![](https://www.msf-online.com/wp-content/uploads/2025/02/االهند-780x470.webp)
تصاعد خطير لخطاب الكراهية في الهند: 1165 حادثة تستهدف المسلمين بنسبة 98.5%
كشف تقرير نشرته صحيفة “إندبندنت” عن ارتفاع حاد في حوادث خطاب الكراهية ضد مسلمي الهند والأقليات الدينية الأخرى، حيث سُجلت زيادة بنسبة 75% في عام 2024 مقارنة بالعام السابق.
واستند التقرير إلى بحث أجراه “مركز دراسة الكراهية المنظمة” في واشنطن، والذي أظهر أن البلاد شهدت 1165 حادثة تتعلق بخطاب الكراهية، استهدف 98.5% منها المسلمين، فيما تضمنت حوالي 10% اعتداءات على المسيحيين.
دور مودي في تصاعد خطاب الكراهية
سلطت الدراسة الضوء على تصاعد خطاب الكراهية في الولايات التي يحكمها حزب “بهاراتيا جاناتا”، حيث وقعت 80% من الحوادث (931 حادثة) في هذه الولايات، بينما شهدت الولايات التي تحكمها المعارضة 2% فقط من الحوادث (234 حادثة).
ويؤكد التقرير وجود علاقة قوية بين حكم رئيس الوزراء ناريندرا مودي وانتشار خطاب الكراهية.
وكانت ولايات أوتار براديش، ماهاراشترا، ومادهيا براديش الأكثر تضرراً، إذ شهدت ما يقارب نصف الحوادث المسجلة. كما بلغت ذروة انتشار خطاب الكراهية خلال الانتخابات العامة لعام 2024، حيث شكّل 32% من إجمالي الحالات المسجلة.
وفي المقابل، شهدت ولاية كارناتاكا التي يحكمها حزب المؤتمر انخفاضاً بنسبة 20% في حوادث خطاب الكراهية، إذ سُجلت 32 حادثة عام 2024 مقارنة بـ40 حادثة عام 2023، حين كانت الولاية تحت حكم حزب “بهاراتيا جاناتا”.
تحول الكراهية إلى ثقافة سياسية
أوضحت مراسلة الصحيفة في آسيا، مروشة مظفر، أن خطاب الكراهية لم يعد مجرد أداة سياسية للاستقطاب الطائفي، بل أصبح جزءاً أساسياً من المشهد السياسي الهندي والحملات الانتخابية.
وأدى انتشار وسائل التواصل الاجتماعي إلى تفاقم هذه الظاهرة، حيث تمت مشاركة 995 حادثة أو بثها مباشرة على منصات مثل فيسبوك، يوتيوب، إنستغرام، وإكس.
ونقل التقرير عن رقيب حميد نايك، المدير التنفيذي لمركز دراسة الكراهية المنظمة، قوله إن “خطاب الكراهية ضد الأقليات بات يُدار بأسلوب منهجي، وأصبح سمة مؤسسية في السياسة الهندية”.
وأضاف أن “تسييس حكومة مودي للهوية الدينية أعاد تشكيل الخطاب العام حول الهوية الإسلامية، إلى درجة تمنع قادة أحزاب المعارضة عن إدانة خطاب الكراهية ضد المسلمين بحزم”.
خطاب الكراهية والعنف المباشر
أبرز التقرير الارتفاع المقلق في خطاب الكراهية الذي يدعو إلى العنف المباشر، حيث تضمنت 22% من الحوادث المسجلة (259 حادثة) دعوات صريحة للعنف، بزيادة قدرها 8.4% مقارنة بعام 2023. ووقع 224 حادثة من هذه الحوادث في الولايات التي يسيطر عليها الحزب الحاكم أو الأقاليم الخاضعة للحكومة المركزية.
كما سجل التقرير زيادة كبيرة في استهداف دور العبادة، حيث تضمنت 274 حادثة دعوات مباشرة لتدمير المساجد والكنائس.
تحذير من التداعيات الخطيرة
اختتم التقرير بتحذير من خطورة تطبيع خطاب الكراهية في السياسة الهندية، مؤكداً أن ذلك يهدد أمن الأقليات الدينية وسلامتها النفسية، ويقوض شعورها بالانتماء. ودعا التقرير إلى تدخل عاجل لمعالجة الأزمة المتفاقمة.
(المصدر: إندبندنت)