تذكير المسلمين الكرام بالنّهاية المشرّفة لأحد الصّحابة الكرام (٣)
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال اللّه عزّ وجلّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ..﴾ ولا جرم أخي المسلم أنّ الصّحابي حرام بن ملحان -رضي اللّه عنه- حين تعايش مع هذه الآيات الكريمات أصبح لا يتمنّى سوی أن يرزقه فاطر الأرض والسّموات الشّهادة في سبيله فهذا هو الفوز المبين والرّبح العظيم وقد كان يخشى أن لا يرزقه مولاه ما تمنّاه فأخذ يدعو ويبتهل ويخلص بالدّعاء والتّذلل للّه عزّ وجلّ أن يرزقه مولاه ﷻ الشّهادة فلما أيقن أنّه نالها نطق لسانه بما في جنانه: (فُزتُ وَرَبّ الكَعبَة! فُزتُ وَرَبّ الكَعبَة)! وقد كان مفعول هذه الجملة علی القاتل أشدّ من وقع النّبل! فراح يسأل نفسه وكلّ من حوله من الأهل: وهل يفوز من يقتل؟! وما معنی فوز من مات بالقتل؟! وأيّ فوز هذا يا قوم؟! ما سمعنا بمثل هذا قبل اليوم؟! لقد كان الصّحابي الشّهيد حرام يدعو إلی اللّه حتّی في سكرات الموت؟! فكان كلامه: فُزتُ وَرَبّ الكَعبَة سببًا في إسلام من قتله: (جبّار بن سلمى) رضي اللّه عنه!
فإيّاك أن تحتقر -أخي في اللّه- أيّة كلمة تقولها في الدّعوة إلى اللّه تخرج من قلب نقيّ تقيّ من غير ما تكلّف وبنيّة طيّبة تبتغي بها وجه اللّه تنقذ بها غيرك من عذاب اللّه! فها هو ذا حرام بن ملحان قال كلمة عفويّة خرجت من نفس طاهرة زكيّة فرحًا بما أعدّه بارئ البريّة لشهداء الأمّة الإسلاميّة فكانت سببًا لدخول مشرك في الشّريعة الإسلاميّة! ونذكّر في هذا المقام بأنّ دعاة الإسلام وخاصّة في هذه الأيّام قد يتّهمون ويضربون ويسجنون ويعذّبون ويموتون وينال منهم المجرمون والظّالمون ولا يكون ذلك من البراهين على فساد ما عليه أهل الصّدق من الحقّ بل هو كرامة لهم ورفعة لدرجاتهم يوم الدّين.. وتعذيبًا للطّغاة في الدّارين! ونقول قبل الختام: للّه درّك يا شهيد الإسلام: حرام بن ملحان حينما قلت عبارة ما زال التّاريخ يرددّها حتّی الآن وكانت سبب دخول مشرك في الإسلام! هنيئا لك حسن الختام يا بطلنا الهمام!
ولنردّد معًا إخوة الإيمان: لقد فُزتَ وَرَبّ الكَعبَة يا مَن قُلتَ فُزتُ وربّ الكَعبَة ونسأل المولی عزّ وجلّ أن نَفوزَ كما فُزتَ نحن دعاة هذا الدّين في زمن الغربة!