مقالاتمقالات المنتدى

تذكّروا أيّها المسلمون أنّ اللّه غالب علی أمره لكنّ أكثر النّاس لا يعلمون

تذكّروا أيّها المسلمون أنّ اللّه غالب علی أمره لكنّ أكثر النّاس لا يعلمون

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

قال اللّه عزّ وجلّ: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ من المعلوم أيّها المرابطون أنّ اللّه قويّ جبّار متكبّر قهّار أمره بين الكاف والنّون لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون له الخلق والأمر وبيده مجريات القدر قال تعالی في محكم الذّكر: ﴿أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ وقال اللّه تعالى: ﴿بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا﴾ فما شاء اللّه كان وما لم يشأ لم يكن فهو فعّال لما يريد لا رادّ لقضائه ولا معقّب لحكمه ولا مبطل لما أمر ولا معجل لما أخّر ولا ناصر لمن خذل ولا خاذل لمن نصر ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون لقلة الدّين وضعف اليقين فمن توكّل على مولاه كفاه ومن لجأ إليه آواه ومن اعتصم به نجّاه ومن طلب رضاه أسعده وأرضاه!

إنّنا نشاهد بعض النّاس اليوم يريدون أمرًا ويريد اللّه أمرًا آخر فيغلب أمر ربّ العباد ويقهرهم على ما أراد ثمّ تتغيّر الأحوال ليقع ما أراده الكبير المتعال! لا جرم أخي المسلم أنّ الصّلاة فرض من تركها فهو مجرم وأنّ الأخذ بالأسباب واجب من تركها فهو آثم ومع ذلك فإنّ قضاء اللّه نافذ لا محالة إن لم نأخذ بالأسباب أم أخذنا بها وتوكّلنا علی ربّ العباد فاطمئنّ يا عبد اللّه وابن أمته وارض بقضاء اللّه وقدره قال اللّه تعالی: ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ فمن أصابته مصيبة فعلم أنها بقضاء وقدر فاحتسب وصبر واستسلم لمولاه هدى اللّه قلبه وعوّضه عمّا فاته من الدّنيا هدىً في فؤاده ويقينًا صادقًا في صدره وقد يخلف عليه ما كان أخذ منه وقيل: يهد قلبه لليقين فيعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه قال ﷺ: {عجبًا للمؤمن لا يقضي اللّه له قضاءً إلا كان خيرًا له إن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرًا له وإن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن} لقد ظنّ قادة الكفّار أنّهم انتصروا حينما منعوا سيّد الأبرار ﷺ وصحابته الأخيار من أداء عمرة الحديبية فغلب أمر ربّ البريّة علی كلّ ما أراده زعماء الجاهليّة حتى سمّی ذلك المنع فتحًا مبينًا ومكّن للإسلام به تمكينًا عظيمًا نقول في الختام: كأنّ التّاريخ يعيد نفسه هذه الأيّام فاستبشروا وبشّروا أيّها المؤمنون الكرام!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى