(تذكير الغافلين بيوم الدّين) (١)
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
يا زاهداً في العبادات يا حليف الوسادات يا غارقاً في الشّهوات يا متكاسلاً عن الطّاعات يا كثير السّيّئات يا قليل الحسنات يا من لا يبالي بعصيان ربّ الأرض والسّموات! أما آن لك يا مسكين أن تفيق من هذه الرّقدات وتتخلّص من هذه البليّات والتّبعات بتوبة صادقة ودمعات حارّة غزيرات وسجدات خاشعات في اللّيالي الحالكات قبل أن تصبح في عداد الأموات حين يقبض روحك ملك الموت هادم اللّذات ومفرّق الجماعات؟!
يا من هو عن صلاة الفجر نائم وفي النّهار على وجهه هائم يعيش عيشة البهائم وهو شارب أو لاعب أو طاعم ولغيره لائم وعلى الدّعاة إلی اللّه ناقم ويظنّ أنّه فيلسوف وعالم وهو في الحقيقة ضالّ جاهل واهم! أما آن لك أن تفيق من سباتك وتصحو من سكراتك وتقلع عن شهواتك قبل وفاتك؟!
يا من شاب وما تاب وكذّب ونمّ واستغاب ودعا للعلمانيّة والسّيداويّة اليساريّة على رؤوس الأشهاد وشنّ الحرب علی الفضيلة والحجاب وعاث في الأرض الفساد وجثم على صدور العباد أمؤمن أنت بيوم الحساب أم أنت والعياذ باللّه مرتاب؟! إنّ علی من آمن بيوم التّناد وبسؤال الملكين منكر ونكير تحت التّراب أن يعدّ لأسئلتهما الجواب!
يا من كلّما طال عمره ساء عمله وكثر ذنبه وجرمه وكلّما ابيضّ شعر رأسه اسودّ بالآثام قلبه وضيّع عمره في غير طاعة وتعوّد على التّفريط في الخيرات وارتكاب الموبقات والتّقصير في صلاة الجمعة والجماعة وبئست هذه البضاعة!
إلى متى هذا التّسويف وعدم الالتزام بأحكام هذا الدّين الحنيف ولا ينفع معك وعظ ولا نهي ولا تعنيف وتظنّ أنّك عاقل حصيف ومناضل شريف ووطنيّ عفيف؟! قل لي بربّك يا عبد اللّه: ما هذا التّخريف والتّجديف؟!