تذكيرُ المُسلمين باستشهادِ الإمامِ الحُسَين (٣)
بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
لا بُدّ من التّأكيد في هذا المقام على أنّ الرّافِضة اللئام الذين دَعوا شهيد الإسلام الحسين الإمام للخروج إليهم والقدوم إلى العراق وَخَدعوه وَخَذلوه هم وَالحَقّ يُقال أعدى أعداء آلِ البيت الكرام وهم من يَتحمّل سَفك الدّم الحَرام لِلشّهيد الحُسَين الإمام في شهر محرّم الحرام في يوم عاشوراء بكربلاء! وَمِن الأدلّة على ذلك: أنّهم يَضرِبون أنفُسَهم بِالسّيوف خِلال مئات الأعوام وَحتّى الآن عن طِيب خاطِر وَتَسيل دِماؤهم وَدِماء أطفالهم أمامَ أعينِ النّاظر تَكفيراً عن جَريمَتهم وَخِيانَتهم وَقَتلِهم الإمام الحُسَين! وَهل يُصَدّق مسلم عاقلٌ بالغ أنّهم من أتباع آلِ البَيت الطّيّبين وَهُم يؤمنون بتحريفِ القرآنِ الكريمِ ولا يَعترفون بالسّنّة الثّابتة عن الصّادق الأمين وَيكفّرون جماهير الصّحابة الكرام وَالخلفاء الرّاشدين باستثناء عليّ ونفر من الصّحابة ويطعنون في أهمّ سيّدات بَيت النّبوّة الصّدّيقة بِنت الصّدّيق الطّاهرة المُطهّرة المبرّأة في سُورة النّور مِن فَوق السّبع الطّباق حَبيبَة الحَبيب ﷺ وَزَوجته في الدّارين عائشة أمّنا أمّ المؤمنين رضي اللّه عنها وعن أبيها التي مَدَحها رَبّ العالَمين بِقوله في الذّكر الحكيم: ﴿وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ وَمَدحها زَوجها مَن لا يَنطق عن الهوى ﷺ بِقوله: {وَفَضْلُ عائِشَةَ علَى النِّساءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ علَى سائِرِ الطَّعامِ}؟! إنّ السّؤال الذي يَطرح نفسه في هذا المقام: لقد مات سَيّد الشّهداء حَمزة رضي اللّه عنه شَهيدا وَمات الخليفة الرّاشد عَليّ رضي اللّه عنه شَهيدا وهما مِن سادات آل البيت الكرام وأفضَل من أبي عبد اللّه الحُسَين الشّهيد الإمام فَلِماذا لا تَفعل الرّافِضة في ذِكرى استِشهادهما ما تَفعله في ذِكرى كَربلاء يَوم عاشوراء؟! لقد استَغلّ الفُرس المجوس أعداء الإسلام والمسلمين حادثة استِشهاد الإمام الحُسَين لِيُوقِدُوا جَذوَة التّشَيّع في قُلُوبِ الجَهلة العوامّ على مَدى الأيّام ومُرور الأعوام حتّى يُحافِظُوا على بَقائهم وَمُبرّر وُجودِهم مع أنّ الصّديق والعدوّ والقريب والبعيد يَعلم عِلم اليَقين أَنّهم لم يَكونوا في يومٍ ما مَصدَر عِزّ ونَصرٍ لهذا الدّين فَلَم يحاربوا المشركين ولم ينشروا عقيدة التّوحيد في العالمين وَإنّما هُم كما يَعلم القاصي والدّاني والمُبتدِع والسّنّيّ خِنجَر مَسمومٌ في جَسَد الأمّة الإسلاميّة على مدار التّاريخ القديم منه والحديث! يُحيُونَ الشّركِيّات وَيَعشقونَ المُبتَدَعات وَيَدينونَ بِالخُرافات وَيُؤمنون بِنِكاح المُتعات وَيَسُبّون الصّحابةَ وَالصّحابيّات عليهم ما يستحقّون من فاطر الأرض والسّموات!