مقالاتمقالات المنتدى

تذكير المسلمين الأعزّاء بسلاح الدّعاء

تذكير المسلمين الأعزّاء بسلاح الدّعاء

 

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

 

قال تعالی: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ وقال ﷺ: {إنَّما يَنصرُ اللَّهُ هذِهِ الأمَّةَ بضَعيفِها بدَعوتِهِم وصَلاتِهِم وإخلاصِهِم} بمعتی: إنّما تعانون على أعداء دينكم ويدفع المولی عنكم البلاء والأذى بسبب وجود ضعفائكم بين أظهركم أو بسبب رعايتكم لهم أو ببركة دعائهم!

ولعلّ السّرّ في ذلك أيّها الفضلاء: أنّ الضّعفاء أشدّ إخلاصاً لربّ الأرض والسّماء في الدّعاء وذلك لابتعاد قلوبهم عن التّعلّق بزخرف الحياة الدّنيا لأنّ الضّعيف إذا رأى عجزه وضعف قوّته تبرّأ من حوله وقوّته إلی حول اللّه وقوّته ومن ثمّ يرقّ قلبه ويخضع لربّه فيحقّق اللّه ﷻ له رجاءه ويستجيب دعاءه وينال أمنيته! ويقول تعالی: {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ} إنّ هذه الفئة القليلة هي الغالبة بإذن المولی عزّ وجلّ لما نالت من تأييد اللّه لنصرها دينه ولتحقّق شروط النّصر فيها بخلاف العدوّ المتغطرس القويّ فإنّه يظنّ أنّه إنّما يغلب غيره بقوّته فيكله اللّه عزّ وجلّ إلى نفسه على مقدار عجبه ويكون ذلك سبباً لخذلانه وهلاكه! وقد ذكر المؤرّخون: أنّه لمّا صافّ قتيبة بن مسلم رحمه اللّه للتّرك وهاله أمرهم سأل عن محمّد بن واسع رحمه اللّه فقيل له: هو ذاك في الميمنة جامح علی قوسه يبصبص بأصبعه نحو السّماء! فقال قتيبة: (تلك الأصبع أحبّ إليّ من ألف سيف شهير وشابّ طرير)!

إنّ علی أمّتنا الإسلاميّة اليوم الأخذ بكلّ أسباب الفوز المادّيّة والمعنويّة والالتجاء قبل ذلك وبعد ذلك إلی مولانا ربّ البريّة! اللّهمّ ربّنا كن في عون المرابطين الصّابرين المنكوبين في غزّة الأبيّة والضّفة الغربيّة والدّيار الإسلاميّة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى