مقالاتمقالات المنتدى

تذكير المسلمين بحرمة الشّماتة بالآخرين!(٢)

تذكير المسلمين بحرمة الشّماتة بالآخرين!(٢)

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

قال اللّه تعالی: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ وقد ذكر المؤرّخون أنّ الإمام ابن تيمية شيخ السّلفيّة وضع يده في يد إخوانه المسلمين من الأشعريّة والصّوفيّة وبقيّة الطّوائف الإسلاميّة ووقفوا صفًّا واحدًا مشتركًا أمام جيوش المغول التّتريّة! إنّ الشماتة بالمخالفين معشر المسلمين تعني الفرح بما يسوء الآخرين! وكيف لأخ مسلم أن يفرح بما يسوء إخوانه في اللّه في هذه الحياة يا عباد اللّه؟! قال ﷺ: {لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُم حتَّى يُحِبَّ لِأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ} إنّ الشّماتة أيّها الإخوة الأعزّاء الفضلاء تعبير عن إظهار العداء! مع أنّ المتوقّع أن الذي يشمت بالمسلمين هم المشركون والمنافقون! وهذا ما بيّنه لنا ربّ العالمين في آي الذّكر الحكيم بقوله ﷻ حكاية عنهم: ﴿إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ قال الإمام قتادة في تفسير هذه الآية الكريمة: إذا رأوا من أهل الإسلام ألفة وجماعة وظهورًا على عدوّهم غاظهم ذلك وساءهم وإذا رأوا من أهل الإسلام فرقة واختلافًا أو أصيب طرف من أطراف المسلمين سرّهم ذلك وأعجبوا به وابتهجوا به! وقيل في تفسيرها: إنّ المنافقين إذا رأوا من أهل الإسلام وحدة واتّفاقًا وظهورًا على عدوّهم  ساءهم ذلك وغاظهم غيظًا شديدًا وإذا رأوا من أهل الإسلام فرقة واختلافًا أو أصيب طرف من أطراف المسلمين سرّهم ذلك وأعجبوا به عياذًا باللّه تعالی منهم؟! إنّ الشّماتة بأيّ مسلم حرام ولو كان من أهل المعاصي والآثام! لأنّ ذا الجلال والإكرام فتح باب التّوبة لكلّ الأنام ما لم تصل الرّوح الحلقوم! وما المانع أن يتوب مرتكب السّيّئات قبل الممات فيتوب عليه مولانا فاطر السّموات ويبدّل جميع سيّئاته حسنات؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى