مقالاتمقالات مختارة

تشويه التاريخ الإسلامي.. إنها الخلافة العثمانية وليس الاحتلال العثماني!

تشويه التاريخ الإسلامي.. إنها الخلافة العثمانية وليس الاحتلال العثماني!

بقلم بشار الرراميني

كان أول فتح للمسلمين هو فتح مكة المكرمة على يد النبي محمد صل الله عليه وسلم وأصحابه وبعد وفاته عليه أفضل الصلاة والسلام، بدأ المسلمون بالفتوحات الإسلامية لنشر هذا الدين الحنيف والسمح بداية بالخلفاء الراشدين الأربع ومن بعدهم الأمويين والعباسيين والفاطميين والعثمانيين ولقد انتهى حكم الدولة العباسية على يد المغول وفي ذات الوقت كانت الدولة العثمانية في بداية ظهورها وفتح المسلمون في تلك الحقبة العديد من البلدان العظمى مثل الشام والعراق وبلاد فارس ومصر وغيرها من الدول.

ومن أبرز الخلافات التي مرت على الدولة الإسلامية، الخلافة العثمانية وهي إمبراطورية إسلامية أسسها عثمان الأول بن أرطغرل، واستمرت قائمة لما يقرب من 600 سنة، وبالتحديد من 27 يوليو 1299م حتى 29 أكتوبر 1923م. نشأت الدولة العُثمانيَّة بداية كإمارة حُدود تُركمانيَّة وترد الغارات البيزنطيَّة وبعد سُقُوط سلطنة سلاجقة الروم استقلَّت الإمارات التُركمانية التابعة لها بما فيها الإمارة العُثمانية التي قُدر لها أن تبتلع سائر الإمارات بِمُرور الوقت.

عبر العُثمانيون إلى أوروبا الشرقيَّة لأول مرَّة بعد سنة 1354م، وخلال السنوات اللاحقة تمكَّن العثمانيون من فتح أغلب بلاد البلقان، فتحوَّلت إمارتهم الصغيرة إلى دولة كبيرة وكانت أول دولةٍ إسلاميَّة تتخذ لها موطئ قدم في البلقان، كما قُدِّر لِلعُثمانيين أن يفتتحوا القسطنطينية سنة 1453م، ويُسقطوا الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة بعد أن عاشت أحد عشر قرنًا وذلك تحت قيادة السُلطان محمد الفاتح.

وبلغت الدول العثمانية مجدها وقوتها في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلادي وأيضاً في فترة حكم السلطان سليمان الأول المُلقب بالقانوني ففي عهدها بلغت القوة السياسية والعسكرية للدولة قوة ليس لها مثيل في الأرض وله الكثير من المعارك والحروب التي خاضها وأهمها “معركة موهاكس”، ومنها نعرف أحد أسباب تشويه الخلافة العثمانية وتسميتها بالاحتلال العثماني وإنها معركة لن تنساها أوروبا إلى يومنا هذا بدأت عندما ذهب مبعوث سليمان القانوني لأخذ الجزية من ملك المجر وزعيم أوروبا وقتها “فيلاد يسلاف الثاني” وكانت المجر هي حامية الصليبية في أوروبا فقام بذبح رسول سليمان القانوني بإشارة من البابا في الفاتيكان، فقد استعدت الكنيسة وأوروبا جيدا.

فجهز سليمان القانوني جيشه، وكان عبارة عن 100 ألف مقاتل، و350 مدفع، و800 سفينه. وحشدت أوروبا جيشها، وأقامت تحالف بكامل قارة أوروبا إلا بعض ولايات فرنسا، فبلغ حشدهم 200 ألف فارس، منهم 35 ألف فارس مقنع كاملا بالحديد، فخرج لهم ملك المسلمين سليمان القانوني وفتح معظم القلاع في طريقه لتأمين الخطوط وفتح قلعة (بل اقراد) الحصينة، واجتاز بقواته نهر الطولة الشهير، وانتظر في وادي موهاكس، جنوب المجر، منتظرا جيوش أوروبا المتحدة بقيادة فيلاد والبابا نفسه.

كانت مشكلة سليمان التكتيكية هي كثرة فرسان الرومان والمجر المقنعين بالحديد ،فتلك الفرسان لا سبيل لإصابتهم بالسهام أو الرصاص أو المبارزة، لتدريعهم الكامل صلى صلاة الفجر، ووقف قائلا لجنوده وهم ينظرون لجيوش أوروبا المتراصة، التي لا يرى الناظر آخرها فخطبهم حتى بكى الجيش الإسلامي فهو في مواجهه لمعركة مصيرية واصطفّ الجيشان.

وضع تشكيل جيشه بطريقة 3 صفوف على طول 10 كم ووضع قواته الإنكشارية في المقدمة وهم الصفوة وكانت هذه القوات هي الدرع الحامي للدولة العثمانية في جميع معاركها ثم الفرسان الخفيفة في الصف الثاني، معهم المتطوعة والمشاة، وهو والمدفعية في الصف الأخير. هجم المجريون عقب صلاة العصر على حين غِرة، فأمر سليمان قوات الانكشارية بالثبات والصمود ساعة فقط، ثم التراجع وأمر الصف الثاني الفرسان الخفيفة والمشاة بفتح الخطوط والفرار من على الأجناب، وليس للخلف وبالفعل صمدت قوات الانكشارية الأبطال وأبادت قوات المشاة الأوروبية كاملة في هجومين متتاليين بقوات بلغت عشرين ألف صليبي في الهجمة الوحدة.

وانقضَّت القوة الضاربة للأوروبيين وهي قوات الفرسان المقنعة بالكامل، ومعها 60 ألفاً آخرين من الفرسان الخفيفة، وحانت لحظة الفرار وفتح الخطوط وانسحبت الانكشارية للأجناب وتبعتها المشاة وأصبح قلب الجيش العثماني مفتوحا تماما فانحدرت قوات أوروبا بقوة 100 ألف فارس مرة واحدة نحو قلب القوات العثمانية وأصبحوا وجها لوجه أمام المدافع العثمانية مباشرة والتي فتحت نيرانها المحمومة وقنابلها عليهم من كل ناحية ولساعة ونصف انتهى الجيش الأوروبي وأصبح من التاريخ.

وحاولت القوات الأوروبية في الصفوف الخلفية الهرب لنهر الطولة فغرقوا وداسوا بعضهم البعض، وسقط الفرسان المقنعين، بعد أن ذاب الحديد عليهم من لهب المدافع، أمر السلطان بأن لا يكون هناك أسرى وانتهت المعركة بفوز ساحق للجيش الإسلامي، وكانت خسارة المسلمين في هذه المعركة 1500 شهيدا، وجرح 3000 آلاف جندي.

وعلينا معرفة أنه آخر سلطان حكم الدولة العثمانية بالفعل هو السلطان عبد الحميد الثاني الذي رفض بيع جزء من فلسطين للصهاينة بكل ذهب الأرض وليس مصطفى أتاتورك مؤسسة تركيا الحديثة والذي هو كان سبباً مباشر بخراب الخلافة العثمانية فحين تسلم مقاليد الحكم بدعم غربي صهيوني عالمي أمر بحل القوات الانكشارية وإجبار الناس على تعلم اللغة التركية وفرض الضرائب على الناس والكثير من القوانين القمعية والمستبدة مما أدى إلى انهيار الدولة ونظرة الناس لها على أنها دولة احتلال وما الثورة العربية إلا خدعة من الغرب استطاع بها تقسيمنا وتمرير مشاريعه إلى كل الأرض بما ما فيه فلسطين. الخلافة العثمانية كانت من أهم أسباب انتشار الإسلام وفتح الكثير من البلدان وفي عهدها كنا نملك كل الأرض وكنا أقوياء.

(المصدر: مدونات الجزيرة)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى