مقالاتمقالات المنتدى

تذكير المسلمين بصبر وثبات السّابقين (١)

تذكير المسلمين بصبر وثبات السّابقين (١)

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

قال تعالی: ﴿مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾ وقال ابن عمر رضي اللّه عنهما: من كان مستنّا فليستنّ بمن مات أولئك أصحاب محمّد ﷺ كانوا خير هذه الأمّة أبرّها قلوبًا وأعمقها علمًا وأقلّها تكلّفًا قوم اختارهم اللّه لصحبة رسوله ﷺ ونقل دينه فتشبّهوا بأخلاقهم وطرائقهم فهم كانوا على الهدى المستقيم! نعم أخي المسلم لقد علّم رسول اللّه ﷺ أصحابه الكرام كيف يصبرون في جميع شؤون حياتهم الصّبر الجميل لإعلاء راية هذا الدّين والدّفاع عن حياض المسلمين علّمهم الثّبات حتّی الممات في مواجهة المشركين والمنافقين لقد باع الصّحابة الغرّ الميامين أنفسهم وأموالهم وما يملكون للّه ربّ العالمين

ولا جرم أخي المسلم أنّ للصّحابة رضي اللّه عنهم أجمعين المواقف الفذّة الرّائعة الكثيرة الجليلة التي لا يستطيع أن يحصرها أحد ولا أن ينكرها خصم ألدّ فقد ضحّوا بجميع ما يملكون ابتغاء مرضاة أحكم الحاكمين ففازوا بسعادة الدّارين! وإليكم أيّها المباركون نماذج حيّة من صبرهم وثباتهم: فها هو ذا بلال بن رباح رضوان اللّه عليه يعذّب عذابًا شديدًا لا يتحمّله إنسان فيثبت ويحتسب ويصبر فكان أميّة بن خلف أحد أهمّ طواغيت قريش يخرجه إذا حميت الظّهيرة فيطرحه بقسوة على ظهره ببطحاء مكّة المكرّمة ويأمر غلمانه أن يضعوا الصّخرة العظيمة على صدره العاري ثمّ يقول له: لا تزال هكذا تعذّب إلی أن تموت أو تكفر بمحمّد وتعبد اللات والعزّی! فيقول وهو في ذلك البلاء: أحد أحد! وقال عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه: كان أوّل من أظهر إسلامه سبعة النّبيّ ﷺ وأبو بكر وعمّار وسميّة وصهيب وبلال والمقداد فأمّا النّبيّ ﷺ فمنعه اللّه بعمّه أبي طالب وأمّا أبو بكر فمنعه اللّه بقومه وأمّا سائرهم فأخذهم المشركون ثمّ ألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشّمس فما منهم من أحد إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلالًا فإنّه قد هانت عليه نفسه في اللّه وهان على قومه فأخذوه ثمّ أسلموه للولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكّة وهو يقول: أحد أحد للّه درّك يا بلال لقد أتعبت بعدك أفذاذ الرّجال علی مدی الأجيال!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى