذا الخطاب لا يمت للإسلام بصلة.
وقد تم تكريم فضيلة الشيخ أشرف عبد العظيم رئيس بعثة وزارة الأوقاف المصرية، بعد أن تمت فترة ابتعاثه لدولة البرازيل، والذي أعرب عن شكره للمؤسسات القائمة على الساحة البرازيلية، وتعاونهم لتقديم الصورة الصحيحة لدين الإسلام، وتقدم بالشكر الجزيل لجمهورية مصر العربية على دورها الرائد، في خدمة الإسلام والمسلمين في هذا البلد.
وختم اللقاء بتقديم شهادات التقدير لأكثر من 60 عالماً وشيخاً على امتداد الولايات البرازيلية، وكان اللقاء فرصة لتبادل الآراء والأفكار حول أفضل السبل للدعوة إلى الله.
ويذكر أن المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل، هو أعلى سلطة دينية شرعية لأهل السنة والجماعة ومرجعيتهم في دولة البرازيل.
(المصدر: مجلة المجتمع)