تقارير القدس رقم86
التقرير الشهري عن شهر سبتمبر أيلول (9) عام 2021م حول الاعتداءات الصهيونية على مدينة القدس والمسجد الأقصى المُبارك.
نشرة تصدر عن: [وحدة القدس بوزارة الأوقاف والشئون الدينية -غزة وقســــم القــــدس في هــــيئة عـلمـــاء فلســـــطين]
ننقل لكم واقع مدينة القدس والمسجد الأقصى المُبارك، واعتداءات الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه عليهما، وذلك على النحو التالي:
الاقتحامات والاعتداءات على المسجد الأقصى المُبارك
- أكثر من 6500 متطرف ومتطرفة صهيونية اقتحموا المسجد الأقصى المُبارك في شهر سبتمبر أيلول 9، وشهدت الاقتحامات تطورات خطيرة عديدة أهمها:
- بتاريخ 8/9/2021م؛ أعلنت منظمة “جماعات العودة إلى جبل الهيكل ” أنه تم النفخ في البوق داخل المسجد الأقصى المُبارك لأول مرة منذ احتلال المدينة المقدسة قبل 54 عامًا…. وهو أحد الطقوس التوراتية، وكأنها تظهر أنها ماضية في مخططها لبناء الهيكل المزعوم.
- تمَّ سعف النخيل “ثمار عيد العُرش” إلى المسجد الأقصى المُبارك في أول أيام العيد وأداء صلوات خاصة داخل المسجد الأقصى المُبارك..
- مجموعة من المتطرفين اليهود الصهاينة المقتحمين للمسجد الأقصى المُبارك يرتدون قمصانا كتب عليها “لنبني الهيكل”.
- تمَّ رفع الأعلام الاسرائيلية في ساحات المسجد الأقصى المُبارك خلال عيد العرش اليهودي أكثر من مرَّة..
- وشهدت الاقتحامات أيضاً واحدة من أبرز الاعتداءات التي لم تعهد من قبل، فقد أدى الحاخام إلياهو ويبر رئيس مدرسة “جبل المعبد” طقوس “خدمة التابوت” التوراتية داخل الأقصى المُبارك، وهي أهم الطقوس اليهودية، ولا تؤدى إلا في “يوم الغفران” وكشفت مقاطع مصورة سجلها حراس الأقصى المُبارك، أن المستوطنين أدوا الطقوس مرتدين “ملابس التوبة البيضاء”، ولم ينقصهم سوى تقديم القربان الحي، وجرت هذه الطقوس في أثناء اقتحامهم المنطقة الواقعة شمال صحن مصلى الصخرة.
- وفي أثناء الاقتحامات تم التشديد على المصلين الوافدين إلى المسجد الأقصى المُبارك والتدقيق في هوياتهم الشخصية واحتجاز البعض منها.. وكذلك إعاقة وصول الألاف من الراغبين في الصلاة في المسجد الأقصى المُبارك.. شرطة الاحتلال تعيق وصول حافلات قادمة من مدينة أم الفحم في الداخل الفلسطيني إلى المسجد الأقصى المُبارك بتاريخ 28/9/2021م، وتم استدعاء عدد من المصلين في الأقصى المُبارك للتحقيق معهم.
- ماذا يعني نفخ البوق في الأقصى المُبارك: نفخ البوق يعني إعلان بداية السنة العبرية من الأقصى المُبارك، بالنسبة للمتطرفين الصهاينة هي بمثابة عودة الزمان اليهودي إلى الأقصى المُبارك باعتباره الهيكل، وهو هدف تسعى له تلك الجماعات منذ سنوات. نفخ المتطرفون الصهاينة بالبوق في الأقصى المُبارك في يوم الأربعاء 8/9/2021م، أي قبل ثلاثة أسابيع؛ ولأول مرة في تاريخ الأقصى المُبارك منذ احتلاله؛ وقد سمعه رواد الأقصى المُبارك وحراسه، وأعلنته الجماعات المتطرفة، دون أن نتمكن من توثيق ذلك بالكاميرا.
- زاد عدد المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك في بعض أيام عيد العُرش عن 1000 مقتحم في يوم واحد وهذا أمرٌ خطير له ما بعده، وينبغي أن يتنبه كل محبٍ للقدس والمسجد الأقصى المبارك لفداحة هذا الخطر الداهم على أقدم أسرانا ومقدسنا الأسير المسجد الأقصى المبارك.
الهدم والتهويد والاستيطان:
- خلال شهر سبتمبر أيلول 9 صعَّدت أذرع الاحتلال استهدافها للهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس المحتلة، ففي 4/9 بدأت بلدية الاحتلال حملة لتهويد أسماء عددٍ من شوارع البلدة القديمة، فقد غيرت اسم طريق الواد التاريخي إلى اسم تهويدي هو “ميدان هجفورا”، وللطريق أهمية تاريخية كبيرة، إذ يمر بمحاذاة السور الغربي للمسجد الأقصى المُبارك، وإلى جانب طريق الواد غيرت اسم طريق القصور الأموية إلى “شير همعلوت”، إضافةً إلى تغيير أسماء أزقة وشوارع في بلدة سلوان إلى مسميات تلمودية وتوراتية وبأسماء حاخامات يهود، وتهدف بلدية الاحتلال إلى اقتلاع الجذور العربية من القدس وطمسها، في مقابل ابتداع رواية يهودية في أرجاء المدينة المحتلة.
- سلطة الطبيعة وبلدية الاحتلال تستأنفان العمل في تجريف أرض الشهداء بمقبرة اليوسفية الملاصقة للمسجد الأقصى المُبارك لتحويلها إلى حديقة عامة.
- سلطات الاحتلال تهدد بمصادرة أراضٍ في جبل المكبر؛ حيث قامت بإرسال تحذيرات لأهالي حي دير السنة في بلدة جبل المكبر بالقدس المحتلة تقضي بمصادرة كل أرض لا يسلم أصحابها أوراقاً ملكية في غضون 17 أيلول/سبتمبر 2021.
- أجبرت سلطات الاحتلال 5 مقدسيين على هدم منازلهم هدمًا قسريًا بحجة البناء دون ترخيص وتركز الهدم في بلدتي سلوان وجبل المكبر.
- تسليم المواطن المقدسي نضال الرجبي بتاريخ 22/9 أمراً بهدم منزله خلال 21 يوماً في سلوان أو تفريغ محتوياته تمهيداً لهدمه بالجرافات الصهيونية بعد انتهاء المهلة..
- أجبرت بلدية الاحتلال، عائلة يغمور، على هدم جزء من منزلها في حي الثوري في بلدة سلوان، بحجة البناء دون ترخيص، وأوضح حازم يغمور أن العائلة أجبرت على هدم جزء من المنزل “عبارة عن غرفة المعيشة وسفرة”، تفاديا لدفع غرامات مالية وأجرة الهدم للبلدية. وأوضح يغمور أن المنزل قائم قبل مجيء الاحتلال، وقامت العائلة قبل 16 عاماً، بتوسيع البناء وفرضت عليها البلدية مخالفة قيمتها 8 آلاف شيكل، وقبل حوالي 5 أشهر فرضت عليها مخالفة جديدة قيمتها 16 ألف شيكل، كما أصدرت قرار الهدم للتوسعة” وأمهلتها حتى نيسان القادم لتنفيذه.
قتل:
- بتاريخ 10/9 ارتقاء الشهيد الطبيب حازم الجولاني قرب باب المجلس أحد أبواب المسجد الأقصى المُبارك، بعد محاولته طعن أحد الجنود الصهاينة بسبب استفزازاته..
- ارتقاء الشهداء أحمد زهران وزكريا بدوان ومحمود حميدان من قرية بدو شمال غرب القدس المحتلة بعد اشتباك مسلح مع قوة خاصة من جيش الاحتلال بالجبال المحيطة بقريتهم..
- الاحتلال يعدم الشابة إسراء خزيمية قرب باب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى المُبارك من الجهة الغربية بحجة محاولتها عملية طعن، والشابة من قرية قباطية من محافظة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.
إبعاد:
- أصدرت سلطات الاحتلال 15 قرار إبعاد لمقدسيين عن مدينة القدس والمسجد الأقصى المُبارك، وتراوحت بين أسبوعين وثلاثة أشهر.
- أصدرت سلطات الاحتلال قرارا يمنع بموجبه الشيخ عكرمة صبري من التواصل مع شخصيات مهتمة بالقدس ولا سيما الشيخ رائد صلاح..
اعتقالات:
- سجلت في القدس 145 حالة اعتقال من بينها 10 نساء وأكثر من 20 طفلا.
- أصدرت محاكم الاحتلال ست أوامر بتجديد الاعتقال الإداري لستة من الأسرى من محافظة القدس..
- حوَّلت محاكم الاحتلال في القدس 11 مقدسيا خلال شهر سبتمبر أيلول 9 إلى الحبس المنزلي بينهم طفلان وأسيران محرران وامرأة وتراوحت بين 3-10 أيام.
- استدعاء والدة الأسير المقدسي مراد عطية، والذي اعتقل قبل أشهر للتحقيق معها..
أخبار متفرقة:
- دفن رفات الجندي الأردني الذي عثر على جثته المدفونة منذ حرب سنة 1967م..في مقبرة اليوسفية وبجنازة عسكرية وبحضور وفد أردني..
- اندلاع مواجهات على مدار عدة أيام في القدس وبالقرب من باب العمود بسبب تعسُّف الاحتلال في منع مسيرات مساندة ومؤيدة للأسرى..
- مستوطن متطرف يحاول قتل مقدسي يعمل سائق لمركبة عمومية بخنقه بحزام الأمان بتاريخ 20/ 9 حيث أصيب بجروح خطيرة نقل على إثرها إلى المستشفى..
- بتاريخ 27/9/2021م.مستوطن يطلق النار بشكل عشوائي في حي رأس العمود أحد أحياء بلدة سلوان في مدينة القدس، وسبب ذلك ذعراً لطلبة المدارس والسكان..
التفاعل مع قضية القدس:
- انطلقت في 10/9 أعمال ملتقى “رواد بيت المقدس” الذي ينظمه “الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين” في مدينة إسطنبول التركية، تحت عنوان “رواد القدس يحملون سيفها”، ويشارك في الملتقى أكثر من 200 شخصية، من نحو 30 دولة عربية وإسلامية، ويناقشون آخر مستجدات القضية الفلسطينية، وعلى رأسها دور المؤسسات العاملة لفلسطين وروادها، في دعم صمود الشعب الفلسطيني، بعد انتصار المقاومة الفلسطينية في معركة “سيف القدس”. وبحسب برنامج المؤتمر، فإنّ الجلسات المعلنة ستناقش جملة من القضايا والمواضيع التي تتصل بدور مختلف الفئات الاجتماعية في دعم الشعب الفلسطيني.
- في 17/9 دعت الأمم المتحدة، الاحتلال إلى احترام “الوضع الراهن” في مدينة القدس المحتلة، مؤكدة أن موقفها لم يتغير بشأن وضعية المسجد الأقصى المُبارك، وجاء ذلك في مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، في نيويورك، تعليقًا على تكثيف المستوطنين اليهود اقتحامهم للمسجد الأقصى المُبارك، وقال المتحدث الأممي: “موقفنا بشأن وضعية المسجد الأقصى المُبارك والأماكن المقدسة في القدس لم يتغير”، وأكد أنه “يجب احترام الوضع الراهن للأماكن المقدسة”.
- أكدّ خطيب المسجد الأقصى المُبارك، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، أمين المنبر، الشيخ عكرمة صبري على أنّ إصرار المستوطنين على اقتحام المسجد الأقصى المُبارك بهذه الأعداد الكبيرة يعكس رغبة حقيقية بمحاولة فرض واقع جديد على الأقصى المُبارك، وإظهار سيطرتهم على الأقصى المُبارك وأصحاب الحق فيه. وأوضح الشيخ عكرمة صبري أنّ قطعان المستوطنين لا يتجرؤون على اقتحام المسجد الأقصى المُبارك إلّا بحماية مشددة من قوات الاحتلال، ما يدلل على خوفهم من غضبة المقدسيين أصحاب الحق في المقدسات من جهة، ويدلل على دعم حكومة الاحتلال الكامل لهم من جهة أخرى. ودعا صبري المقدسيين وكل من يستطيع الوصول للمسجد الأقصى المُبارك بضرورة مواصلة شد الرحال، والرباط في ساحة الأقصى المُبارك للتصدي لاقتحامات المستوطنين وعدم ترك الساحة لهم. ولفت صبري إلى أن التصرفات الاستفزازية للمستوطنين لن تثن المقدسيين على مواصلة الدفاع عن المسجد الأقصى المُبارك، وذلك على الرغم من حجم الملاحقة الأمنية والانتهاكات اللامحدودة التي ترتكب بحقهم. وشهدت باحات المسجد الأقصى المُبارك اقتحام حوالي 719 مستوطنًا بحماية مشددة من قوات الاحتلال، بينما اقتحم الآلاف ساحة البراق لأداء ما يسمى “صلوات البركة” بمناسبة ما يسمى “عيد العُرش”.
- في 25/9 عُقدت ندوة ضمن فعاليات مؤتمر فلسطينيي أوروبا التاسع عشر، تناولت “انتهاكات الاحتلال في القدس ومخاطر التهجير والتهويد”، وشدد المشاركون في الندوة على ضرورة دعم صمود المقدسيين، لافتين إلى أن ثبات أهالي القدس في أراضيهم؛ لا يمكن أن يستمر من دون دعم حقيقي مالي ومعنوي.
- من الظواهر الطيبة في التفاعل مع القدس لوحظ تنافس للعائلات المقدسية التي تواجدت في ساحات المسجد الأقصى المُبارك ضمن المبادرة التنافسية التي أطلقتها العائلات المقدسية للرباط فجر كل جمعة في المسجد الأقصى المُبارك، ومن أبرز هذه العائلات: (عائلة الطويل، عائلة آل إشتي التميمي، عائلة أبو ليلي، عائلة الجعابيص، عائلة نجيب، عائلة المحتسب).
…. انتهى
المصدر: هيئة علماء فلسطين في الخارج