تقارير القدس رقم53 لعام 2020 كاملاً
لتحميل الملف pdf
https://drive.google.com/file/d/1dhGjvEwNGNCK61Js7XS6oROa0AQI_NYm/view?usp=sharing
التقرير السنوي للعام 2020م حول الاعتداءات الصهيونية على مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك.
[نشرة تصدر عن وحدة القدس بوزارة الأوقاف والشئون الدينية -غزة، وقسم شؤون القدس في هيئة علماء فلسطين]
بداية وقبل التفصيل كان العام الماضي 2020م أحد أصعب الأعوام على مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك؛ فقد أنجز المحتل فيه ما لم ينجزه في 50 عام من التهويد وتغيير الهوية للمدينة المقدسة حيث أصبحت الاقتحامات اليومية أمرًا واقعًا وتم تنفيذ كثير من الطقوس التوراتية المحرَّفة في جبنات المسجد الأقصى المبارك حتى كأنَّ المحتل نجح في بناء هيكله المزعوم من حيث الطقوس وتلاوة الصلوات المحرَّفة من غير بناء الهيكل حجارة وبناء وهو أمرٌ في غاية الخطورة وستجد في التقرير تفصيل لما ذكرنا من انتهاكات خطيرة كان بعضها سابقًا يعدُّ سببًا كافيًا لقيام انتفاضة تهزُّ دولة الكيان داخليًا وخارجيًا.
ونستطيع أن نستخلص على سبيل الإيجاز الأحداث الكبيرة التي وقعت وشهدتها مدينة القدس في العام 2020م، كما يلي:
أولاً:
– شهدت سنة 2020م توالي أحداث ومحطات لم تشهدها مدينة القدس من قبل، أولها: إعلان ما سمي بصفقة القرن أو خطة السلام الأمريكية حسب رؤية الرئيس الأمريكي ترامب وإدارته، بتاريخ 2020/1/28، مما شكل عاملاً دافعًا للاحتلال للمضيّ في تنفيذ مخططات تهويد القدس والأقصى لِما في الخطة من تبنٍّ للرواية الإسرائيلية ودعم لسيادة الاحتلال على القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وثانيها: انشغال العالم بتداعيات فيروس كورونا وتبعاته على كافة مناحي الحياة وتوظيف الاحتلال لجائحة الكورونا توظيفًا مخيفًا ضد المقدسيين وضد المرابطين والمصلين في المسجد الأقصى المبارك.
وثالثها: هو توقيع اتفاقيات التطبيع بين الاحتلال وأربع دول عربية، هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، في النصف الثاني من عام 2020، الأمر الذي أعطى زخمًا للاحتلال لمزيد من التمادي في اعتداءاته ومشاريعه التهويدية بمباركة عربية.
ورابعها: وهو أخطر ما أنجزه الاحتلال في العام المنصرم 2020م وهو تثبيت المقدَّس التوراتي مقابل المقدَّس الإسلامي حيث أصبح:
- التقسيم الزماني أمرًا يوميًا وطريقًا خطيرًا لتثبيت التقسيم المكاني.
- السماح بالاقتحامات متزامنًا مع فتح المسجد الأقصى المبارك للصلاة والمصلين المسلمين.
- تثبيت منظومة مكبِّرات صوت تابعة للاحتلال في شمال وغرب المسجد الأقصى المبارك الأمر الذي يُعدُّ انتهاكًا نوعيًا وجديدًا للمسجد الأقصى المبارك.
ثانياً: الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك:
– من خلال المتابعة لانتهاكات الاحتلال في العام المنصرم نجد أن الانتهاكات الإسرائيلية بحق مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك؛ تصاعدت واتسعت حدة مقارنة بالأعوام السابقة، حيث تمادى الاحتلال في العدوان على المسجد الأقصى المبارك وذلك عبر:
- استهداف المستوطنين بالاقتحامات شبه اليومية للمسجد الأقصى المبارك.
- الاستمرار بشق الأنفاق والحفريات تحت المسجد الأقصى المبارك ممَّا يهدد أساسات المسجد الأقصى المبارك ويهدد بانهياره.
- الإقدام على إدخال وتركيب مكبرات الصوت في جهات المسجد الأقصى المبارك الشمالية والغربية.
- الإقدام على إدخال فرق تحمل أجهزة مساحة والقيام بمسح ساحة قبة الصخرة المشرفة وغيرها من المواضع داخل محيط المسجد الأقصى المبارك.
- منع عمليات الترميم لمباني المسجد الأقصى المبارك مع الحاجة الماسَّة لذلك خصوصًا مع ظهور تصدعات كثيرة في مبانيه ومصلياته.
- والعمل على تغيير الطابع الزماني (توقيت الاقتحامات) والمكاني(استهداف مواضع محددة كباب الرحمة) والثقافي للقدس العربية المحتلة بدعوى التطوير.
- تقييد ومنع قوات الاحتلال المواطنين من أداء الصلوات في المسجد الأقصى المبارك، واعتقال حراسه والمرابطين وإبعادهم ومنع سكان الضفة الغربية من الوصول للمدينة المقدسة وللصلاة في المسجد الأقصى المبارك.
- زيادة عدد طلاب المعاهد الدينية التوراتية والتلمودية المتطرفين المشاركين في اقتحامات المسجد الأقصى المبارك الذين يتم إعدادهم لحمل السرديَّة الصهيونية ونقلها وشرحها لمن يسمَّونَ بالسياح والحجاج.
- محاولة التموضع والجلوس في نقاط معينة من المسجد الأقصى المبارك وإعطاء محاضرات للمقتحمين بواسطة الحاخامات وتنفيذ السجود الملحمي وهو افتراش الأرض وتلاوة صلوات محرفة من التوراة والتلمود.
- محاولة إدخال الشمعدان اليهودي وإشعاله في المسجد الأقصى المبارك وعلى أبوابه، وكذلك النفخ في البوق سواءً على الأبواب أو تشغيل فيديوهات مخزَّنة مسبقًا في هواتفهم النقَّالة.
– سنة 2020م كانت سنة مختلفة تمامًا عن السنين السابقة، فقد أصبح دخول المستوطنون وتنفيذ اقتحاماتهم اليومية للمسجد الأقصى المبارك – باستثناء يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع- خلال فترتين صباحية وبعد الظهر صار أمرًا عاديًا وخبرًا طبيعيًا وهذا هو موضع الخطر الشديد، وصار دخولهم عبر باب المغاربة الذي تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيحه منذ احتلال القدس يوم 1967/6/7 م أمر غير مستهجن ولا حول ولا قوة إلا بالله.
– بحسب احصائيات من عدة مصادر إعلامية مهتمة بشأن القدس؛ فقد بلغ عدد المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك العام الماضي أكثر من 18528 مقتحمًا صهيونيًا متطرفًا بواقع أكثر من 50 مقتحم يوميًا.
– ازدادت خطورة الاقتحامات للمسجد الأقصى خلال فترة الأعياد اليهودية، وتعمد المقتحمون للمسجد الأقصى المبارك أداء الصلوات في ساحاته.
– استمرت سلطات الاحتلال ملاحقة المصلين بالاعتقال ومنعهم من الدخول واحتجاز الهويات وإخضاعهم للتفتيش على الأبواب وفي ساحات المسجد الأقصى المبارك، وذلك بدعم حكومي وسط تصريحات مختلفة ومطالبة لبسط السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك.
– من تاريخ 3/23 آذار حتى 5/31 أيار، قرَّر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الدينية، تعليق دخول المصلين والزوار إلى المسجد الأقصى المبارك وذلك حفاظا على صحة المصلين والمواطنين بعد ازدياد أعداد المصابين وانتشار فيروس كورونا، وهذا القرار كان له وعليه فهو من ناحية حرصًا على سلامة المرابطين والمصلين من الإصابة بالفايروس ولكنه من نواحي أخرى فقد تم تفريغ المسجد الأقصى المبارك مدة 69 يوم بشكل شبه كامل وهذا أمر خطير وقد تم هذا الموضوع استجابة لضغوط الاحتلال، وإن أخطر ما حدث هذا الموضوع هو تزامن عودة الاقتحامات في نفس يوم إعادة فتح المسجد الأقصى المبارك أمام المصلين تحت شروط التباعد الاجتماعي والكمامة.
ثالثاً: مصلى باب الرحمة الذي هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك:
– تواصل سلطات الاحتلال محاولات فرض السيطرة على مصلى باب الرحمة، من خلال محاكم الاحتلال وميدانيا من خلال الاقتحامات المتكررة له. حيث حاولت سلطات الاحتلال مطلع عام 2020 م رفع دعوى قضائية طالبت فيها باستصدار أمر بتجديد إغلاق مصلى باب الرحمة، وفي شهر تموز أصدرت محكمة الاحتلال قرارا يقضي بإغلاق مصلى باب الرحمة داخل المسجد الأقصى المبارك، ووجهت مديرية شرطة الاحتلال كتاباً إلى دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، لإبلاغها بقرار المحكمة، فيما أكدت المرجعيات الدينية (الهيئة الإسلامية العليا ومجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية ودار الإفتاء ودائرة قاضي القضاة) حينها، إن مصلى باب الرحمة هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك الذي هو للمسلمين وحدهم بقرار إلهي رباني غير قابل للنقاش ولا للتفاوض ولا للتنازل عن ذرة تراب منه.
– ميدانياً تواصل الشرطة اقتحامها اليومي لمصلى باب الرحمة، وتصوير المتواجدين داخله وملاحقتهم بالاعتقال والإبعاد، ويتم هذا الاقتحام بالأحذية غالبًا وتمت مصادرة موجودات المصلى أكثر من مرة.
رابعاً: قيود على الوافدين من الضفة الغربية للصلاة في المسجد الأقصى المبارك:
– منذ احتلالها للمدينة المقدسة والسلطات الاسرائيلية تضيق على ساكني القدس والمصلين والوافدين إلى المسجد الأقصى المبارك، وفي النصف الثاني من العام 2020م، شددت سلطات الاحتلال قيودها خلال أيام الجمع على دخول الفلسطينيين من حملة هوية الضفة الغربية الراغبين بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك.
– اتخذت سلطات الاحتلال خلال ذلك عدة إجراءات في القدس شملت: نصب الحواجز على كافة أبواب القدس القديمة والمسجد الأقصى المبارك، وتحرير هويات الوافدين إليه، ومنع أهالي الضفة الغربية الدخول والصلاة فيه، وترحيلهم عبر حافلات خاصة إلى الحواجز العسكرية المقامة على مداخل القدس “قلنديا، حزما وقبة راحيل”.
خامساً: إبعاد عن القدس والبلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك:
– واصلت سلطات الاحتلال استخدام أسلوب الإبعاد عن مدينة القدس وبلدتها القديمة والمسجد الأقصى حيث شملت قرارات الإبعاد عشرات الشخصيات الدينية والوطنية والمقدسيين لفترات تراوحت بين يومين إلى 6 أشهر.
– تسلم سلطات الاحتلال قرارات الإبعاد للفلسطينيين وتكون لعدة أيام في البداية، ثم تُجدد لعدة أشهر، بقرارات صادرة عن عدة مسؤولين اسرائيليين منهم “قائد شرطة القدس أو قائد الجبهة الداخلية”.
– خلال العام المنصرم صدر 375 قرار إبعاد. منها 315 عن المسجد الأقصى المبارك، و60عن مدينة القدس والبلدة القديمة والقرى المجاورة، وشملت قرارات الإبعاد نساء وأطفال.
سادساً: الاعتداء على المقدّسات الإسلامية والمسيحية والممتلكات في القدس:
تعرّضت المـقدسات الإسلامية والمسيحية لجملة من الاعتداءات التي نفذها الاحتلال ومستوطنوه، وكان من أبرز تلك الاعتداءات:
– الاعتداء على الشبان المقدسيين أثناء مرورهم في شوارع القدس الغربية أو أثناء عملهم دون سبب، كما طالت اعتداءاتهم الأماكن الدينية بالحرق والشعارات المسيئة.
– (2020/1/24) أقدم مستوطنون على إحراق مسجد البدرية في قرية شرفات جنوب غرب مدينة القدس، حيث أتت النيران على المنبر والسجاد ومصاحف وكتب للسنة النبوية وميكروفون الجامع، وخط المستوطنون على أحد جدرانه شعار “هدمتم لليهود سنهدم للأعداء”.
– في مطلع شهر نيسان اعتدى مستوطنون على 4 شبان في القدس الغربية بالآلات الحادة والضرب وغاز الفلفل السام، مما أدى إلى إصابة أحد الشبان بجروح في رأسه.
– بتاريخ 2020/5/7 تعرض الشاب المقدسي منتصر أحمد عيسى 23عاماً، للتنكيل وهو على رأس عمله على حافلة “ايجد” (خط مستوطنة بسغات زئيف شمال القدس)، حيث قام مستوطن بضربه وإطلاق كلبه دون لثام عليه، فأصيب بجروح وخدوش متوسطة.
– بتاريخ 2020/5/18 أصيب الفتى محمد فادي النتشة 17عاماً، بجروح في رقبته، جراء تعرضه للطعن من قبل مستوطن خلال سيره في شارع يافا بالقدس الغربية.
– مطلع شهر تشرين الثاني، حاول مستوطن اختطاف فتى أثناء قيامه بجمع العلب البلاستيكية في قرية ام طوبا جنوب مدينة القدس، إلا أن محاولته أحبطت بعد تدخل أحد الشبان واستدعاء الشرطة لاعتقاله.
– (2020/12/4) أقدم مستوطن على سكب مادة مشتعلة وأضرم النار داخل كنيسة “الجثمانية”، الواقعة عند طريق باب الأسباط في القدس، حيث ألحق أضراراً ببعض المقاعد والأرضية الفسيفسائية، وتمكن حراس الكنيسة من إطفاء النار والإمساك بالمستوطن.
– بتاريخ 2020/12/22 تعرض الشاب نور شقيرات للضرب والتنكيل، وهو على رأس عمله على حافلة “ايجد”، حيث قام مستوطن برش الغاز باتجاهه، فيما قام عدد من المستوطنين بإلقاء الحجارة باتجاه الحافلة وإطلاق النار في الهواء.
– في أواخر العام 2020 هاجم مئات المستوطنين منازل وممتلكات المقدسيين في حي جبل المشارف بالقدس، بالحجارة والكلمات النابية، حيث أصيب شاب وفتاة بالحجارة كما تحطم زجاج بعض المركبات، إضافة الى تحطيم بوابة مركز صحي وعدة مركبات في حي الشيخ جراح في القدس.
– اقتحم مستوطنون مقبرة باب الرحمة غير مرة فيما عمد الحاخام المتطرف يـهودا غليك، ومعه عدد من المتطرفين، إلى النفخ ببوق “الشوفار” في المقبرة فوق قبور الصحابة والتابعين، والنفخ بالبوق طقس تلمودي يترافق مع الاحتفال بعيد رأس السنة العبرية وهذا يعني أن قبورنا لم تسلم من الانتهاكات والظلم.
– نفذت جرافات تابعة لبلدية الاحتلال في القدس أعمال حفر وتجريف في مقبرة الشهداء التابعة لمقبرة اليوسفية، وذلك بهدف تنفيذ مسار حديقة تلمودية. وفي كانون أول/ديسمبر، فيما تمكن المحاميان مهند جبارة وحمزة قطينة من انتزاع أمر احترازي من محكمة الاحتلال بتجميد أي أعمال تقوم بها البلدية في المقبرة، وكشف الالتماس عن محاولة تقوم بها بلدية الاحتلال لتقديم مشروع مصادرة ضد هذه الأرض وأراضٍ أخرى مجاورة لها من دون إعلان ذلك للجمهور.
سابعًا: هدم بيوت المقدسيين ومنشآتهم:
– صعّدت سلطات الاحتلال من سياسة هدم المنازل والمنشآت التجارية والزراعية والأساسات والبركسات في مدينة القدس، بحجة البناء دون ترخيص رغم حالة الطوارئ والحالة الاقتصادية الصعبة في المدينة خلال جائحة كورونا، في وقت تفرض البلدية الشروط التعجيزية والمبالغ الطائلة لإجراءات الترخيص والتي تمتد لسنوات طويلة.
– أجبرت بلدية الاحتلال المقدسيين على تنفيذ أوامر وقرارات الهدم بأنفسهم، “الهدم القسري”، بعد التهديد بفرض غرامات باهظة إضافة إلى إجبارهم على دفع أجرة الهدم لطواقم واليات البلدية وقوات الاحتلال المرافقة لها.
– خلال العام 2020 هدم الاحتلال 193 بيتاً ومنشأة في مدينة القدس، منها 107منشأة هدمت بأيدي أصحابها “هدم قسري”، ومن بين المنشآت 114 منزلاً، 4 بنايات سكنية، 30 منشأة تجارية، إضافة الى غرف سكنية وبركسات للمواشي ومزارع وأساسات بناء وتجريف أراض.
– سجلت في قرية جبل المكبر أعلى نسبة هدم في القدس، ثم بلدة سلوان، ثم بلدة العيسوية وبيت حنينا، إضافة الى عمليات هدم أخرى في بلدات وأحياء القدس.
ثامناً: الاسـتيطان والمشاريع التهويدية:
– يعد الاسـتيطان جزءًا ثابتًا من العقيدة الصهيونية، إذ يعمل الاحتلال عبر الاستيطان على التوسع جغرافيًا وديمغرافيًا عبر السيطرة على مزيد من الأراضي وتغذيتها بالمستوطنين.
– فالسنة الماضية كانت سنة صعبة بكل المقاييس، سواء ما يتعلق بالمشاريع الاستيطانية أو شق الشوارع الاستيطانية، حيث نشرت السلطات الإسرائيلية مخططات لبناء أكثر من 17700 وحدة استيطانية بالمدينة.
– أعلنت السلطات الإسرائيلية عزمها بناء 3500 وحدة سكنية، ضمن المشروع الاستيطاني “إي واحد (A1)”، شرق القدس، و3000 وحدة في مستوطنة “جفعات هاماتوس” جنوبي القدس، و2200 وحدة استيطانية في مستوطنة “هار حوماه” على أراضي جبل أبو غنيم، جنوبي المدينة، فيما وافقت لجنة البناء اللوائية الإسرائيلية مبدئيا على مشروع بناء 9000 وحدة استيطانية على أراضي مطار قلنديا، شمالي القدس.
– من المشاريع الاستيطانية الكبرى التي أعلن عنها الاحتلال وشرع في تنفيذها؛ مشروع وادي السيلكون؛ والذي سيقام فوق أرض خاصة فلسطينية في حي وادي الجوز، بتكلفة تصل إلى حوالى 600 مليون دولار، حيث أعلنت بلدية القدس الإسرائيلية عن “خطة تاريخية” في شرق المدينة لإنشاء “وادي السيليكون”، والذي يتضمن وفق بيان للبلدية بناء 200 ألف متر مربع للمصالح التجارية ومراكز التشغيل في الصناعات التقنية (هايتيك)، إضافة إلى 50 ألف متر مربع للمحلات التجارية و50 ألف متر مربع للفنادق. ولوحظ في المشاريع الاستيطانية:
– كل مشاريع التهويد هدفها تُغييّر طابع المدينة العربي الإسلامي.
– هدم المنازل وطرد سكانها والاستيلاء على منازل فلسطينية، وإحلال اليهود مكانهم.
– الممارسات الإسرائيلية الاستيطانية وضعت لهدف تكريس مفهوم القدس الكبرى على الأرض، والترويج للرواية الاسرائيلية.
– قطع التواصل بين الأحياء والقرى والبلدات العربية في القدس.
– منع أي إمكانية لأي مفاوضات مستقبلية حول المدينة، باتجاه منع إقامة عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية”.
– ملاحقة مقابر المسلمين بالتجريف والمصادرة بحجة شق شوارع أو التطوير.
تاسعاً: اقتحام وتنكيل واعتقال:
– سجلت السنة الماضية أشد حالات الانتهاك الإسرائيلي بحق أحياء وبلدات القدس، تجسد في الاقتحام الليلي المتكرر، وتصعيد حملات الاعتقال في صفوف المواطنين، والاستجواب والاستدعاء، والضرب والتنكيل.
– سجل أكثر من 200 حالة اقتحام للقرى والبلدات المقدسية، وأكثر من 3000 حالة اعتقال واستدعاء.
– لم تفرق حملات الاعتقال بين شاب أو امرأة أو طفل أو كهل، كما لم تفرق بين قيادي أو رمز ديني أو شخص عادي، حيث تركزت الاعتقالات بشكل خاص في قرية العيسوية، تلتها البلدة القديمة وبلدة سلوان، إضافة إلى اعتقالات من ساحات الأقصى وعلى أبوابه واعتقالات متفرقة من بلدات وأحياء القدس.
– رُصد 1980 حالة اعتقال، من بينهم عشرة أطفال، و100 من الإناث.
عاشراً: شهداء وجرحى على ثرى القدس:
واصلت سلطات الاحتلال عمليات قتل الفلسطينيين في مدينة القدس، بذريعة “محاولات تنفيذ عمليات طعن أو إطلاق نار، أو حيازة سكين”، حيث كانت حسب التسلسل التالي:
– 2020/2/6 استشهد الشاب شادي البنّا “45 عاماً”، من مدينة حيفا في الداخل الفلسطيني، خلال عملية إطلاق نار عند باب الأسباط، وسلّمت سلطات الاحتلال جثمانه بعد عدة أيام من قتله.
– 2020/2/22 استشهد الشاب ماهر زعاترة “33 عاماً”، من قرية جبل المكبر، برصاص قوات الاحتلال في منطقة باب الأسباط، وسلم جثمانه نهاية شهر كانون الأول “بعد 10 أشهر من احتجازه”.
– 2020/5/30 استشهد الشاب إياد خيري الحلاق 32 عاماً، من حي وادي الجوز، برصاص الاحتلال خلال توجهه إلى مدرسته “البكرية /الوين للتعليم الخاص”، في القدس القديمة، حيث استشهد على بعد عدة أمتار من مدرسته، علماً أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة “مريض توحد”.
– 17/8/2020 استشهد الشاب أشرف هلسة من بلدة السواحرة الشرقية، برصاص قوات الاحتلال المتمركزة عند باب حطة -أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك-، بعد محاولته تنفيذ عملية طعن.
– 2020/11/25 استشهد الشاب نور جمال شقير 36 عاماً، من بلدة سلوان، على حاجز زعيم العسكري، بعد إطلاق الرصاص عليه من قبل حرس الحدود على الحاجز، وشيّع جثمانه بعد احتجازه لمدة 5 أيام.
– 2020/12/21 استشهد الفتى محمود عمر كميل 17 عاما من مدينة جنين، بعد عملية إطلاق نار مع قوات الاحتلال في منطقة باب حطة بالقدس القديمة.
أما الجرحى برصاص الاحتلال ومستوطنيه:
– ففي 2020/2/15، فقد الطفل مالك وائل عيسى 8 سنوات من بلدة العيسوية عينه اليسرى وأصيب بكسور وأضرار بالغة في الجمجمة، بعد إصابته بعيار مطاطي خلال عودته إلى منزله بعد انتهاء يومه الدراسي برفقة شقيقاته، ونهاية العام أغلق قسم التحقيقات مع الشرطة “ماحش” ملف التحقيق بحجة عدم توفر الأدلة ضد الجندي المشتبه به.
– بتاريخ 2020/2/22 أصيبت السيدة أنيسة أبو الهوى “43 عاماً” برصاصة في الفخذ، حيث تصادف خروجها من باب الأسباط مع ملاحقة الجنود المتواجدين هناك لشاب ادعي بأنه كان يحمل سكينا، وأطلق النار عليه.
–2020/5/2 م أصيب الطالب محمد عوني عطية 15 عاماً، بعيار مطاطي في يده خلال تواجده في ساحة مدرسته “المدرسة الثانوية للبنين” ببلدة العيسوية، خلال فترة الاستراحة بين الحصص.
– 2020/8/8 أصيب الشاب محمد معمر أبو أصبع 24 عاماً برصاص الاحتلال، خلال هدم بناية سكنية في قرية جبل المكبر جنوب مدينة القدس، وأصابت الرصاصة الكبد والحجاب الحاجز والرئة اليمنى.
مصادرة أموال وممتلكات من الأسرى وذويهم:
– تواصل سلطات الاحتلال ملاحقة الأسرى المقدسيين المحررين وعائلاتهم، وعائلات أسرى قيد الاعتقال بقرارات وعقوبات مختلفة، كفرض الإبعاد أو مصادرة الأموال أو سحب حق الإقامة في القدس.
– في شهر فبراير شباط من العام 2020م، بدأت سلطات الاحتلال تطبيق قرار وزير الجيش الإسرائيلي آنذاك نفتالي بينيت، بقطع رواتب أسرى فلسطينيين من القدس بحجة “تلقيهم رواتب شهرية من السلطة الفلسطينية مما يشجعهم على الإرهاب وتنفيذ عمليات” حسب وصفهم، ونفذت سلطات الاحتلال اقتحامات لمنازل أسرى محررين وأسرى قيد الاعتقال، وصادرت منهم مبالغ مالية ومصاغ إضافة إلى فرض حجوزات على الحسابات البنكية.
القدس في ظل جائحة كورونا وجائحة الاحتلال:
– عصفت جائحة كورونا بمدينة القدس كسائر مدن العالم، وفرضت الجائحة إجراءات لم يسبق لها مثيل، حيث شُلّت الحياة فيها وأُغلقت المساجد والكنائس والمدارس والمراكز التجارية، حيث توقفت الحركة التجارية والمسيرة التعليمية لأسابيع، وعانى آلاف المقدسيين من أزمة اقتصادية نتيجة تعطل مصالحهم أو فقدان وظائفهم.
– استغل الاحتلال هذه الجائحة لصالحه، فللحد من انتشار فيروس كورونا أغلق المسجد الأقصى المبارك أبوابه أمام المصلين مدة 69 يوماً، فيما أغلقت كنيسة القيامة منذ شهر آذار أبوابها وسمح لأعداد محدودة بالدخول.
– قدَّرت وزارة الصحة الإسرائيلية عدد الإصابات في مدينة القدس بحوالي 16 ألف إصابة وعدد الوفيات بمضاعفات الإصابة بالفيروس بأكثر من 140 حالة وفاة.
– رغم جائحة كورونا لم تتوقف انتهاكات سلطات الاحتلال بحق المقدسيين، فمع بداية انتشار الجائحة لاحقت سلطات الاحتلال المبادرات الشبابية الوقائية من فيروس كورونا بحجة “خرق السيادة الإسرائيلية على مدينة القدس”، حيث منعت الشبان من تعقيم المرافق العامة وصادرت أدوات التعقيم ونفذت اعتقالات، كما صادرت الطرود الغذائية ومنعت تعليق ملصقات توعوية حول الفيروس، كما منعت إجراء فحوصات كورونا في إحدى القاعات ببلدة سلوان، بإِشراف وزارة الصحة الفلسطينية.
قمع الفعاليات والحريات:
– واصلت سلطات الاحتلال قمع ومنع الفعاليات والنشاطات في مدينة القدس، بحجة “تنظيمها أو رعايتها من قبل السلطة الفلسطينية أو وصفها بغير القانونية”. وبلغ عدد المؤسسات المقدسية الفلسطينية الرسمية المغلقة- إعلامية وثقافية ووطنية- بسبب اجراءات الاحتلال 25 مؤسسة مقدسية، في محاولة من حكومة الاحتلال لطمس المعالم الوطنية والثقافية.
مخاوف:
مما يلاحظ على اجراءات الاحتلال في القدس أنّ:
– الانتهاكات هذه السنة بلغت أضعاف العام الماضي بما فيها الاستيطان والاعتقال وعمليات الهدم، مما يدلل على صعوبة الأوضاع، خاصة الاقتصادية في القدس المحتلة.
– تحذير من تنفيذ الاحتلال لعمليات هدم جماعي مطلع العام المقبل، حيث أن هناك نحو 22 الف إخطار لمنشآت ومنازل للمقدسيين صدر بحقها أوامر بالهدم.
(المصدر: هيئة علماء فلسطين في الخارج)