مقالاتمقالات المنتدى

تذكير المرابطين في الثغر بمنزلة الصبر

تذكير المرابطين في الثغر بمنزلة الصبر

 

 

أ.د. محمد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

 

الصبر ضد الجزع وهو الحبس والمنع وهو أن يلتزم كل مسلم بأوامر اللّه ويجتنب ما حرم اللّه ويتقبل بنفس راضية ما قضاه اللّه أي حبس النفس عن الجزع واللسان عن التشكي والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب وقد جعل المولی عز وجل للصابرين من الثواب العظيم ما ليس لغيرهم قال اللّه تعالی: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ وقال رسول اللّه ﷺ: {والصبر ضياء} وقال النبي ﷺ: {ومن يتصبر يصبره اللّه وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر} وقال ﷺ: {ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر اللّه بها من خطاياه} وقال ﷺ: {إذا أراد اللّه بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة} وقال ﷺ: {إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن اللّه إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط} ولا جرم أيها المرابطون الكرام أن آية الإيمان الصبر علی البلاء ثم الشكر عند العطاء لذا فإن المسلم يتقلب من أجر إلى أجر ومن خير إلى خير قال الفاروق عمر رضي اللّه عنه: (الصبر والشكر مطيتان لا أبالي أيهما ركبت) والصبر أنواع: الصبر على أداء الطاعات والصبر عن ارتكاب السيئات والصبر على المصائب والبليات يقول الإمام علي رضي اللّه عنه: (إن صبرت جرى عليك القلم وأنت مأجور وأما إن جزعت جرى عليك القلم وأنت مأزور) فمن صبر علی مر القدر فإن له الثواب والأجر ومن سخط فعليه الإثم والوزر وينبغي أن تعلم أخي المرابط في الثغر أن من أنواع الصبر تحمل أذی البشر قال ﷺ: {إن المسلم إذا كان مخالطا الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم} إن من المعلوم أيها المرابطون أن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا انقطع الرأس بان الجسد قال عمر رضي اللّه عنه: (وجدنا خير عيشنا في الصبر) ونقول بالمختصر: إن الاحتساب والصبر هما بداية الفرج والنصر أيها المرابطون في الثغر في موطن المحشر والمنشر!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى