تذكير المسلمين بمحبّة الصّادق الأمين ﷺ لأتباعه المؤمنين!
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة
قال تعالی: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ وقال ﷺ: {وَددت أن لقيتُ إخواني} قال الصّحابة: أليسَ نحنُ إخوانكَ يا رسولَ اللّه؟ فقال ﷺ: {أنتُم أصحابي وَلكن إخواني الذينَ آمنوا بي وَلم يَروني} وقالت عائشة رضي اللّه عنها قلت: يا رسول اللّه ادعُ اللّه لي فقال ﷺ: {اللّهمّ اغفر لعائشة ما تقدّم من ذَنبها وما تأخّر وما أسرّت وما أعلنت} فضحكت حتّى سقط رأسها من الضّحك في حجرها فقال لها ﷺ: {أيَسرّك دعائي}؟ فقالت: وما لي لا يسرّني دعاؤك؟ فقال: {وَاللّه إنّها دعوتي لأمّتي في كلّ صلاة} وتلا الصّادق الأمين ﷺ دعاء أبي الأنبياء إبراهيم ﷺ: ﴿رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ وقول عيسى ابن مريم ﷺ: ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ فرفع ﷺ يديه وقال: {اللّهمّ أمّتي أمّتي} وبكى رسول اللّه ﷺ فقال اللّه عزّ وجلّ: يا جبريل اذهب إلى محمّد وربّك أعلم فاسأله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه السّلام فسأله فأخبره ﷺ بما قال فقال اللّه: {يا جِبريل اذهَب إلى محمّد فَقل: إنّا سَنرضيك في أمّتك وَلا نسؤوك} ولشدّة حبّه ﷺ لأتباعه فقد ضحّى عن كلّ من لم يضحّ من أمّته وأوصی في آخر حياته ﷺ بالنّساء فقال: {الصّلاة الصّلاة وَما مَلكت أيمانكم} ونقول بالمختصر: إنّ من شدّة حبّ الرّسول ﷺ لأمّته أنّه تمنّى أن يرى أتباعه الميامين الذين لم يرهم في حياته وقد جرت عادة المحبّين أنّ المحبّ يشتدّ شوقه لرؤية من طال غيابه من أصحابه أمّا أن يحدوه الشّوق والحبّ لرؤية من لم يره قطّ فهذا حبّ اقتصر على نبيّنا المعصوم من الزّلل والشّطط والمعصية والغلط من عليه أمين الوحي جبريل هبط ﷺ! (صلّوا عليه وسلّموا تسليما..)