تذكير المسلمين بموالاة الصّالحين!
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال اللّه تعالی: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ المؤمنون أولياء بعض في التّعاطف والتّراحم والتّوادّ يأمرون بالمعروف وبعبادة اللّه وتوحيده.. وينهون عن المنكر وعبادة الأوثان!
قال الإمام أبو العالية: (كلّ ما ذكره اللّه في القرآن من الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر فهو من النّهي عن عبادة الأوثان والشّيطان)! قال الإمام أبو الوفاء بن عقيل في بيان أهمّيّة عقيدة الولاء والبراء: (إذا أردت أن تعلم محلّ الإسلام من أهل الزّمان فلا تنظر إلى زحامهم علی أبواب الجوامع ولا ضجيجهم في الموقف بلبّيك وإنّما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشّريعة)! إنّ صفات المؤمنين المذكورة في الآية الكريمة سالفة الذّكر هي من أهمّ أسباب النّصرة والرّحمة والعزّة والكرامة والمغفرة ودخول جنّات النّعيم! قال ﷺ: {مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ وَأَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ}
قال الإمام ابن تيمية: (والمؤمن عليه أن يعادي في اللّه ويوالي في اللّه فإن كان هناك مؤمن فعليه أن يواليه وإن ظلمه فإنّ الظّلم لا يقطع الموالاة الإيمانيّة وإذا اجتمع في الرّجل الواحد خير وشرّ وفجور وطاعة ومعصية وسنّة وبدعة: استحقّ من الموالاة والثّواب بقدر ما فيه من الخير واستحقّ من المعادات والعقاب بحسب ما فيه من الشرّ فيجتمع في الشّخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة هذا هو الأصل الذي اتّفق عليه أهل السّنّة والجماعة)
نقول قبل الختام للأحبّة الكرام: لا مقارنة البتّة بين مسلم عاص أو مقصّر وبين مجرم ولاؤه لعلمانيّة الشّيطان الأكبر أو زندقة السّرطان الأحمر؟! إنّنا نحن الدّعاة إلی اللّه بهذا العصر مع كلّ من يرفع راية: اللّه أكبر! من العرب والعجم والبربر ولسنا مع من يدافع عن الكفر أو العهر.. ولو كان يعيش معنا في أرض المحشر والمنشر؟!!
اقرأ أيضا: تذكير المظلومين بمصير المعتدين