ترليون تحيّة لغزّة العزّة الأبيّة!!
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
من المعلوم أيّها الإخوة المباركون أنّ ما يسمّی بدول الطّوق العربيّة هزمت هزيمة نكراء في نكبة حزيران عام 1967م واستسلمت بعد ستّة أيّام! أمّا غزّة هاشم فلم ترفع الرّاية البيضاء بعد 467 يومًا وبقيت تقاوم وتقاوم وتقاوم ولم تستسلم مع أنّ كثيرًا من دول العالم تخلّت عنها بل وحاربتها مادّيّا ومعنويّا! ولعلّ سبب هذا الصّمود الأسطوريّ وعدم الاختراق يعود للإيمان الذي يصنع المعجزات ويجعل من المستحيلات ممكنات فردّدوا معي أيّها المرابطون والمرابطات والمسلمون والمسلمات هذه الأذكار والدّعوات: (اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا اللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا نَعْبُدُ إلَّا اللَّهَ مُخْلِصِينَ له الدَّيْنَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ صَدَقَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ! اللّهمّ إنّنا مظلومونا فانتصر اللّهمّ يومًا كيوم بدر إنّك علی ما تشاء قدير والإجابة جدير)!
أيّها الأخ العزيز الصّابر المصابر المحتسب الموقّر هذا يوم من أيّام اللّه عزّ وجلّ! أيّها المرابطون في الثّغر في أرض المحشر والمنشر احمدوا مولاكم العزيز المقتدر ثمّ اسجدوا لربّكم سجدة الشّكر علی نعمة الإيمان والصّبر! ونعمة التوفيق والنّصر! يقول اللّه ﷻ في محكم الذّكر: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ أشهد أنّ كلّ أهل الثّغر في غزّة العزّة الفخر: صبروا علی صبر أمرّ من الصّبر! ثمّ توكّلوا علی من بيده الخلق والأمر! فاستحقّوا من مولاهم الظّفر ومن أمّتهم جزيل الشّكر!
ما حدث في موقعة أحد قديمًا وما حصل في غزّة حديثًا: فيه كثير من العظات والعبر المهمّة لخير أمّة ستتوارثها الأجيال من بعد الأجيال إلی أن يرث الأرض ومن عليها الكبير المتعال! ولعلّ في مقدّمة هذه الدّروس الإيمان العميق والتّكوين الدّقيق والعمل الجادّ حتّی نهاية الطّريق والأخذ بكلّ أسباب النّصر والتّوكّل قبل وبعد ذلك علی مولانا ربّ البشر!
فما أحرانا -معشر المرابطين- أن نحمد ربّنا الذي أنعم علينا بنعمة الدّين واختارنا من بين الملايين لنكون غرباء الإسلام في جاهليّة القرن الحادي والعشرين وسدنة وحرّاسًا لأولی القبلتين!!
ونقول قبل الختام: اللّهمّ تقبّل شهداءنا وارحم أمواتنا.. واشف جرحانا وفكّ قيود أسرانا وانصرنا إلهنا علی من ظلمنا أو عادانا واجعل ربّنا من جماجمنا لعزّ دينك سلّمًا!
اقرأ أيضا: ذهب ظمأ الحرب، وابتلت العروق بعد العسر والشدة، وثبت الأجر إن شاء الله…