مقالاتمقالات المنتدى

تذكير المسلمين الكرام بالنّهاية المشرّفة لأحد الصّحابة الأعلام (٢)

تذكير المسلمين الكرام بالنّهاية المشرّفة لأحد الصّحابة الأعلام (٢)

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

قال اللّه عزّ وجلّ: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾ هل تعلم يا أخا الإسلام أنّ الذي طعن الصّحابيّ الجليل المقدام: حرام بن ملحان الذي قال: فُزتُ وَرَبّ الكَعبَة هو جبّار بن سلمى؟ لقد وقف هذا القاتل مستغربًا مشدوهًا لا يصدّق ما سمع! لماذا يقول قتيله حرام قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ويفارق رسول اللّه ﷺ وزوجته وأولاده وخلّانه وأقاربه وأصدقاءه وجيرانه: فُزتُ وَرَبّ الكَعبَة فُزتُ وَرَبّ الكَعبَة؟! لقد أدرك الغادر القاتل أنّ صاحبنا المطعون حرام لا بدّ أن يكون عنده الإيمان التّامّ الحقيقيّ بشيء معنويّ غير دنيويّ جعله لا يبالي بالموت في سبيل ذي العزّة والجبروت!

وما زال هذا الشّعور يلحّ على الكافر القاتل (جبّار) في الليل والنّهار إلی أن أسلم بعد ذلك عن طواعية واختيار! قال نبيّنا سيّد الأبرار ﷺ: {يَضْحَكُ اللّهُ لِرَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أحَدُهُما الآخَرَ كِلاهُما يَدْخُلُ الجَنَّةَ قالوا: كيفَ يا رَسولَ اللّهِ؟ قالَ: يُقْتَلُ هذا فَيَلِجُ الجَنَّةَ ثُمَّ يَتُوبُ اللّهُ علَى الآخَرِ فَيَهْدِيهِ إلى الإسْلامِ ثُمَّ يُجاهِدُ في سَبيلِ اللّهِ فيُسْتَشْهَدُ} ما أروع كلمة المطعون حرام بن ملحان من كلمة وما أبلغها من بيان: فُزتُ وَرَبّ الكَعبَة! لقد خرجت هذه الجملة من فم بطل الإسلام حرام حينما تأكّد من حسن الختام والوفاة علی الإيمان والفوز بالجنان ورأى دماءه الزّكيّة امتزجت -وهو القارئ المتقن- بما يحفظ من آيات القرآن!

لقد رآها تنزف من جسده الطّاهر الشّريف على إثر طعنة غدر جاءته من الخلف فلم يجد ما يعبّر عن سعادته وحبوره وفرحه وسروره إلا قوله: فُزتُ وَرَبّ الكَعبَة! وليس غريبا عليه وعلی إخوانه من الجيل القرآنيّ الفريد الذي تربّی علی عقيدة التّوحيد أن يردّد هذا النّشيد في وجه كلّ كفّار عنيد! وكيف لا يردّدها وهو الذي تربّى علی يد خير من وطئ الثّری ﷺ الذي تلا على مسامعه آيات ربّه الأعلی التي تحثّ كلّ من آمن من الوری الدّفاع عن دين ربّ العالمين وعن حياض المسلمين بميدان الشّرف وساحةالوغی؟!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى