تعليمات السيسي بـ”هدم المساجد” تثير غضب المصريين
إعداد مهند العربي
سادت حالة من الغضب بسبب تعليمات رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، للجيش والداخلية، بهدم المساجد التي تكون عقبة في إتمام بعض المشروعات وهو ما حدث بمدينة الإسكندرية حيث هدم أكثر من مسجد وآخرها مسجد الزرقاني بمنطقة غيط العنب بالإسكندرية لاستكمال تطوير محور المحمودية.
وسبق ذلك في الإسكندرية أيضاً هدم مساجد “الإخلاص” و”عزبة سلام”، و”فجر الإسلام”، و”التوحيد”، و”عثمان بن عفان”، و”نور الإسلام”، و”الحمد”، و”العوايد الكبير” وغيرها.
وقد اعتاد السيسي ونظامه إغلاق العديد من المساجد وفقاً لما تم رصده، إذ بلغ عدد المساجد والزوايا التي صدر قرارات بإغلاقها في الإسكندرية وحدها 909 مساجد وزوايا بدعوى مخالفتها الشروط والضوابط المنصوص عليها في القانون، وفي تموز/ يوليو 2016 وافق وزير الأوقاف محمد مختار جمعة على هدم 64 مسجدا على مستوى الجمهورية، لوقوعها ضمن نطاق توسعات السكك الحديدية، بينها 12 مسجدا في مركزي طلخا وشربين بمحافظة الدقهلية.
وفي أيار/ مايو 2015 هدمت خمسة مساجد في محافظة شمال سيناء بإشراف مباشر من الجيش، هي مساجد “الوالدين”، و”الفتاح”، و”النصر”، و”قباء”، و”قمبز” ، وسبق أن هدمت قوات الجيش مساجد أخرى في سيناء بدعوى “محاربة الإرهاب”.
وتعقيبا على هذه الممارسات قال المستشار الإعلامي السابق لجبهة علماء الأزهر مصطفى إبراهيم في تصريحات خاصة لـ “عربي21” إنه يتضح من تصرفات وقرارات السيسي تعمد إهدار وإضاعة مكانة ومنزلة المسجد من نفوس المسلمين، وهنا الأمر يختلف عن هدم مسجد لمصلحة شرعية ولمنفعة عامة، وقد بدأ السيسي عهده عقب الانقلاب العسكري الذي قاده عام 2011، بحرق مسجد “رابعة العدوية” وبعدها بأيام أطلق جنوده الرصاص على مسجد “الفتح” في رمسيس بالقاهرة.
ولفت إبراهيم إلى أن هناك أكثر من 15 مسجداً في الإسكندرية وحدها تم هدمها، بعض هذه المساجد رغم إمكانية تصويب وضعها القانوني، مثل مسجد الدعوة السلفية الذي كان قريباً من محطة القطار، وكان مجمعا به قاعات وأماكن مخصصة لتحفيظ القرآن وتعليم المواد الشرعية وحضانة للأطفال وغير ذلك من الخدمات والأنشطة الإسلامية والدعوية والخيرية .
ونبه إبراهيم إلى أن هدم المساجد يأتي في وقت أعلنت فيه وزارة الآثار تخصيص أكثر من مليار جنيه لترميم المعابد اليهودية، وإيقاف العمل بطريق الكباش بسبب وجود كنيسة تعترض تطوير الطريق، والاكتفاء بإزالة المبنى الإداري الملحق بها.
ولفت إلى أنه كان من الأفضل تأجيل الهدم لحين دراسة كافة البدائل، كما يجري في الدول المتقدمة.
أما أمين لجنة الدعوة بحزب الاستقلال، وليد الصفطي، فقال إن ما قام به السيسي من هدم لهذا العدد من المساجد حتى الآن من اجل تطوير الطريق، شيء مرفوض لأنه كان يمكن تفاديه، ورغم أن تطوير الطرق شيء جيد إلا انه كان من الممكن، كما أكد عدد من الخبراء الإبقاء على المساجد.
وأضاف الصفطي في تصريحات خاصة لـ”عربي21″ أن ما يفعله السيسي هو “حق يراد به باطل”، حتى لو بدا في الأمر مصلحة عامة.
وانتقد الصفطي لجوء السيسي إلى مشروعات الطرق المبالغ فيها، مطالبا بضرورة استبدال هذه المشروعات بمصانع ومشروعات أخرى تعطي إنتاجا مباشرا وتوفر فرص عمل لأكبر عدد ممكن من المصريين ،خاصة الشباب الذين يعانون البطالة.
وقال رئيس أحد الجمعيات الشرعية، الشيخ أمين جلال، إن هناك فرق بين هدم مسجد لمصلحة عامة وبين ما يحدث من نظام السيسي من هدم منظم للمساجد، فالحكم الشرعي الذي أباح هدم المسجد اشترط أن لا يكون هنالك بديل، ويمكن أن يضاف إلى ذلك إقامة مسجد بديل في المكان حتى يتيسر للمقيمين هناك أداء الصلوات.
وندد جلال في تصريحات خاصة لـ”عربي21” بتراخي علماء الدين في التصدي لتلك الهجمة على مساجد الله وبيوت العبادة.
(المصدر: عربي21)