تعريف بالمسجد الأقصی المنيف(٤)
(قبّة الصّخرة في بيت المقدس)
بقلم: أ.د. محمّد حافظ الشريدة( خاص بالمنتدى)
إنّ للمسجد الأقصی المبارك المكانة العظيمة والتّاريخ العريق والقدسيّة الدّائمة فقد اختاره اللّه ﷻ ليكون البقعة المقدّسة في الأرض المباركة ولا عجب في ذلك فهو مهبط الرّسالات وأرض النّبوّات قال فاطر الأرض والسّموات: ﴿يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ﴾ وشرّفه أحكم الحاكمين برحلة الإسراء والمعراج بالنّبيّ الأمين ﷺ وقبّة الصّخرة جزء لا يتجزّأ من المسجد الأقصی وأحد أبرز معالمه وقد أمر الخليفة الأمويّ عبد الملك بن مروان ببنائها سنة 66 هجريّة وتمّ الفراغ من بنائها سنة 72 هجريّة وقد بنيت على عدّة مراحل: في المرحلة الأولى تمّ رسم دائرة حول الصّخرة وتمّ وضع 4 دعائم وبين كلّ دعامة ودعامة 3 أعمدة وتمّ الوصل بينها بواسطة أقواس وبنيت فوق الأقواس حلقة دائريّة من أفضل أنواع الخشب وفي المرحلة الثّانية تمّ توزيع 8 دعائم على الزّوايا وتمّ إقامة عمودين بين كلّ دعامتين وتمّ وصل الجميع مع الدّعائم بواسطة أقواس جميلة وفي المرحلة الثّالثة تمّ إنشاء 8 جدران حجريّة وفتح 4 بوّابات رئيسة و 5 نوافذ في كلّ جدار من الجدران الثّمانية وفي المرحلة الرّابعة والأخيرة تمّ بناء السّقف الخشبيّ فوق المساحة الواصلة بين الجدران الخارجيّة ومخطّط بناء قبّة الصّخرة وأسلوبه الهندسيّ يرجع إلى أصول عربيّة ومعلوم أنّ الشّكل الهندسيّ لمسجد قبّة الصّخرة هو الشّكل الثّمانيّ وتحتوي قبّة الصّخرة على قبّتين: الأولی داخليّة والثّانية خارجيّة وتمّ زخرفة قبّة الصّخرة في العهد الأمويّ بالزّخارف الرّخاميّة الجميلة واستبدلت في العهد العثمانيّ بالزّخارف القاشانيّة وعدد أبواب مسجد الصّخرة 4 أبواب وعدد نوافذه 40 نافذة ويقع مسجد الصّخرة وسط المسجد الأقصی في الجهة الشّماليّة مقابل المسجد القبليّ ذي القبّة الفضّيّة الرّصاصيّة وقد طلب عبد الملك بن مروان رحمه اللّه من المهندسين يزيد بن سلام ورجاء بن حيوة رحمهما اللّه بناء قبّة الصّخرة لتقي المصلّين برد الشّتاء القارص وحرّ الصّيف اللاحف وليس كما قال الأعداء والجهلة ومن في قلوبهم مرض بأنّه بناها ليصرف النّاس عن الحجّ إلی بيت اللّه الحرام ولتنافس الكعبة المشرّفة التي كانت تحت حكم عبد اللّه بن الزّبير رضي اللّه عنهما! وقد رصد لهذا المشروع الإسلاميّ الكبير خراج مصر سبع سنين وتمّ تزيين الجدران من الدّاخل والخارج بزخارف ونقوش جميلة امتزجت فيها فنون الهندسة الإسلاميّة مع الرّومانيّة والفارسيّة ويوجد في مسجد الصّخرة القبّة المعروفة وهي عبارة عن قطعة من الصّخر تقع تحت القبّة مباشرة وتوجد تحت الصّخرة المغارة الشّهيرة التي ينزل الدّاخل إليها 11 درجة وهي علی شكل مربّع أمّا القبّة من الخارج فقد كسي القسم السّفليّ للواجهات بالبلاط الرّخاميّ الأبيض وكسي القسم العلويّ بالقاشانيّ علمًا بأنّها كانت مكسوّة بالفسيفساء المزخرفة وتمتاز قبّة الصّخرة بأنّها مثمّنة ومطليّة بالذّهب الخالص فكانت بحقّ أجمل قبّة في العالم! ونقول قبل الختام للإخوة الكرام: لا خصوصيّة للصّلاة في قبّة الصّخرة فأجر الصّلاة داخل الأقصی عظيم!
إقرأ أيضا: أهمّ صيغ الصّلاة علی الصّادق الأمين!
