تعليقاً على أحداث تونس (٢)
بقلم الشيخ علي القاضي (خاص بالمنتدى)
٠ نجح الإعلام العلماني المعادي للإسلام ومناهج التربية العلمانية خلال قرن في تربية الشعوب على فصل الدين عن الدولة وعلى تشرب المفهوم الغربي للدين أنه علاقة بين العبد وربه فقط فلا علاقة له بسياسة أو اقتصاد أو ثقافة وتعليم… الخ وإنما المسجد والبيت هي مجال الإسلام وإن كل من اعتقد شمولية الإسلام وهيمنته على القانون والتشريعات والثقافة والاقتصاد وكل مناحي الحياة وأنه دين ودولة ودين ودنيا فهو مستغل للإسلام لمصالحه الشخصية وهو كاذب في تدينه.
وهذا جهل بطبيعة الدين وتجهيل متعمد للناس بدينهم وأي قاريء للقرآن سيجد عشرات الآيات في الحكم ومثلها في الاقتصاد من بيع ودين وأحكام الربا… الخ وفي العلاقات الدولية من سلم وحرب وصلح وفي وجوب تحكيم الشريعة وتكفير رافضها وفي القانون الجنائي من قصاص وحدود، وغيرها.
وهكذا تربت الشعوب في ظل الحكومات العلمانية على قصر الإسلام على المسجد وترك كل مناحي الحياة للعلمانية وعلى عداوة من يعتقد شمولية الدين ولذلك تكثر الجموع المعادية للحركة الإسلاميين جراء هذه التربية.
٠ أكبر عائق أمام الإسلاميين هو الحقد الأسود وجهل الشعوب بشمولية الإسلام جراء التربية العلمانية السابقة والذي يدفع الكثيرين لقبول أفشل وأفسد الناس نكاية وحقداً بالإسلاميين والسعي لإفشالهم بأي طريق والافتراء عليهم بأقبح التهم وأبشعها وتضخيم زلاتهم.