تذكير المسلمين بالصّدق مع ربّ العالمين (١)
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال اللّه عزّ وجلّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ وقال تعالی: ﴿هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم﴾ وقال النّبيّ ﷺ: {عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا} إنّ أنواع الصّدق أيّها المسلم اللبيب الموفّق: الصّدق القلبيّ والصّدق العمليّ والصّدق القوليّ وللّه درّ الإمام ابن القيّم حيث يقول: إنّ الصّدق قول وعمل وحال فالصّدق في الأقوال: استواء اللسان على الأقوال كاستواء السّنبلة على ساقها والصّدق في الأعمال: استواء الأفعال على الأمر والمتابعة كاستواء الرّأس على الجسد والصّدق في الأحوال: استواء أعمال القلب والجوارح على الإخلاص واستفراغ الوسع وبذل الطّاقة!
إنّ من أهمّ وأجلّ أنواع الصّدق أيّها الحبيب المبارك: الصّدق مع اللّه تعالی فلا شيء أنفع للمسلم في هذه الحياة من الصّدق مع مولاه في جميع شؤون الحياة قال تعالى: ﴿فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم﴾ إنّ كلّ صادق مع اللّه عزّ وجلّ يبلغ بحسن نيّته ما يبلغ العامل إذا تعذّر عليه القيام بأيّ فعل! فعن سَهلِ بنِ حُنَيفٍ -رضي اللّه عنه- أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قال: {مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ} ويقول ﷺ: {مَن ماتَ ولَمْ يَغْزُ ولَمْ يُحَدِّثْ به نَفْسَهُ ماتَ علَى شُعْبَةٍ مِن نِفاقٍ} واعلموا معشر المسلمين أنّ الجهاد جهاد النّفس والشّيطان والكفّار والمنافقين! ومن الجدير بالذّكر: أنّ الرّباط في الثّغر: من الجهادين الأصغر والأكبر! يقول رسولنا خير البشر ﷺ: {وَإِنَّ أَفْضَلَ جهادِكُمُ الرِّبَاطُ وَإِنَّ أَفْضَلَ رباطِكُمْ: عَسْقَلَانُ}.
اقرأ أيضا: تذكير المسلمين الكرام بالنّهاية المشرّفة لأحد الصّحابة الأعلام (١)