تذكير المسلمين بحرمة الشّماتة بالآخرين! (٤)
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال اللّه تعالی: ﴿وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾ إنّ إظهار الشّماتة بالآخرين أيّها المسلمون عجب وغرور وشعور بالأمن من مكر العزيز الغفور ومن هو الذي يأمن على نفسه السّلامة من الفتن أيّها الأخ الفطن؟! حين سُئلت أمّ سلمة رضي اللّه عنها: ما كان أكثر دعاء الرّسول ﷺ إذا كان عندك؟ قالت: كان أكثر دعائه {يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ} قالت: فقلت يا رسول اللّه ما أكثر دعاءك يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك فقال ﷺ: {يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّهُ لَيْسَ آدَمِيٌّ إِلَّا وَقَلْبُهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ فَمَنْ شَاءَ أَقَامَ وَمَنْ شَاءَ أَزَاغَ} لذا حقّ لكلّ مسلم أوّاب أن يردّد ما جاء في آي الكتاب: ﴿رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ إنّ واجب المسلمين والمسلمات بهذه الأوقات الشّفقة علی العصاة ثمّ الوقوف صفّا واحدًا أمام الطّغاة! إنّ الدّعاة إلی اللّه نظروا بنور اللّه وعطفوا على من يعصي اللّه فمقتوا عمله ثمّ عطفوا عليه ليزيلوا بالمواعظ سوء فعله! إنّ علی كلّ من شمت بالآخرين أن يخاف على نفسه أن يبتلی بأشدّ ممّا ابتلي به غيره بعد حين! قال الصّادق الأمين ﷺ: {لا تُظْهِرِ الشَّمَاتَة لأخيك فَيرْحمْهُ اللَّهُ وَيبتَلِيكَ} إنّ الشّماتة أيّها الإخوة الألبّاء تعبير عن الحقد والبغضاء وبما أنّنا أمّة واحدة فإنّه يحرم علينا أن نشمت بمن قال لا إله إلا اللّه! أو أن نتمنّی انتصار الكافرين علی المخالفين الظّالمين المجرمين! قال اللّه تعالی: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ فقد وصف ربّنا أحكم الحاكمين كلّا من الطّائفتين بالإيمان الذي هو أعلی مرتبة من الإسلام مع أنّ كلّا منهما قد سفكتا الدّم الحرام! ولا نملك في الختام إلا أن نردّد دعاء الصّالحين: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾