تفاصيل مخطط لفتح كنيس في قلب الأقصى
إعداد أحمد صقر
كشف خبير مقدسي، عن تفاصيل مخطط إسرائيلي يهدف إلى إقامة كنيس يهودي داخل المسجد الأقصى المبارك، عقب سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على باب الرحمة، الذي يقع في الجدار الشرقي للأقصى ويمثل جزءا من سور البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة.
وأكد الخبير في شؤون مدينة القدس، الأكاديمي جمال عمرو، أن “المسجد الأقصى أمام مخطط لباب مغاربة جديد؛ فما يقوم به الاحتلال عند باب الرحمة المغلق، هو أشد وطأة وأكثر خطورة ودمارا على الأقصى”.
وأضاف في حديث خاص لـ”عربي21“: “باب الرحمة شئنا أم أبينا هو باب مغاربة جديد، 12 ألف متر مربع خارج الباب وداخل الباب تسيطر عليها سطات الاحتلال بشكل كامل”، لافتا أن “كل من يمر بالمكان من داخل الأقصى يتم اعتقاله فورا، وهو ما حدث مع العديد من الفتيات الفلسطينيات مؤخرا”.
ولفت عمرو، إلى أن “موظفي دائرة أوقاف القدس بالأقصى يمنعون من الاقتراب من هذه المنطقة، في حين يسمح لقادة الاحتلال من مثل المتطرف عضو الكنيست من حزب “الليكود” يهودا غليك، والوزير المتطرف أوري أرئيل، بالتجول والصلاة في المكان، بصحبة عدد من نساء من أجل الهيكل”.
ونبه أن “باب الرحمة أصبح في قبضة الاحتلال، ونحن في طريقنا إلى كارثة حقيقة وهي إقامة كنيس يهودي تحت الهواء مباشرة في وسط الأقصى اسمه كنيس باب الرحمة”.
وكشف أنه “تم إبلاغ العديد من المدراء والوزراء والملوك والرؤساء بما يخطط له الاحتلال في باب الرحمة، عبر أحاديث شخصية مباشرة ومن خلف الأبواب، ولم يتحرك أحد”، معتبرا أن ما “يجري في باب الرحمة، هو عملية قهر إسرائيلي لكل المسلمين؛ من أن جزءا عزيزا جدا من أقصاكم هو في قبضتنا”.
كنس يهودية
وتأكيدا على خطورة ما يخطط له الاحتلال، حذر الخبير المقدسي، من أن “المسجد الأقصى سينحر في مقتل من عند باب الرحمة، ومن ثم ستنتقل العدوى إلى جميع أرجاء المسجد الأقصى، وهذا ما يركز عليه الاحتلال الآن”.
وأوضح أن “سلطات الاحتلال وضعت قدمها تحت الأقصى عبر الأنفاق التي حفرتها وصعدت فوق الأقصى، وبنت تحت الأرض وفوقها نحو 190 كنيسا يهوديا أحاطت بالأقصى من كافة الجوانب، واليوم يقوم الاحتلال بالبنية التحية لمشروع التلفريك التهويدي في سماء الأقصى، وهكذا أحكم الاحتلال سيطرته على قبلة المسلمين الأولى”.
وقال: “الاحتلال يسرح ويمرح في الأقصى كما يشاء والأمة نائمة بالكامل”، موضحا أن “الاجتياح والاقتحام الصهيوني للأقصى في الصباح والمساء، جعل من باب الرحمة محطة للوقوف والصلاة، فبعد اقتحام المستوطنين للأقصى من باب المغاربة يذهبون مباشرة لمنطقة باب الرحمة”.
وذكر عمرو، أن “المتطرفين اليهود يقيمون الصلاة والشعائر التلمودية بكل أنواعها في باب الرحمة مثل: شعائر البلوغ، الخطوبة، الزواج، الاحتفال بالأعياد اليهودية…”.
ويعتبر “باب الرحمة المغلق، هو أجمل أبواب الأقصى ومدينة القدس من الناحية المعمارية”، وفق الخبير المقدسي الذي أكد أن “الاحتلال يسعى لفتح هذا الباب الذي يؤدي إلى تحقيق خطة إسرائيلية استراتيجية هامة جدا بالنسبة للاحتلال، لأنه يفضي مباشرة من خارج البلدة القديمة إلى داخل الأقصى؛ لأن باب الرحمة هو باب للبلدة القديمة والمسجد الأقصى في آن واحد”.
الكنيس القادم
وتابع: “أما من الناحية الهندسية، فباب الرحمة هو الباب الوحيد الذي يحتوي على قاعات كبيرة جميلة جدا ومغلقة تماما ولا يسمح للأوقاف بدخولها”.
وأكد لـ”عربي21“، أن “الاحتلال عينه على هذه القاعات، لأنه يمكن استغلالها للعديد من الأغراض مثل: مخفر لقوات الاحتلال، ومركز أمن واستقبال إسرائيلي..، وكنيس يهودي في حال لم تسمح الظروف الحالية في الفضاء الخارجي بالأقصى”.
وقال: “سيكون باب الرحمة هو الكنيس القادم في قلب الأقصى”، مبينا أن “منطقة باب الرحمة بالنسبة للمتطرفين الإسرائيليين، هي أفضل من ساحة البراق لأنها تقع بجوار ما يطلقون عليه قدس الأقداس (مسجد قبة الصخرة)، خاصة بعد تحويل القصور الأموية التي تقع بمحاذاة الأقصى من الناحية الجنوبية، إلى مطاهر للهيكل وحدائق تلمودية”.
وحذر الخبير، من سعي الاحتلال لجعل باب الرحمة “بداية لهيكلهم المزعوم”، متسائلا: “هل سيكون باب الرحمة هو الخطوة الأولى لبناء الهيكل؟ فباب الرحمة لن يكون الخطوة الأولى لبناء الهيكل المزعوم، لأن هذه الخطوة تمت، باعتبار أن مبنى باب الرحمة هو خطوة الهيكل المنفذة”، وفق تأكيده.
ونبه أن “جنود الاحتلال صعدوا فوق الباب وأقاموا مخفرا للشرطة ولا يسمحون لأحد بالاقتراب من المكان”، محذرا من إمكانية “قيام الاحتلال بدفع الحجارة التي تغلق الباب في ساعة واحدة، وعندها ستفتح البوابة على مصراعيها، وسيلج الحاخامات للقاعات الداخلية في الأقصى التي تقع في باب الرحمة”.
(المصدر: عربي21)