تذكير المسلمين بحرمة الشّماتة بالآخرين! (٥)
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال ربّ العالمين عن الكافرين: ﴿بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ﴾ وقال الصّادق الأمين ﷺ عن جماعة المسلمين: {يَدُ المُسلمين عَلى مَن سِواهم تَتَكافَأُ دِماؤهم وأموالُهم ويُجِيرُ عَلى المُسلمين أدْناهم ويَرُدُّ عَلى المُسلمين أَقصَاهم} وقد دلّ هذا الحديث الشّريف على أنّ كلمة المؤمنين يجب أن تكون واحدة وأنّ أمرهم تجاه أعدائهم واحد فلا يتفرّقون ولا يتخاذلون وإنّما هم عصبة واحدة وأمرهم واحد على أعداء الدّين قال اللّه تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ وقال تعالى: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ وقال قدوتنا رسول اللّه ﷺ: {لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ} وللّه درّ القائل: (فقل للشّامتين بنا أفيقوا : سيلقى الشّامتون كما لقينا)! إنّ الشّماتة معشر المؤمنين هي الفرح بمصيبة الآخرين وهي والحقّ يقال مفسدة للدّين ومن صفات المنافقين وقلّة عقل وأدب وشين! وتكاد تكون من الاستهزاء بقضاء أحكم الحاكمين وصاحبها مريض نفسيّا ومن المأفونين! وقد كان الصّادق الأمين ﷺ يتعوّذ باللّه من شماتة الأعداء.. وحين منع الصّحابيّ ثمامة رضي اللّه عنه زعيم اليمامة الطّعام عن كفّار قريش بعد أن أسلم لم يشمت بهم الرّسول الأكرم ﷺ مع أنّهم افتروا عليه بأعظم التّهم! وقد طلب من ثمامة وهو أحد زعماء الجزيرة أن يستمرّ في إمدادهم بالميرة! وأذكّر الإخوة الكرام في الختام بقول نبيّنا ﷺ: {لا تظهر الشّماتة بأخيك فيرحمه اللّه ويبتليك}!