
تشابهت قلوبهم
بقلم د. محمد خليل أسوم ( خاص بالمنتدى)
■ حسب مقاومتنا في غزة أن تتعرض لنفس ما تعرض له نبينا صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد ..
فجماعة من ضعفاء الإيمان في جيش النبي صلى الله عليه وسلم أثاروا الشكوك ووجهوا الاتهامات بعد ساعات فقط من انتهاء المعركة ..
أول مسألة أثاروها هي السؤال عن وعد الله بالنصر ، وعن قدرة الله في تدبير الأمور :
((وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ..))
أين الله يا محمد ؟؟
أين وعد الله لنا ؟؟
أين تدخل الله لحمايتنا ؟؟
كيف يسمح الله بموت كل هؤلاء الصحابة ؟؟
كيف يسمح الله بأن يتسلط علينا بنا أهل الكفر؟؟
تولى الله عز وجل الرد عليهم فقال :
((قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ…. ))
…
لم يعجبهم الرد …
سكتوا ، لكن قلوبهم مليئة بالشك ..
((يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ..))
بدأوا يتهامسون : نحن لم نكن نريد الخروج من المدينة …هو أخرجنا منها ..
لم يأخذ بقولنا ، بل أجبرنا على أن نتبعه ..
هو المسؤول عن كل الدماء التي سالت في أرض جبل أحد ..
هو المسؤول عن عدم تقدير قوة العدو بشكل صحيح …
هو المسؤول عن عدم التخطيط الجيد والإعداد الجيد …
هو المسؤول عن عدم التزام الرماة بأمره لهم بالبقاء فوق جبل أحد مهما كلف الأمر …
((يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا…))
مرة ثانية
يأتيهم الرد من الله عز وجل …
لو كنتم في بيوتكم ، لو كنتم في فراشكم ، لو كنتم نائمين مطمئنين بين أهلكم ، فإن الموت سيحل بكل واحد انتهى أجله منكم …
فالحروب لا تعجل أجلا ، والنوم بسلام في البيوت لا يؤخر أجلا ..
((قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ …))
ويشرح الله لهم ولكل الأمة حكمته في حلول هذه النكسة والنكبة بهم …
إنه ابتلاء وتمحيص:
ابتلاء ما في الصدور
وتمحيص ما في القلوب
ابتلاء ما في الصدور: ليظهر الله ما فيها من شكوك نابعة من قلة الإيمان وضعف اليقين ، ولا يبقيها مستعرة في داخلهم تحرق ما تبقى من إيمانهم
وتمحيص ما في القلوب : ليطهرها الله من كل تعلق بالدنيا..
فترك المواقع في الجبل ومخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم من اجل جمع الغنائم قبل أن يأتيهم الإذن بذلك ، دليل على أن القلوب لا تزال متعلقة بالدنيا وزخرفها ..
ويختم الله عز وجل بقوله : ((وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ))
■ أليس هذا ما نشهده منذ ١٧ شهرا …
ألم يقولوا : أين الله ؟؟
ألم يقولوا: أين حماية الله للأبرياء ؟؟
ألم يقولوا: الله مع الصهاينة وليس مع المؤمنين ؟؟؟
ألم يقولوا : الذين قاموا بالطوفان يتحملون مسؤولية كل الدماء وكل الدمار ؟؟
ألم يقولوا : كان عليهم أن يتوقعوا ردة الفعل ؟؟
ألم يقولوا : لم يستشيروا أحدا ؟؟
ألم يقولوا : فتحوا حربا لوحدهم ولسنا مضطرين أن نتورط معهم؟؟
ألم يقولوا : لو ركبوا قطار (الأرض مقابل السلام )ما ماتوا وما قتلوا ؟؟
ألم يقولوا : أين عدتهم التي ستواجه الميركافا والf35 وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
قالوا وقالوا ولا يزالون يقولون ….
■ هذا دأب ضعفاء النفوس والإيمان في كل زمان ومكان : يخفون ضعف إيمانهم ويقينهم بإظهار الحرص على حياة الناس وعدم تعريض الأبرياء للخطر
نراهم يملأون الدنيا تحسرا على الدماء والدمار ، وفي داخلهم ألف شك وشك بوعد الله عز وجل وقدرته ..
يحملون المقاومين مسؤولية جرائم المحتلين
يحملون المظلومين مسؤولية جرائم الظالمين
يحملون المستضعفين مسؤلية جرائم المستكبرين
■ منذ أمد بعيد قالها أصحاب موسى لموسى عليه السلام :
(( قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ۚ ))
حملوه مسؤولية جرائم فرعون ضد أبنائهم ونسائهم
فرد عليهم :
((قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ))
وبالتأكيد عندما رأوا هلاك فرعون وجنوده في اليم ، وورثوا الأرض من بعده ، رقصوا فرحا ونسوا ما قالوه …
وأصحاب النفوس الضعيفة ممن قالوا هذا الكلام في غزوة أحد ، بالتأكيد رقصوا فرحا عندما هدموا الأصنام في مكة ونسوا ما قالوه من قبل
ومنذ أمد قريب كان هناك من يقول : الثورة السورية خربت سوريا وتسبب بقتل الملايين وتشريد الملايين …
اليوم هم أنفسهم يحتفلون ويرقصون فرحا بزوال الطاغية وجنده وولادة سوريا من جديد ، وبالتأكيد نسوا كل ما قالوه …..
واليوم أقول : قريبا بإذن الله سترقصون فرحا بتحرير الأقصى وستنسون كل ما تقولونه اليوم …..
قال تعالى:
(كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَٰبَهَتْ قُلُوبُهُمْ ۗ قَدْ بَيَّنَّا ٱلْءَايَٰتِ لِقَوْمٍۢ يُوقِنُونَ))
إقرأ أيضا:ماذا سنقول لله عن موقفنا من غزة