مقالاتمقالات المنتدى

تذكير المسلمين بالصّدق مع ربّ العالمين (٢)

تذكير المسلمين بالصّدق مع ربّ العالمين (٢)

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه: غاب عمّي أنس بن النّضر رضي اللّه عنه عن قتال غزوة بدر فقال يا رسول اللّه ﷺ غبت عن أوّل قتال قاتلت المشركين لئن اللّه أشهدني قتال المشركين ليرينّ اللّه ما أصنع فلمّا كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال: اللّهمّ إنّي أعتذر إليك ممّا صنع هؤلاء يعني أصحابه وأبرأ إليك ممّا صنع هؤلاء يعني المشركين ثمّ تقدّم فاستقبله سعد بن معاذ رضي اللّه عنه فقال: يا سعد بن معاذ الجنّة وربّ النّضر إنّي أجد ريحها من دون أحد قال سعد: فما استطعت يا رسول اللّه ما صنع قال أنس: فوجدنا به بضعًا وثمانين ضربة بالسّيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل وقد مثّل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه! قال عمّه أنس: كنّا نرى أو نظنّ أنّ هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾

والجزاء أيّها الأعزّاء من جنس العمل فمن يصدق اللّه عزّ وجلّ يصدقه مولاه! فعن شدّاد بن الهاد: أنّ رجلًا من الأعراب جاء إلی الرّسول ﷺ فآمن به واتّبعه ثمّ قال: أهاجر معك! فأوصى به النّبيّ ﷺ بعض أصحابه فلمّا كانت غزوة غنم النّبيّ ﷺ سبيًا فقسم وقسم له فأعطی أصحابه ما قسم له وكان يرعى ظهرهم فلمّا جاء دفعوه إليه فقال: ما هذا؟ قالوا: قسم قسمه لك النّبيّ ﷺ فأخذه فجاء به إلی الرّسول ﷺ فقال: ما هذا قال: {قَسَمتُهُ لَكَ} فقال: ما على هذا اتّبعتك ولكنّي اتّبعتك على أن أرمى إلی ها هنا -وأشار إلی حلقه بسهم- فأموت فأدخل الجنّة فقال ﷺ: {إِن تَصدُقِ اللّهَ يَصدُقكَ} فلبثوا قليلًا ثمّ نهضوا في قتال العدوّ فأتي به الرّسول ﷺ يحمل قد أصابه سهم حيث أشار فقال لهم ﷺ: {أَهُوَ هُوَ}؟ قالوا: نعم! قال: {صَدَقَ اللّه فَصَدَقَهُ} ثمّ كفّنه النّبيّ ﷺ في جبّته ﷺ ثمّ قدّمه فصلّی عليه فكان فيما ظهر من صلاته: {اللّهُمّ هَذَا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ فَقُتِلَ شَهِيدًا أَنَا شَهِيدٌ عَلَى ذَلِكَ} وفي الختام: كأنّي بكلّ واحد منّا يقول معشر الإخوة الكرام: ليتني مكان ذاك الأعرابيّ لأفوز بالخلود الأبديّ!!

اقرأ أيضا: تذكير المسلمين بالصّدق مع ربّ العالمين (١)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى